يطفو فوق الماء على شكل مشع يحاكي سحابة سديمية متوسعة مع وجود نجمة معدنية ذات نقاط سبع، ويطل سطحه على بحيرة غينغرونغ في مدينة تشنغدو بالصين ليذكرنا بسفينة فضائية. إنه متحف تشنغدو الجديد للخيال العلمي، بعاصمة مقاطعة سيتشوان، في جنوب غرب الصين الذي صممته شركة زها حديد للهندسة المعمارية.
متحف تشنغدو
يقع المتحف الجديد، الذي تحيط به سلاسل الجبال والغابات، داخل مدينة العلوم والابتكار الجديدة في منطقة بيدو في تشنغدو، وهو يمتد على مساحة 59 ألف متر مربع، أي ثلاثة أضعاف حجم دار الأوبرا في سيدني، محتضنًا صالات عرض وقاعة متعددة الوظائف ومركز مؤتمرات ومساحات إضافية داعمة.
Zaha Hadid Architects
وقال باولو فلوريس، أحد مديري المشروع في شركة زها حديد: "من أي زاوية تنظر إليه، يبدو المشهد مختلفًا دومًا، غير تقليدي أو غير متوقع". وربما الأمر غير المتوقع أكثر من التصميم نفسه، هو الوقت الذي استغرقه البناء. جرى تكليف الشركة بناء المتحف في عام 2022، لاستضافة المؤتمر العالمي السنوي الحادي والثمانين للخيال العلمي، المسمى "Worldcon"وجوائز هوغو، وهي المرة الأولى التي يقام فيها المؤتمر في الصين. وأوضح فلوريس أن "تشييد مبنى بهذا الحجم والتعقيد يستغرق عادة بين أربع وخمس سنوات". لكن المبنى انتقل من مرحلة الفكرة إلى الاكتمال خلال 12 شهرًا فقط.
وصرح فلوريس بأن "تشنغدو، التي أطلقت مسيرة العديد من المؤلفين الصينيين المشهورين على مدى العقود الخمسة الماضية، هي الحاضنة الرائدة لكتابة الخيال العلمي"، مضيفًا أن "مدينة تشنغدو المحاطة بسلاسل الجبال والغابات، زرعت تقاليد وثقافة محلية فريدة متجذرة في تاريخها الغني الذي يتضمن الأشكال السماوية داخل المنحوتات والأقنعة لحضارة سانكسينغدوي في العصر البرونزي".
Zaha Hadid Architects
صمم فريق زها حديد المبنى وفق مفهوم يتناغم مع المناظر الطبيعية المحيطة به على طول شاطئ البحيرة. ووفقًا للشركة، "يحدد تصميم المتحف نقاط النشاط المرتبطة بطرق المشاة التي تمتد من المدينة عبر الحدائق المحيطة إلى قلب المبنى". كما أن مخطط تصميم المتحف "يتيح رحلة استكشافية تمتد بين الساحات الداخلية والخارجية على مستويات متعددة". تسمح الساحات المجزأة أيضًا بربط صالات عرض المتحف والمرافق التعليمية والمقاهي وغيرها من المنشآت.
كما دمجت التكنولوجيا الخضراء في المشروع للحد من الأثر التشغيلي للمبنى، واعتُمدت الألواح الشمسية المدمجة في السقف الفسيح للمساعدة في تشغيل المبنى، فيما النوافذ الممتدة من الأرض حتى السقف تقلل من الحاجة إلى الضوء الاصطناعي في النهار.
Zaha Hadid Architects
وشرح ساتوشي أوهاشي، وهو أحد مديري المشروع، أنه كان على الفريق الحصول على المواد محليًا لتوفير الوقت، والتوصل إلى طرق بسيطة لتحويل المفهوم التصوري إلى حقيقة. على سبيل المثال، صمموا نظام ألواح ألمنيوم معياريًا يوضع "تحت طبقة قبة السقف، ما يسهم في تشكيل منحنيات "سلسة" مع جعل إنتاجه سريعًا في المصنع.
تمكن المتحف من جمع نحو 80 ألف قطعة من مختلف القطع المعروضة والصور والوثائق الإلكترونية، وجمع أيضًا القطع المهمة مثل الميداليات والمشاعل والتمائم ذات القيمة في تاريخ الألعاب الجامعية العالمية. ووصف ديف مكارتي، نائب رئيس وورلدكون تشنغدو ومنظم الحدث لمدة عقدين من الزمن، المتحف بأنه "أفضل منشأة على الإطلاق استضافت وورلدكون"، وأضاف أن وجود موقع مخصص لهذا الحدث هو ما أضفى على عليه مزيدًا من الخصوصية مقارنة باستضافته في مراكز المؤتمرات الاعتيادية.
كما قال تشانغ هنغ يوان، المحاضر في متحف تشنغدو للألعاب الجامعية العالمية: "في متحفنا، أقدم إرث للألعاب الجامعية العالمية هو هذه الصور الست بالأبيض والأسود التي التقطت في الدورة الأولى من الألعاب الجامعية العالمية عام 1959، وهي صور قيمة للألعاب الجامعية العالمية بتورينو الإيطالية، ويمكننا أن نتعرف من خلالها على سلوك الشباب الرياضيين في ذلك الوقت".