تستعد وكالة الفضاء الأمريكية ناسا لاستكشاف كويكب ضخم يحتوي على كثير من المعادن الثمينة التي قد تصل قيمتها إلى 70 ألف ضعف الاقتصاد العالمي هذا العام.
وكانت وكالة ناسا قد قدرت في عام 2017 أن البشرية ستستفيد من إلقاء نظرة فاحصة على كويكب اسمه 16 Psyche. وكان من المقرر في البداية أن تبدأ المهمة في نهاية عام 2022 ولكنها أجلت بسبب "مشكلات تنموية". وتخطط ناسا الآن لإطلاق مركبة في أكتوبر من المتوقع أن تصل إلى الكويكب 16 سايكي فائق القيمة في أغسطس 2029.
سُمي الكويكب 16 سايكي على اسم إلهة الروح اليونانية، وكان قد اكتشفه عالم الفلك الإيطالي أنيبال دي غاسباريس في 17 مارس 1852. ويُعتقد أن الكويكب العملاق هو النواة الجزئية لكوكب صغير لم يتشكل بالكامل خلال الأيام الأولى من نظامنا الشمسي.
يبلغ حجم الكويكب الغني بالمعادن حجم ولاية ماساتشوستس الأمريكية، وفقًا لعلماء الفلك. ويبلغ متوسط قطره حوالي 140 ميلاً - أو تقريبًا المسافة بين لوس أنجليس وسان دييغو. ويدور الكويكب بين المريخ والمشتري على مسافة تراوح بين 235 مليون إلى 309 مليون ميل من الشمس.
هذا وتشير دراسة نشرتها مجلة The Planetary Science Journal في عام 2020 إلى أن كويكب 16 سايكي مصنوع بالكامل تقريبًا من الحديد والنيكل، ما يميزه عن الكويكبات الأخرى التي تتكون عادةً من صخور أو جليد. وزعمت عالمة ناسا ليندي إلكينز تانتون أن الحديد الموجود في الكويكب وحده يمكن أن تصل قيمته إلى 10 كوينتليون دولار، أي ما يعادل مليون تريليون دولار، فيما تبلغ قيمة الاقتصاد العالمي بأكمله حوالي 110 تريليون دولار.
16 سايكي ليس الكويكب الوحيد ذا القيمة في الفضاء. فقد أفادت ناسا سابقًا أن حزام الكويكبات بين المريخ والمشتري به ثروة معدنية تعادل حوالي 100 مليار دولار لكل فرد على وجه الأرض. لكن الجزء الصعب هو تعدين المعادن الثمينة داخل كل كويكب وإعادتها بنجاح إلى الأرض.
ومع ذلك، فإن ناسا لا تنوي تعدين الكويكب من الذهب ولكنها تريد دراسته فحسب. ويسعى العلماء إلى معرفة مما يتكون الكويكب بالضبط ومقدار قيمته. وبحسب وكالة ناسا، يمكننا من خلال فحص كويكب 16 سايكي أن نفهم بشكل أكبر كيف تشكل جوهر الأرض. كما يمكن أن توفر البعثة أيضًا رؤى حول تكوين نظامنا الشمسي وأنظمة الكواكب حول النجوم الأخرى. وستكون المهمة هي أول زيارة تقوم بها ناسا لـكويكب معدني.
تقول ناسا إن إجمالي تكاليف اكتشاف 16 سايكي (بما في ذلك الصاروخ) تبلغ 985 مليون دولار. وقد أنفقت الوكالة إجمالي 717 مليون دولار على المشروع بداية من يوليو الماضي.
ستقطع المركبة الفضائية حوالي 280 مليون ميل للوصول إلى كويكب 16 سايكي، ومن المتوقع إطلاق المركبة الفضائية على صاروخ SpaceX Falcon Heavy في أكتوبر 2023. وستهدف المركبة إلى الاستعانة بالجاذبية من المريخ في عام 2026 لمساعدتها على طول المرحلة التالية من الرحلة.
وبعد ذلك ستمضي 21 شهرًا في القياس ورسم الخرائط، وتشديد مداره تدريجيًا حتى تمر فوق سطح 16 سايكي مباشرةً. إذا سارت الأمور كما هو مخطط لها، ستصل المركبة إلى الكويكب في أغسطس 2029. وتقول ناسا إن فريق المهمة يواصل إكمال اختبار برنامج رحلة المركبة الفضائية استعدادًا لتاريخ الإطلاق في أكتوبر.