حقق السائقون النرويجيون رقماً قياسياً جديداً، ولكن الأمر لا يتعلق بالسرعة. فقد ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي أن الدولة الاسكندنافية أصبحت أول دولة في العالم لديها سيارات كهربائية على الطريق أكثر من السيارات التي تعمل بالوقود.
مع وجود 2.8 مليون مركبة خاصة مسجلة في النرويج: 754,303 منها تعمل بالكهرباء بالكامل، في حين أن 753,905 منها تستخدم البنزين، وفقًا لبيانات اتحاد الطرق النرويجي. وقالت بي بي سي إن السيارات المتبقية، التي يقل عددها قليلاً عن مليون، تعمل بالديزل، لكن مبيعات تلك المركبات تتضاءل.
النرويج تصبح أول دولة لديها سيارات كهربائية أكثر من التي تعمل بالوقود
أشارت هيئة الإذاعة البريطانية إلى أن هذا الإنجاز الرئيس جرى دعمه من قبل الدولة النرويجية نفسها، التي قدمت حوافز للسائقين للتحول إلى السيارات الكهربائية. عند شراء سيارة كهربائية، يُعفى السائقون من ضريبة المبيعات. وبمجرد حصولهم على تلك السيارة، لن يضطروا إلى دفع رسوم مرور المدينة.
وغالبًا ما يمكنهم العثور على مواقف مجانية للسيارات في العديد من الأماكن. بالإضافة إلى ذلك، توجد محطات شحن مجانية في مختلف أنحاء البلاد، منها 2000 محطة في أوسلو وحدها. بالمقارنة، كان الافتقار إلى شبكة شحن قوية يمثل مشكلة كبيرة في الدول الأخرى.
وكتبت بي بي سي أنه يمكن توزيع هذه الامتيازات على نطاق واسع لأن النرويج تجني الكثير من الأموال من النفط والغاز. تعد البلاد واحدة من أكبر مصدري النفط، ولديها صندوق ثروة سيادي يزيد على 1.7 تريليون دولار بفضل الأموال التي تجنيها من حقول النفط.
ويتجلى اعتماد السيارات الكهربائية في النرويج بشكل خاص عند مقارنتها بتلك الموجودة في الولايات المتحدة: فمن يناير إلى يوليو من العام الماضي، كان ما يزيد قليلاً على 7% من السيارات المبيعة في أمريكا تعمل بالبطاريات. وعلى الرغم من أن هذه الزيادة كانت كبيرة مقارنة بالسنوات السابقة، إلا أنها تتضاءل مقارنة بسوق السيارات الكهربائية في النرويج.
يذكر أن كل 10 سيارات جديدة تباع في النرويج، تسع منها هي سيارات كهربائية، وفقًا لأرقام الصناعة التي ذكرتها بي بي سي.
ويساعد هذا الاهتمام واسع النطاق بالسيارات الكهربائية النرويج على تحقيق هدفها المتمثل في أن تصبح أول دولة تحظر تمامًا بيع سيارات البنزين والديزل الجديدة بحلول عام 2025، وهو ليس بالأمر الهين بالنسبة لبلد يبلغ عدد سكانه 5.5 مليون نسمة.
وفي حين أنه ليس هناك كثير من الوقت المتبقي حتى يأتي هذا التاريخ المستهدف، يبدو أن النرويج تسير على الطريق الصحيح.