لطالما كانت المملكة المتحدة وجهة مثالية لأصحاب الملايين حول العالم، لا سيما خلال الفترة من الخمسينيات إلى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، إذ كانت تجتذب باستمرار أعدادًا كبيرة من العائلات الثرية من أوروبا وآسيا والشرق الأوسط. ولكن بدأ هذا الاتجاه في التراجع منذ حوالي عقد، مع خروج أعداد كبيرة من أصحاب الملايين.
تسارع خروج أصحاب الملايين من بريطانيا
توقعت منظمة "هينلي آند بارتنرز" Henley & Partners البريطانية المتخصصة في شؤون الهجرة والأعمال خروج عدد قياسي من أثرياء البلاد، يصل إلى 9,500 مليونير، خلال عام 2024، ما يمثل أكثر من ضعف المغادرين خلال العام الماضي وعددهم 4,200، وهو ما كان رقمًا قياسيًا بعد خروج 1,600 من أصحاب الملايين في عام 2022. والجدير بالذكر أنه خلال فترة الستة أعوام من 2017 إلى 2023 بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فقدت المملكة المتحدة 16,500 مليونير.
وفي تعليقها على تقرير هينلي لهجرة الثروات الخاصة لعام 2024، أشارت الدكتورة هانا وايت، المديرة التنفيذية لمركز الأبحاث المستقل Institute for Government في لندن، إلى أن تسارع خروج أصحاب الملايين من بريطانيا قد يتضاعف بسبب الاضطرابات الاقتصادية والقرارات السياسية غير المرحب بها، بما في ذلك اقتراحات حزب العمال المتشددة مثل زيادة الضرائب البالغة 40% بالفعل على العقارات التي تزيد قيمتها على 325 ألف جنيه إسترليني، وإنهاء العمل بالنظام الضريبي الخاص بغير المقيمين في المملكة المتحدة بداية من 2025، وإلغاء الإعفاءات الضريبية والبالغة 20% على الملتحقين الأجانب بالجامعات البريطانية العريقة.
الإمارات أكثر الوجهات جذبًا لأصحاب الثروة
وفي الوقت نفسه، وللعام الثالث على التوالي، تصدرت الإمارات قائمة أكثر الوجهات جذبًا لأصحاب الثروة، إذ توقع التقرير استقبال الإمارات 6,700 مليونير بحلول نهاية العام، بسبب خروج كثير من العائلات الثرية من المملكة المتحدة وأوروبا.
ويرجع ذلك في الأساس إلى سياسة الإعفاء من ضريبة الدخل والتأشيرات الذهبية وأسلوب الحياة الفاخر والموقع الاستراتيجي، ما سيساعد الإمارات على جذب ضعف عدد أصحاب الملايين مقارنة بأقرب منافس لها، الولايات المتحدة، التي من المتوقع أن تجذب 3800 مليونير في عام 2024.
إلى جانب كونها إشارة على الاستقرار الاقتصادي والسياسي للبلاد، يعد أصحاب الملايين مصدرًا حيويًا للنقد الأجنبي لأنهم يميلون إلى جلب أموالهم معهم عندما ينتقلون إلى بلد ما. كما أن حوالي 20% منهم من رواد الأعمال ومؤسسي الشركات الذين قد ينشئون أعمالاً جديدة، ومن ثم يوفرون وظائف محلية في بلدانهم الجديدة. وترتفع هذه النسبة إلى أكثر من 60% بين أصحاب الثروات التي تزيد على 100 مليون دولار.