تتطلع بوتشيلاتي إلى الطبيعة بعين بصيرة تتوخى محاكاة مباهجها على الجواهر الفاخرة التي تصدرها. ويجد الباحث في سجلات الدار المحفوظة توثيقًا لهذه العملية الإبداعية التي طالت أنواعًا مختلفة من الأزهار، مثل الماغنوليا والقرنفل واللوتس وتبّاع الشمس والياسمين وغيرها. 
وقد كان لهذا الاستحضار المتواصل للطبيعة أثر على تطوير تقنيات حرفية جديدة وتوسيع آفاقها خارج المألوف، على ما يشهد  مشبك Magnolia الأيقوني.

مشبك Magnolia الأيقوني

يعود الظهور الأول لهذا المشبك إلى ثمانينيات القرن العشرين، حين عكف جانماريا بوتشيلاتي على تصميم مجموعة جواهر مخصصة لصالح مركز واكو التجاري الشهير في طوكيو. 

حظيت القطعة بنجاح كبير، ما حثّ جانماريا على إعادة تصميم المشبك. فبعد أن كانت زهرة الماغنوليا مشغولة بالكامل من الذهب الأصفر، أصبحت بتلاتها مشغولة من الذهب الأبيض فيما ظلت أسديتها مصنوعة من الذهب الأصفر.

بوتشيلاتي تعيد إصدار مشبك Magnolia الأيقوني

Buccellati

لم تتوقف الصيغ الإبداعية التي استحدثها حرفيو بوتشيلاتي للارتقاء بهذا المشبك الذي تفننوا في تطعيمه تارة بالألماس، وتارة بأنواع مختلفة من الأحجار الكريمة. ولا يختلف المشبك الذي تعيد الدار إصداره عن أسلافه في هذه الجهة، إذ صيغت بتلاته من الذهب الأبيض فيما تنفتح أسديته المشغولة من الذهب الأصفر عن تاج مصنوع من الذهب الوردي ومنقوش باستخدام تقنية "ريغاتو" Rigato على هيئة خطوط متوازية ورفيعة.

بالرغم من تعدد الصور التي اتخذتها مشابك Magnolia بمرور السنوات، إلا أن بعض المنطلقات ظلت ثابتة في طريقة الصياغة. على سبيل المثال، لم يخرج حرفيو العلامة عن دائرة التقنيات التي ارتقى بها ماريو بوتشيلاتي إلى مستويات بالغة الإتقان، وخصوصًا تقنية "سيغريناتو" Segrinato التي تُضفي على البتلات المشغولة يدويًا ملمسًا ناعمًا.

بالإضافة إلى النعومة المتأتية عن هذه التقنية، تتمايز القطع المشغولة بوساطتها بنقوش متداخلة في اتجاهات مختلفة لا تلتزم بأي تحديد مسبق، وهذا ما يضفي على البتلات طابعًا حيويًا حتى إن الناظر يكاد يتصور أنها تنحني وتتحرك بأثر الرياح.

إن حفاظ بوتشيلاتي على مثل هذه التقنيات الحرفية العريقة وتطويرها لتتناسب مع الرؤى التصميمية الحديثة من شأنه الدفع بمستويات التمايز إلى منزلة جديدة، يغتني فيها الماضي بممكنات الحاضر والمستقبل، للكشف عن جواهر شديدة التفرد ليس آخرها مشبك Magnolia الأيقوني.