تحوّل السيراميك، الذي استُخدم في مكوّنات المحركات عالية الأداء والتوربينات في عالم الطيران، إلى مادة منشودة وموثوقة في صناعة الساعات.
يُعزى السبب في ذلك إلى الوزن الخفيف للسيراميك، ومتانته الشديدة، فضلاً عن مقاومته العالية للخدوش التي لا يقوى عليها غيره سوى الألماس. وقد واظبت دار آي دبليو سي شافهاوزن على استخدام هذه المادة منذ ثمانينيات القرن الفائت.
لكن الطُرز المعاصرة، مثل ساعة Top Gun Edition “Mojave Desert” ذات اللوني الرملي، والتي أطلقتها العلامة سنة 2019، أعادت تحفيز الطلب على السيراميك. تُتبع آي دبليو سي هذا المسار اليوم بإصدارين جديدين من ساعات Top Gun: طراز “Lake Tahoe” ( 9,100 دولار) باللون الأبيض، وطراز “Woodland” المبيّن في الصورة (9,900 دولار) باللون الأخضر، وكلاهما يستوطن علبة بقطر 45.5 ملليمتر وسماكة 15.7 ملليمتر.
استُلهم اللونان من التدرجات اللونية المميزة لزي القوات البحرية الأمريكية والقواعد التدريبية للطيارين البحريين.
لكن ميزة السيراميك لا تقتصر على المظهر الصلب الذي يوحي به مظهره فحسب. فهو يُستخدم أيضًا بسبب ما يتيحه من إمكانيات على مستوى التصميم، إذ إنه يمكّن صنّاع الساعات من الإتيان بألوان مبهرة كانت في ما خلا ذلك لتبقى محصورة بالميناء. تزهو ساعة “Woodland” مثلاً بصيغة لونية تكاد تكون أحادية وتتمدد عبر كامل أجزاء الساعة باستثناء مؤشرات الميناء ذات اللون الأبيض المائل إلى الصفرة، والتاج والأزرار الضاغطة التي تزهو بلون أسود. أما ساعة “Lake Tahoe”، فجُهزت بميناء أسود اللون لتعزيز الوضوح في القراءة، وبتاج وأزرار ضاغطة من الفولاذ المقاوم للصدأ.
الحقيقة هي أن ابتكار التدرجات اللونية للعلبة ينطوي على مسار تقني يقتضي تعاون المهندسين في سياق اختبارات متعددة على الأصباغ. كما يتطلب كل اختبار مزج أكسيد زيركون السيراميك مع معادن متأكسدة لتحقيق الظل اللوني المطلوب. تُخضع المادة بعد ذلك للإشعال في الفرن، وتتفاوت درجة الحرارة المطلوبة ومدة الإشعال بحسب اللون المنشود.
كان الأصعب من ذلك مسعى آي دبليو سي إلى الإتيان بلون للعلبة يتماثل بدقة مع لون السوار المشغول من القماش. بل إن إصدار "Woodland" فرض تحديًا ثالثًا بسبب الحاجة إلى أن يتطابق هذان المكوّنان مع لون الميناء أيضًا. تجلت النتيجة النهائية في إصدارين يقتصر إنتاج كل منهما على 1,000 نموذج سنويًا، ما قد يجعل من ساعات Top Gun هدفًا يستحق السعي إليه.