ووفقًا لتقرير للأمم المتحدة، فإن المدن العائمة قد تكون وسيلة للتخفيف من آثار ارتفاع مستوى سطح البحر الناجم عن تغير المناخ، إذ تشكل أزمة ارتفاع مستوى سطح البحر تهديدًا وجوديًا لبعض الجزر الصغيرة وبعض السواحل المنخفضة.

وفيما يشير التقرير إلى أن ارتفاع منسوب مياه البحر يهدد البنية التحتية للكهرباء والنقل الساحلي، تُظهر بيانات منفصلة ارتفاع متوسط مستوى سطح البحر العالمي ما بين ثماني وتسع بوصات منذ عام 1980. ومن المتوقع أن يراوح متوسط ارتفاع مستوى سطح البحر بحلول عام 2050 بين 10 إلى 12 بوصة.

وقعت مدينة بوسان الكورية شراكة مع أوشيانكس والأمم المتحدة في عام 2021 لتطوير أول مدينة عائمة مستدامة. تجدر الإشارة إلى أن عدد سكان بوسان 3.4 مليون نسمة، وهي ثاني أكبر مدينة في جمهورية كوريا، وفي الوقت نفسه واحدة من أهم المدن البحرية، ما يجعلها بيئة مناسبة لنشر نموذج المدينة العائمة.

سيضم المجتمع العائم الممتد على مساحة 15.5 فدان منصات مترابطة، تستوعب 12000 شخص، ويمكن لتلك المنصات التوسع لإيواء أكثر من 100 ألف شخص.

يحتوي كل حي على مبانٍ منخفضة الارتفاع محددة بخطوط ناعمة وشرفات مختلفة للمعيشة الداخلية والخارجية. وقد صُمم كل جزء في المدينة لاستخدام محدد مثل مساحة المعيشة أو مرافق البحث أو السكن، فيما تعمل الجسور على ربط منصات مختلفة.

ستكون المدينة "ذاتية الاكتفاء" وخالية من النفايات، إذ ستضم مزارع مائية ومحطات لتوليد الطاقة النظيفة من خلال قوة الرياح وحرارة الشمس، فضلاً عن مراكز لمعالجة المياه ومستودعات لتخزين مياه الأمطار.

وبالنسبة للتنقل في المدينة، سيعتمد السكان على السيارات الكهربائية والعبّارات التي تعمل بالطاقة الشمسية، لنقل السكان إلى البر الرئيس.

أوكلت مهمة تصميم مدينة أوشيانكس إلى شركة BIG ومالكها المهندس المعماري الدنماركي بياركيه إنغلز، الذي صرح قائلاً: "سيكون الحي البحري المعياري في المدينة نموذجًا أوليًا لمدن مستدامة ومرنة، وسوف توسع المدينة نطاق الطابع الفريد للمدينة وثقافتها من الأراضي الجافة إلى المياه المحيطة بها.

نعتقد أنه يمكن تطوير منصات أوشيانكس العائمة على نطاق واسع لتكون بمنزلة أسس للمجتمعات المستقبلية المرنة في المواقع الساحلية الأكثر ضعفًا على الخطوط الأمامية لتغير المناخ".

سيبدأ بناء المدينة العائمة، التي تصل تكلفتها إلى 627 مليون دولار، في عام 2023، على وعد أن يكتمل قبل نهاية عام 2025.