أعلنت مجموعة من علماء الآثار والطلاب والمتطوعين من أربع منظمات بريطانية عن اكتشاف فسيفساء تصور الدلافين في أنقاض مدينة روكسيتر الرومانية بالقرب من شروبشاير وسط إنجلترا.
فسيفساء مذهلة عمرها 1900 عام.. في مدينة روكسيتر الرومانية
يصوّر الكنز البالغ من العمر 1900 عام كائنات بحرية في بلاط أحمر وأزرق محفوظ ببراعة على خلفية صفراء ذات حدود زرقاء. وتعتقد شركة التراث الإنجليزي، التي تدير الموقع، أن أحد الأفراد رفيعي المستوى في المدينة الرومانية التي كانت تعج بالحركة ذات يوم، أمر بصنع الفسيفساء لمنزله.
أنشأت الإمبراطورية الرومانية لأول مرة مدينة روكسيتر (Viroconium Cornoviorum باللاتينية) لتكون موقعًا عسكريًا بعد غزو الأراضي الوسطى الغربية لإنجلترا في عام 43. وبحلول نهاية القرن، أصبحت روكسيتر رابع أكبر مدن بريطانيا الرومانية، وكانت مساحتها تضاهي حجم بومبي تقريبًا في مرحلتها الذهبية، ولا تزال آثارها قائمة حتى الآن بوصفها موقعًا أثريًا وتعليميًا، على بُعد حوالي 80 كيلومترًا غرب برمنغهام.
تظهر الدلافين بشكل متكرر في الفن اليوناني والروماني، وغالبًا ما ترمز إلى السفر البحري. في ما يتعلق بفسيفساء دولفين روكستر، قال كبير أمناء العقارات في مؤسسة التراث الإنجليزي English Heritage التي تدير الموقع: "لا أعتقد أنها كانت ترمز إلى أي شيء". وبدلاً من ذلك، قال سكوت إن هذه الفسيفساء المصممة حسب الطلب "أظهرت ثروة المالك وذوقة وهيبته، ولا بد أنه كان شخصًا مهمًا يعيش بالقرب من الموقع".
English Heritage
تشير الفرضيات إلى أن القطعة كانت في غرفة الطعام الخاصة بشخص ثري، أو مسؤول في المدينة أراد إثارة إعجاب الناس بهذه الفسيفساء، وفق ما ذكر سكوت، الذي أضاف أنّ علماء الآثار لا يستطيعون التأكد تمامًا من هدف القطعة لأنهم لم يحصلوا إلا على "لمحة" عنها.
وأشار روجر وايت، عالمِ الآثار في جامعة برمنغهام، إلى عدم العثور على قطعة فسيفسائية بهذا التصميم في روكسيتر من قبل، مشيرًا إلى العمل الذي يزهو بستة ألوان، والذي تطلب إنجازه استيراد الحجارة من خارج المنطقة المحلية.
هذا وقد ظهر أحدث كنز في روكسيتر خلال الحفريات التي فتحت خنادق جديدة شمال المدينة، وذلك بهدف اكتشاف المعبد المدني الرئيس بعد أن كشفت المسوحات الجيوفيزيائية عن منطقة مسوّرة مدفونة تحت المنطقة.
وقالت مؤسسة التراث الإنجليزي: "كما هو مأمول، كشفت أعمال التنقيب عن مبنى ضخم على طول الطريق الرئيس بالمدينة، بالإضافة إلى اكتشاف ضريح داخل المنطقة ربما يكون قد شُيّد تكريمًا لشخصية مهمة في تاريخ روكسيتر المبكر. من المحتمل أن يكون شخصًا مرتبطًا بقلعة الفيلق أو ربما أحد الآباء المؤسسين للمدينة الجديدة".
كما عثر العلماء على قطع أصغر مثل الفخار ومواد البناء والعملات المعدنية. وتساعد هذه الآثار، التي يعود تاريخها بشكل أساسي إلى القرن الرابع، في رسم خريطة لتاريخ روكسيتر. من ناحية أخرى، من المحتمل أن يعود تاريخ الفسيفساء إلى أوائل القرن الثاني.
ازدهرت روكسيتر حتى منتصف القرن الخامس، وقد ساعد موقع المدينة البعيد في الحفاظ عليها. ولا يزال بها عدد من الآثار، مثل العمل القديم Old Work، وهو أكبر جدار روماني قائم بذاته في المملكة المتحدة. ولكن، في حين أن الخبراء ظلوا يقومون بالتنقيب في روكسيتر منذ اكتشافها في عام 1859، إلا أن معظم المدينة لم يكتشف بعد.