تستعد الصين لإطلاق روبوتات بتقنية محلية في مطلع عام 2025، وذلك بعد حصولها على الموافقات اللازمة للتقنية وتراخيصها. ورغم أن الشركات الصينية تأخرت قليلاً في إطلاق هذه التقنية وتطويرها، إلا أن الدعم الأخير الذي حصلت عليه من قبل الحكومة سهل هذا الأمر كثيرًا.
ظهرت التفاصيل المتعلقة بهذه التقنية والتراخيص اللازمة لها في موقع وزارة الصناعة وتقنية المعلومات الصينية في الأسبوع الماضي. وبحسب بيان الوزارة، فإن الكائنات الآلية قادرة على تغيير شكل العالم والتأثير في الكثير من الصناعات المختلفة، سواءً كان الأمر متعلقًا بالتعدين أو بالمصانع التقليدية أو الزراعة والمهام التي تطلب التكرار.
شركات تنشط في مجال الروبوتات
جهود الحكومة الصينية تتمثل في دعم الشركات العاملة في هذا المجال للحصول على التمويل اللازم، وتحديدًا للشركات الناشئة التي تحاول شق طريقها في هذا القطاع. وبحسب تقرير نشره موقع بلومبرغ مسبقًا، فإن شركة Fourier Intelligence هي إحدى هذه الشركات، وهي تعمل على تطوير الكائن الآلي Fourier GR-1.
يمتلك هذا الروبوت مجموعة متنوعة من المزايا الفريدة التي تجعله متفوقًا على أشباهه، إذ يصل طوله إلى 1.65 متر ووزنه إلى 54.88 كيلوغرام. كما أنه معزز بمجموعة من 40 مِفصلاً مختلفًا حتى يتمكن من أداء مهامه والتحرك بسهولة. وبفضل هذه المواصفات، فإنه يستطيع السير بسرعة تصل إلى 5 كيلومترات/الساعة، وهي سرعة مماثلة لسرعة المشي البشري القياسية، ما يتيح له أداء الكثير من الوظائف.
قبل دخول الشركات الصينية إلى هذا الميدان، انطلقت شركة تسلا الأمريكية في تطوير الكائن الآلي الذي يسير على قدمين تحت اسم Optimus، وكشف عنه في مؤتمرها للذكاء الاصطناعي العام الماضي. وبحسب تصريحات إيلون ماسك، المدير التنفيذي للشركة، في ذاك المؤتمر، فإن الروبوت سيكون جاهزًا للطرح بعد 5 سنوات مع سعر يصل إلى 20 ألف دولار.
تنشط شركات أخرى في القطاع نفسه وتقترب من إطلاق نماذج الروبوتات الخاصة بها، مثل Agility التي تسعى لبناء 10 آلاف روبوت سنويًا، وذلك بعد أن أبرمت شراكة مع أمازون للبدء في اختبار هذه الروبوتات داخل مخازن الشركة.
ومن الجدير بالذكر أيضًا أن شركة Boston Dynamics التي تمكنت من تطوير روبوت يشبه الكلاب سابقًا هذا العام تستعد أيضًا لإطلاق الكائن الآلي الخاص بها تحت اسم Atlas، وهو روبوت اختباري لأغراض بحثية وليس للبيع.
ينبئ تسارع خطوات الشركات في هذا القطاع ببداية حقبة جديدة. ومع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي أيضًا، يصبح من المتوقع أن نرى أمثلة عديدة عن روبوتات قادرة على أداء الوظائف بسهولة تامة ومن دون الحاجة إلى التحكم بها بشكل مستمر من مشغل بشري. ولكن تبقى العقبة الأهم أمام هذه التقنيات وهي التطويع للاستخدام بشكل يومي في جوانب الحياة المختلفة، إذ إن الروبوتات كلها ما زالت في مرحلتها الاختبارية والشركات لم تتمكن من تقديم النسخة النهائية منها بعد.