طرحت أبل نظارتها الجديدة فيجن برو Vision Pro في منتصف فبراير الماضي. وقد لاقت هذه النظارات رواجًا كبيرًا بين المستخدمين في مختلف القطاعات حول العالم، ما جعلها تتجاوز التوقعات المبدئية للشركة على صعيد الطلب المسبق الذي تجاوز 300 ألف عملية طلب مسبق. 

هذا الإقبال الواسع فاجأ العديد من المحللين والخبراء كون النظارات من المنتجات الفارهة التي تقدمها الشركة بتكلفة تتجاوز بقية منتجاتها. 

تكلفة صناعة فيجن برو 

تصل تكلفة الحصول على نظارات فيجن برو إلى 3500 دولار وهو سعر مبدئي لها. فعند إضافة الملحقات التي تسهل تجربة الاستخدام، تصل تكلفة اقتناء النظارات إلى 4600 دولار تقريبًا. ورغم أن الشركة تعرض هذه المنتجات بشكل اختياري، إلا أن تجربة استخدام النظارات بعد الحصول على الملحقات تختلف كثيرًا عما هو عليه الحال من دونها. وبينما تجعل هذه السياسة أبل تبدو كشركة جشعة، إلا أنها في الحقيقة أسلوب ناجح في تحقيق المبيعات.  

مما لا شك فيه أن نظارات فيجن برو من أهم المنتجات التي قدمتها أبل في السنوات الماضية، وهو ما دفع الكثير من الخبراء لوصفها بأنها أهم من هواتف آيفون، ومقارنة الإعلان عنها بالإعلان عن أول هاتف آيفون في 2007. 

وعلى غرار هواتف آيفون التي تكلف صناعتها 600 دولار، فإن تكلفة تصنيع النظارات أقل كثيرًا من السعر الذي تباع به، وذلك من ناحية المكوّنات الموجودة فيها:  تكلف صناعة النظارات 1500 دولار بناء على المستشعرات والعناصر التي تُجهّز بها. 

التكلفة التقريبية لتصنيع النظارات ظهرت بعد تحليل مكوناتها. وفي العادة، تهمل هذه التقارير تكلفة النظام الذي تضع أبل جهودًا كبيرة في عملية تطويره وتحسينه ليصبح مناسبًا للاستخدام في مختلف القطاعات. 

الجهود التي وضعتها أبل في تطوير النظام هي البطل الحقيقي في عملية صناعة النظارات، إذ قامت الشركة ببناء نظام جديد متسق مع أنظمتها الأخرى وفي الوقت نفسه مختلف عنها بشكل كامل، وهذا حتى يتناسب مع طبيعة استخدام النظارات في أوضاع الواقع المعزز أو الواقع الافتراضي. 

الكلفة الحقيقية لاقتناء نظارات Vision Pro من أبل

Apple

نظام متعدد الاستخدامات

نظام VisionOS كما أطلقت عليه أبل هو نظام مصنوع على نحو خاص للنظارات، يتخلص من قيود التحكم في نظارات الواقع الافتراضي الموجودة في العديد من المنافسين مثل نظارات ميتا، ويجعل المستخدم قادرًا على التحكم فيه مباشرةً عبر تتبع حركة العيون والأصابع. 

ولا شك في أن أسلوب التحكم الثوري هذا جعل نظارات أبل تتمايز بشكل كبير عن الطرز المنافسة، إذ لا يواجه المستخدم الكثير من التحديات عند محاولة التحكم في النظارات والوصول إلى النتيجة التي يرغب فيها. 

يمكن استخدام نظارات Vision Pro في وضع الواقع المعزز، إلى جانب مجموعة من النوافذ المحلقة في البيئة المحيطة بك. يمكن تثبيت هذه النوافذ في مكان بعينه لتظهر في كل مرة تزور فيها هذا المكان أو تنظر إليه، كأن تترك شاشة الأفلام مثبتة في جدار بعينه، وفي الجدار المقابل تترك نافذة للعمل. 

كما تستطيع عزل بيئة النظام بشكل كامل، ليصبح كل ما تراه هو نوافذ الواقع الافتراضي من دون ملاحظة البيئة المحيطة بك أو الاهتمام بها، وهو ما يضيف المزيد من الاستخدامات للنظارات. كما توجد أوضاع مخصصة للسفر والتنقل، وهو ما يجعل تجربة استخدامها تختلف كثيرًا عما هو عليه الحال في النظارات الأخرى. 

الكلفة الحقيقية لاقتناء نظارات Vision Pro من أبل

Apple

فلسفة القيمة المضافة والتجربة الكاملة 

صممت أبل النظارات آخذة في الحسبان توفر بيئة استخدام مثالية. وتعتمد هذه البيئة بشكل كبير على وجود مجموعة من الملحقات التي طوّرتها الشركة على نحو خاص للاستخدام مع النظارات، مثل سوار الرأس المريح وحقيبة البطارية الإضافية وسماعات Airpods الاحترافية وحقيبة الحمل والتخزين.

بالطبع، يمكن للمستخدم التخلي عن هذه الملحقات تمامًا والاعتماد على النظارات وحدها. ولكن في النهاية، لن تكون النتيجة كما صممتها أبل، ومن ثم قد لا ينبهر المستخدم بها بالشكل الكامل. 

مثل هذه الفلسفة في التسويق تدعم عمليات البيع المتصاعد أو المضاعف، إذ تقسم أبل الربح الذي ترغب في تحقيقه من النظارات بين سعرها الحقيقي وسعر الملحقات الإضافية، وهو ما يتيح لها توزيع تكلفة النظارات على أكثر من منتج ليصبح الأمر مجديًا اقتصاديًا بشكل أفضل. 

لم تصل تجربة نظارات Vision Pro إلى الإمكانات الكاملة لها بعد، ولكن من الأكيد أن الأجيال المستقبلية من النظارات ستقدم تجربة برمجية تتخطى ما نراه اليوم. وعندما يتحقق ذلك، قد نرى المزيد من الملحقات الفارهة للنظارات مثل سوار جلدي من هيرميس أو حقيبة بتوقيع غوتشي أو بالنسياغا.