يمثل التوجه العالمي إلى الفضاء الصيحة الأحدث في عالم السياحة والابتكارات، بدءًا من الشركات التي تعمل على تطوير رحلات سياحية مستدامة إلى الفضاء وجعلها متاحة للجميع وصولاً إلى المعدات التي تيسر هذه الرحلات وتضمن الرفاهية في أثنائها. وقد حان الدور على بدلة الفضاء لتحوز نصيبها من التطوير.

لم يستغرق العلماء وقتًا طويلاً في البحث عن الفكرة المناسبة لتطوير بدلة رواد الفضاء التي يمكن استخدامها في الرحلات السياحية. 

وبدلاً من ذلك حاولوا تقليد سلسلة أفلام Dune المستندة إلى مجموعة من روايات الخيال العلمي التي صدرت عام 1965، وتحديدًا الاعتماد على آلية تعقيم الإفرازات الجسدية وتحويلها إلى مياه قابلة للشرب داخل البدلة مباشرةً، وهي التقنية نفسها التي اعتمدت عليها شخصية الممثل تيموثي شالاميت وزندايا ضمن سلسلة الأفلام الحديثة.

وفق التقرير الذي نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، فإن التقنية الجديدة تأتي من فريق علماء بقيادة صوفيا إتلين التي كانت تبحث عن طرق مبتكرة لتطوير بدلة الفضاء وجعل الرحلة الفضائية أسهل على رواد الفضاء المحترفين فضلاً عن السياح.

وتعد هذه الآلية تطويرًا لآلية جمع الفضلات التي تعتمد عليها ناسا الآن في بدلة الفضاء القياسية لديها، إذ تضمن الآلية الجديدة خفض حجم البدلة قدر الإمكان لتصبح أفضل وأكثر انسيابية، وذلك عبر بنائها من مواد لينة وألياف صلبة. 

ورغم هذا، فإن هذه المنظومة الجديدة تزن 8 كيلوغرامات وتحتاج إلى بطارية بقوة 20.5 فولت. وتتكون الآلية الجديدة من جزأين رئيسين: في البداية جمع المياه ثم نقلها إلى خزان التنقية حيث يتم تنقيتها ثم إضافة المعادن اللازمة للحفاظ على صحة رواد الفضاء.

ما زالت التحسينات جارية على هذه المنظومة من أجل رفع كفاءتها وزيادة حجم المياه المخزنة بها، إذ تقتصر في الوقت الحالي على 946 ملليمترًا فقط، وهي كمية غير كافية لأداء مهام الفضاء بكفاءة والحفاظ على صحة رواد الفضاء بشكل جيد، فضلاً عن إجراء الاختبارات اللازمة للتأكد من كفاءة المنظومة بأكملها.

الاعتماد على مثل هذه المنظومة يزيل عقبة مهمة أمام محبي الفضاء، إذ يحتاج رواد الفضاء في الوقت الحالي لتدريب خاص حتى يتمكنوا من ارتداء البدلة واستخدامها بسهولة ويسر، خصوصًا مع جولات استكشاف سطح القمر والكواكب التي قد تستمر إلى 12 ساعة.