تسهم المملكة العربية السعودية بمبلغ 52.6 مليون دولار في مشروع تجديد مركز بومبيدو في باريس، الذي تبلغ تكلفته الإجمالية 273 مليون دولار.
تأتي هذه المساهمة من صندوق للتراث جرى إنشاؤه ضمن تعاون طويل الأمد بين المسؤولين الثقافيين في المملكة العربية السعودية وفرنسا.
وقد أعلن عن الاتفاق خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المملكة العربية السعودية، حين وقّعت وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي ووزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود، سلسلة من اتفاقيات ثقافية تشمل مجالات التراث، والمتاحف، والمكتبات، والآثار، والسينما والتدريب.
وكجزء من حزمة الاتفاقيات العشرة الثنائية الجديدة الموقّعة في 4 ديسمبر، ستطور فرنسا مجموعة من مبادرات المتاحف والتراث في السعودية، بما في ذلك متحف جديد للتصوير الفوتوغرافي في الرياض، بدعم من المدرسة الوطنية للتصوير الفوتوغرافي، في آرل، بحسب بيان وزارة الثقافة الفرنسية.
Centre Pompidou
تشمل المشاريع الأخرى ترميم مواقع التراث السعودي، مثل القصور الملكية، بمساعدة مؤسسات فرنسية مثل مركز الآثار الوطنية Centre des Monuments Nationaux، وهيئة إدارة مشاريع العقارات الثقافية OPPIC.
كما يسعى البلدان إلى تعزيز جهود الحفظ في المشاريع الأثرية بمدينة القدية، وهو مشروع مدعوم من المعهد الوطني الفرنسي للبحوث الأثرية. وسيشرف خبراء فرنسيون من المكتبة الوطنية الفرنسية أيضاً، على رقمنة المجموعات وحفظها والترويج لها.
Centre Pompidou
تأتي هذه الشراكة بعد سنوات من اتفاقية أولية وُقِّعت بين فرنسا والمملكة العربية السعودية في عام 2018، وركزت على شبكة مقترحة من المتاحف المستقبلية والمواقع الأثرية، في محيط متحف الحضارة العربية في مدينة العلا، شمال غرب المملكة. وكلفت الوكالة الفرنسية لتطوير العلا أفالولا، بتطوير الروابط والعلاقات مع المدينة.
كما سيجري إنشاء متحف معاصر جديد في العلا بموجب اتفاقية شراكة وقعتها المملكة ومركز بومبيدو في عام 2023، وستعير باريس الأعمال إلى المملكة.
فضلاً عن ذلك، تُصمم مساحة للفن المعاصر في العلا، أعلن عنها في مايو 2023، إلى جانب متحف مخصص لطريق البخور، من تصميم المهندسة المعمارية اللبنانية المقيمة في باريس، لينا غوتمه، التي أشرفت على جناح سربنتين في لندن عام 2023.