لأول مرة في تاريخ الألعاب الأولمبية الصيفية، لن يُقام حفل الافتتاح داخل الملاعب، إذ تستعد باريس لتقديم المشاركين في الدورة المقرر إقامتها في الفترة من 26 يوليو الجاري حتى 11 أغسطس بأسلوب جريء ومبتكر وفريد من نوعه يتضمن موكبًا من القوارب سيعبر مسافة 6 كيلومترات في نهر السين.

الحفل الافتتاحي للمشاركين في دورة الألعاب الأولمبية 2024 

سيتكون الموكب من 150 قاربًا مجهزًا بكاميرات تسمح للمشاهدين عبر التلفزيون والإنترنت برؤية الرياضيين عن قرب. وسينطلق الموكب من جسر أوسترليتز بجانب حديقة النباتات في الساعة 7:30 مساءً، ويشق طريقه حول جزيرتين في وسط المدينة (سانت لويس وإيل دو لا سيتي) قبل المرور تحت بعض الجسور والبوابات.

وسيحصل الرياضيون خلال الموكب، الذي سيمتد 6 كيلومترات من الشرق إلى الغرب، على لمحة عن بعض الأماكن حيث ستُقام المسابقات، بما في ذلك الحديقة الحضرية في لاكونكورد ومتنزه ليزانفاليد والقصر الكبير وكاتدرائية نوتردام وجسر نف وقصر اللوفر، وأخيرًا جسر جينا قبل أن يتوقف الموكب في ساحة تروكاديرو حيث ستُقام العناصر المتبقية من البروتوكول الأولمبي والعروض النهائية.

لن يحتاج المشجعون إلى تذاكر للوصول إلى الأرصفة العلوية على طول مسار الموكب. لكن أولئك الذين يرغبون في الوصول إلى الأرصفة السفلية، من جسر أوسترليتز إلى جسر جينا، سيحتاجون إلى شراء التذاكر. 

ومن المتوقع أن يشهد الحفل الافتتاحي عددًا قياسيًا من المشجعين يصل إلى 500 ألف، 350 ألفًا منهم على المدرجات المقامة على ضفاف النهر و150 ألفًا على الأرصفة. ومع ذلك، ستسمح 80 شاشة عملاقة ومكبرات صوت موضوعة بشكل استراتيجي للجميع بالاستمتاع بالجو السحري للحفل الأكبر في تاريخ الألعاب.

إقامة الحفل حسب المخطط ليس مؤكدًا بعد، بعدما أوضح القائمون على ترتيبات العرض أنه في حالة استمرار النهر في الجريان بسرعة كبيرة، فإن السلطات قد تضطر إلى إلغاء الحدث، إذ حددت وزارة الرياضة الفرنسية أن معدل التدفق المقبول لإقامة العرض هو 450 مترًا مكعبًا/الثانية. 

ولكن بسبب الطقس الممطر بشكل غير عادي خلال شهري مايو ويونيو، فإن معدل التدفق المسجل أخيرًا يقترب من 670 مترًا مكعبًا/الثانية.

معدل تدفق النهر ليس التحدي الوحيد أمام الحفل، إذ أوضح تييري ريبول، مدير الاحتفالات باللجنة الأولمبية، بعد جلسة تدريب في أواخر يونيو، أن الصعوبة الكبرى تكمن في التوقيت، إذ سيتعين على القوارب إكمال الدورة في 45 دقيقة، ما يعني أن القباطنة سيحتاجون إلى التحرك بسرعة ستة أميال في الساعة، مع الحفاظ على مسافة حوالي 100 متر من أقرب قارب.