توقع منظمو أولمبياد باريس زيادة قدرها 16 مليون زائر للألعاب الأولمبية، المقامة في الفترة من 26 يوليو إلى 11 أغسطس. وأفادت شركة فيستا جِت VistaJet، ومقرها المملكة المتحدة، بوجود "طلب قوي في المنطقة على الألعاب الأولمبية".
كما شهدت شركة مينيرفا ترافيل Minerva Travel الموجودة أيضًا في المملكة المتحدة، قفزة بنسبة 55% في حجوزات الطائرات الخاصة إلى باريس في أواخر يوليو وأغسطس، في حين أن "الفنادق وأماكن الإقامة الفاخرة تقترب من طاقتها الكاملة، والمطاعم تشهد زيادة كبيرة في الحجوزات"، حسبما قال متحدث باسم شركة VistaJet.
لكن هذه الأرقام تتضاءل مقارنة بالنشاط الذي تقوم به شركة فيكتور Victor، وهي شركة عالمية خاصة لتأجير الطائرات، إذ ارتفعت حجوزاتها إلى باريس خلال هذا الإطار الزمني بنسبة 200% مقارنة بالعام الماضي، في حين ارتفعت الرحلات إلى فرنسا بشكل عام بنسبة 300%.
وأعلنت الخطوط الجوية الفرنسية في وقت سابق من هذا العام أنها تتوقع فجوة في الإيرادات بقيمة 193 مليون دولار بسبب انخفاض السفر السياحي إلى باريس خلال الألعاب.
وبينما شهدت المطارات ارتفاعًا في عدد الزوار الأولمبيين، فإن العديد من السياح الآخرين يتجنبون المدينة بسبب ارتفاع الأسعار وإلغاء الرحلات الجوية. وفي عالم الطائرات الخاصة، أفادت شركة فليكس جيت لتأجير الطائرات، ومقرها أوهايو، أنها لم تشهد سوى "زيادة طفيفة" في الرحلات إلى العاصمة الفرنسية.
يقول بن بيوسي، المدير الإداري الأوروبي لشركة فليكس جِت Flexjet: "نرى عددًا كبيرًا من مسافري شركة فليكس جِت الدوليين يسافرون إلى باريس لحضور الألعاب الأولمبية، ولكنّ لدينا أيضًا آخرين يختارون الهروب من الحشود وتجنب المنطقة".
لهذه المناسبة استعدت فرنسا للزيادة الهائلة في الحركة الجوية. وفي العام الماضي، جهزت المطارات الخاصة والتجارية. وقال أوغستين دي رومانيه، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة مطارات باريس ADP: "في مطاراتنا تبدأ الألعاب وتنتهي بالنسبة لكثيرين: الجميع يصنعون ذكرياتهم الأولى والأخيرة هناك. يعد هذا تحديًا رائعًا لمجتمع المطار بأكمله ولمناطقنا، وفرصة فريدة لإظهار معرفتنا والتزامنا بالضيافة".
هذا وقد تضمنت قائمة الترقيات تحسينات في المحطات، وتبسيط إجراءات الجمارك والهجرة، بالإضافة إلى أماكن وقوف السيارات الإضافية ومنافذ التزود بالوقود. أما أهم التغييرات، فيتعلق بالتعامل مع الأمتعة، إذ قال المتحدث باسم ADP إنها تتعامل مع 115,000 قطعة من الأمتعة خلال الألعاب، وهو أمر لا يعد هائلاً بالنظر إلى حجم حركة المرور السنوية عبر إحدى الوجهات الأكثر شعبية في أوروبا. لكن ما يقرب من 17,000 قطعة من أمتعة الرياضيين غير منتظمة، ويشمل ذلك كل شيء بدءًا من السيوف إلى قوارب الكاياك، وهو ما يمثل تحديًا.
من جهة أخرى حذرت لو بورجيه، وهي نقطة التوقف الرئيسة في باريس لـطائرات رجال الأعمال، شركات الطائرات الخاصة من أنه لن يكون هناك أماكن لوقوف السيارات خلال الأسبوع. وتوصي السلطات الطائرات الخاصة باستخدام مطارات الشركات الأخرى في المنطقة، والتي تقع بعيدًا عن منطقة الألعاب.
يُذكر أن حفل الافتتاح تضمن عرضًا بطول ستة كيلومترات عبر نهر السين في قلب باريس. ولاعتبارات أمنية، فرضت فرنسا منطقة حظر طيران مدتها 6 ساعات حول الحدث الذي امتد في دائرة نصف قطرها 93 ميلاً حول باريس، وهي مساحة تبلغ 27,000 ميل مربع وهي مساحة أكبر قليلاً من أيرلندا.
كما قامت الطائرات العسكرية ذات الرادار عالي الطاقة بدوريات في السماء، وهو ما صنع عائقًا لمثل هذه المساحة الكبيرة في منطقة الطيران الشهيرة في وسط أوروبا، إذ اضطر العديد من المشغلين التجاريين إلى إلغاء مئات الرحلات الجوية فيما اضطرت الشركات الخاصة إلى إعادة تنظيم أوقات الرحلات.
وكجزء من الاعتبارات الأمنية، يجدر بالمشغلين تأمين مسارات الرحلات وقوائم الركاب في وقت أبكر من المعتاد. كما أن هناك صعوبة في توفير أماكن الإقلاع والهبوط بالإضافة إلى مواقف السيارات. كل ذلك يجعل من الصعب على المشغلين تقديم مستوى الخدمة الذي يقدمونه عادةً.
تعد الطائرات الخاصة الطريقة الأكثر فعالية للتنقل في أرجاء فرنسا لحضور الأحداث الرياضية المختلفة، إذ تقام مباريات كرة السلة وكرة اليد في الليل، وتقام مباريات كرة القدم بين مدن متعددة، بما في ذلك بوردو ونانت ونيس وليون ومرسيليا (التي ستستضيف أيضًا رياضة الإبحار).
بعد انتهاء الأولمبياد، سوف يستمر الطيران الخاص والتجاري بوتيرة محمومة. وفي حين أن الرياضيين بمعظمهم يرغبون في المغادرة على الفور، سيتعين على البعض البقاء لفترة أطول بسبب متطلبات جدول الرحلات، ومع ذلك سيصل آخرون للمشاركة في الألعاب البارالمبية، التي تبدأ في 28 أغسطس.