بموازاة الكشف في معرض واتشز أند وندرز (ساعات وعجائب) عن ابتكارات جديدة أيّدت بها باتيك فيليب رؤيتها الإبداعية الراقية، نظّمت الدار، تحت عنوان Rare Handcrafts (حرف يدوية نادرة) معرضًا خاصًا في مقرها التاريخي بشارع رو دو رون الشهير في جنيف.

في منتصف شهر يونيو 2023، حطّت ابتكارات باتيك فيليب التي تتباهى بالتقنيات الحرفية العتيقة في طوكيو، حيث اطلع هواة الساعات على أكثر من 500 قطعة مختلفة تزهو بمزايا يقل نظيرها. وبالتزامن مع معرض واتشز أند وندرز الذي انعقد في أواسط شهر أبريل الفائت في جنيف، سنحت الفرصة للشغوفين بالإبداعات الطليعية في عالم الساعات لكي يستزيدوا من ألق مآثر فنية تدفع بحدود التصميم إلى أقصاها.

تحتل الطیور مكانة خاصة في المعرض، مع التركیز على طائر البلشون الأبیض الرشیق.

S. Dubouchet © Patek Philippe

تحتل الطیور مكانة خاصة في المعرض، مع التركیز على طائر البلشون الأبیض الرشیق. 

اشتمل المعرض على 82 قطعة مختلفة، تنوعت بين الساعات المقببة، وساعات المعصم، وساعات الطاولة وساعات الجيب، وتوحدت في تعاليها بالمهارات اليدوية النادرة التي صانتها باتيك فيليب من الاندثار.

تستعرض أقسام المعرض مهارات حرفية مختلفة، بما في ذلك تقنية التطعيم الدقيق بقشور الخشب.

S. Dubouchet © Patek Philippe

تستعرض أقسام المعرض مهارات حرفية مختلفة، بما في ذلك تقنية التطعيم الدقيق بقشور الخشب. 

نذكر من هذه المهارات الطلاء باستخدام تقنية الإشعال في الفرن، ورسم المجسمات على طلاء المينا، وتقنية ملء تجويفات الأسطح المعدنية بطلاء المينا، والتطعيم بالخشب، والزخرفة على نمط غيوشيه، والترصيع بالجواهر الكريمة. لكل تقنية درجات من التعقيد لا يدركها إلا الخبراء بها، ولكن مستويات الإتقان المطلوبة لتصميم بعض القطع المعروضة بلغت قممًا جديدة لأنها تجمع بين العديد من التقنيات داخل القطعة نفسها.

مجموعة من ساعات Golden Eclipse تصوّر موانئها مفاتن الطبيعة في أجمل حدائق العالم.

Patek Philippe

مجموعة من ساعات Golden Eclipse تصوّر موانئها مفاتن الطبيعة في أجمل حدائق العالم.  

مجموعة Calatrava، حاضنة الحرف اليدوية النادرة

كان ضيوف معرض باتيك فيليب على موعد مع مجموعة من الساعات الحصرية الحاضنة للحرف اليدوية النادرة، وأبرزها ساعات كالاترافا Calatrava التي صيغ أغلبها في علب من الذهب الأبيض. في قلب العلب المصقولة بعناية فائقة، شكّل حرفيو العلامة السويسرية لوحات فنية رفيعة التفاصيل والمواصفات، تشي كل واحدة منها بمضمون مختلف.

ساعتا Morning on The Beach وSurfing the Waves من مجموعة Calatrava.

S. Dubouchet © Patek Philippe

ساعتا Morning on The Beach وSurfing the Waves من مجموعة Calatrava.

في مركز المعرض، عاين الزوّار ساعات تزهو موانئها بالكواكب النجمية والأبراج الاثني عشر المطابقة لها والتي أجاد الحرفيون تصويرها باللجوء إلى تقنيات متفردة مثل تقنية Grisaille التي تعود إلى القرن السادس عشر وتنطوي على ألوان زيتية شبه شفافة فوق لون قاعدي أحادي، وتقنية Paillonné التي تعود إلى القرن التاسع عشر وتقوم على صقل صفائح الذهب والفضة الرفيعة بطلاء المينا نصف الشفاف.

ومع أن باتيك فيليب بعثت أساليب الزخرفة العتيقة هذه من مرقدها، غير أنها أسبغت عليها لمسة عصرية يمكن تبيّنها من العمق الواضح في اللوحات النجمية البديعة.

أما في صالة المبنى المطلة على شارع رو دو رون، فتألقت ساعات Calatrava بلوحات تشيد بالفن والرياضة والسيارات والترفيه. وفيما تحتفي بعض الطرز بركوب الأمواج من خلال موانئ مطعّمة بالخشب، تتألق إبداعات أخرى بزخارف الماندالا المتقنة بسبب استخدام تقنية Cloisonné التي تقوم على تثبيت طلاء المينا بوساطة أسلاك معدنية.

وقد أحسن خبراء تقنية الإشعال في الفرن أيضًا تصوير السيارات الأمريكية التي تعود إلى حقبة الستينيات، وبرعوا في رسم حركات لاعبي البلياردو في أثناء انغماسهم في تحديد مسار الكرات بالاستناد إلى زخارف غيوشيه المشغولة يدويًا.

تمايزت ساعات الجيب بتوظيف بارع للتقنيات تولّدت عنه إبداعات تشدو بالحياة البرية فيما تدعو إلى استكشاف الطبيعة السويسرية الساحرة.

Patek Philippe

تمايزت ساعات الجيب بتوظيف بارع للتقنيات تولّدت عنه إبداعات تشدو بالحياة البرية فيما تدعو إلى استكشاف الطبيعة السويسرية الساحرة.

ساعات جيب تتسامى بالتقنيات التقليدية

تمايزت ساعات الجيب التسع التي كشفت عنها باتيك فيليب في هذا المعرض بتوظيف بارع للتقنيات تولّدت عنه إبداعات تشدو بالحياة البرية فيما تدعو إلى استكشاف الطبيعة السويسرية الساحرة. استوطنت هذه الطرز علبًا من الذهب الأبيض وأخرى من الذهب الأصفر، واقترنت بموانئ دقيقة تتناغم مع التفاصيل الدقيقة المميزة للأغطية الخلفية التي أتاح اتساعها للحرفيين فرد أجنحتهم الإبداعية وصياغة لوحات تضاهي الأعمال الفنية التي تباع بملايين الدولارات.

في مركز المعرض، عاين الزوّار ساعات تزهو موانئها بالكواكب النجمية والأبراج الاثني عشر المطابقة لها.

Patek Philippe

في مركز المعرض، عاين الزوّار ساعات تزهو موانئها بالكواكب النجمية والأبراج الاثني عشر المطابقة لها.

في ناحية من الصالة التي احتضنت هذه الابتكارات، يلفت طائر البلشون الأبيض الأنظار مرتين، مرة وهو يلوي عنقه في مشهد ملوّن قوامه قطع خشبية صغيرة تزيد على 450 قطعة، ومرة وهو يرفع منقاره إلى السماء في منظر تطلب تنفيذه 27 عملية إشعال على درجات حرارة تراوح بين 800 درجة و830 درجة.

فضلاً عن ذلك، سخّرت باتيك فيليب براعة حرفييها في فنون الزخرفة اليدوية لمحاكاة المناظر الطبيعية الشتوية على ضفاف بحيرة جنيف، فوثقت هذا المشهد الشاعري على ميناء إحدى ساعات الجيب وظهرها بفضل تنويع نمط زخارف غيوشيه ورسم المجسّمات المركبة على طبقة المينا الشفاف.

ساعة الطاولة المقببة Paris Olympics التي تحتفي بأولمبياد باريس في دورة عام 1924 والتي نُفّذت تفاصيلها باستخدام تقنية Cloisonné.

Patek Philippe

ساعة الطاولة المقببة Paris Olympics التي تحتفي بأولمبياد باريس في دورة عام 1924 والتي نُفّذت تفاصيلها باستخدام تقنية Cloisonné.

ساعات مقببة تفيض بالألوان والتقنيات الحرفية 

أسبغت الدار منظورها الإبداعي المتفرد أيضًا على الساعات المقببة التي تمازجت فيها التقنيات الحرفية النادرة لرسم لوحات لا تخطئها العين البصيرة بمكامن الإتقان. وبما أن هذه الساعات تتيح مساحة للإبداع أكثر من باقي الفئات، فقد صبّ هذا الواقع في صالح الحرفيين، الذين استغلوا أسطحها بالكامل للتعبير عن رؤاهم الفنية رفيعة التفاصيل.

في ساعة Hawaii، التي تتباهى بلوحة تستحضر معالم جزيرة هاواي الاستوائية، تستعرض الدار براعتها في الرسم المنمنم بطلاء المينا.

S. Dubouchet © Patek Philippe

في ساعة Hawaii، التي تتباهى بلوحة تستحضر معالم جزيرة هاواي الاستوائية، تستعرض الدار براعتها في الرسم المنمنم بطلاء المينا.

فيما تزهو إحدى الساعات بلوحة تصوّر قطارًا من أوائل القرن العشرين يخترق مدينة نيويورك ويطرح دخانه بمحاذاة ناطحات السحاب التي تؤطر المشهد، تتباهى ساعة مقببة أخرى بمبانٍ تستنسخ المنشآت المعمارية المصممة على طراز الآرت ديكو والتي برزت بين نخيل ميامي بيتش إبان عشرينيات القرن العشرين.

إلى ذلك، وتماشيًا مع موضوع الطبيعة الذي ارتسمت ملامحه على وجه العديد من الإبداعات المعروضة، سلطت الدار الضوء على أعماق البحار باستحداث لوحة بتدرّجات اللون الأزرق تصوّر أسماك شيطان البحر وهي ترقص بين الشعاب المرجانية بجوار الأجناس السمكية الأخرى.

جدير بالذكر أن من فاته استكشاف بهاء هذه القطع في معرض الحرف اليدوية النادرة، الذي نظمته باتيك فيليب في مبناها التاريخي في جنيف، يستطيع زيارة صالون الدار في شارع بوند بلندن، حيث سيُنظم المعرض من 7 إلى 16 يونيو الحالي.