في فبراير المقبل، تعرض دار سوذبيز للمزادات أول رسالة بريدية معروفة بُعثت مدمغة بطابع بريدي مدفوع مسبقًا في مزاد بنيويورك يركز على الأعمال الفردية والنادرة من القرن الثالث عشر. ويتوقع أن تباع الرسالة البريدية بمبلغ يراوح بين 1.5 مليون دولار و2.5 مليون دولار. ولفتت سوذبيز إلى أنه في حال حقق بيع الرسالة التقديرات، فإنها ستصبح واحدة من أكثر القطع الأثرية المبيعة في مزاد قيمة في قطاع البريد.
خطابات مولريدي وختم بيني بلاك
أرسلت ورقة خطابات مولريدي، أي ظرف مزخرف ومزين بصور تمثل الإمبراطورية البريطانية، وختم بيني بلاك Penny Black، من لندن يوم السبت الموافق فيه 2 مايو 1840، إلى ويليام بلينكينسوب الابن، الذي كان يشغل منصب مدير أحد مصانع الحديد الفيكتورية في بلدة بيدلينغتون، الواقعة شمال إنجلترا.
وذكرت سوذبيز أن كل ما يُعرف عن مرسل الرسالة هو أنه بعثها من لندن، التي تبعد حوالي 300 ميل جنوبي البلدة، ودفع ثمنها من خلال ختمها بأول طابع بريدي لاصق بالعالم مسبق الدفع: بيني بلاك. كان الطابع يساوي فلسًا بريطانيًا في ذلك الوقت ويُظهر صورة جانبية للملكة فيكتوريا الشابة.
وترجع أهمية الرسالة إلى أنه لم يكن من المفترض استخدام طابع بيني بلاك Penny Black حتى 6 مايو 1840. وكان التواصل عبر البريد مهمة معقدة قبل اختراع الطوابع لأنه كان مطلوبًا من المستلم دفع ثمن التسليم، وإذا رفض المستلم الدفع، كان على الخدمة البريدية أن تتحمل التكاليف.
بدأت فكرة الدفع المسبق للبريد وتحديد أسعار بريدية موحدة في المملكة المتحدة في عام 1939، مع منافسة لاحقة للحصول على أفضل الحلول. وقالت سوذبيز إن ذلك أدى إلى "ابتكار أدوات مكتبية وطوابع جديدة".
يذكر أن ورقة خطابات مولريدي هي غلاف مزخرف صممه الفنان ويليام مولريدي، مع رسم توضيحي يشير إلى أن رسوم البريد دفعت مسبقًا. ووفقا لدار سوذبيز للمزادات، فإن المظاريف كانت مطوية على شكل ألماسي ويمكن إغلاقها عند الحواف المتداخلة. ربما كان التصميم ذكيًا، لكن الجمهور لم يستحسنه. وقالت سوذبيز: "ظهرت على الفور رسوم كاريكاتورية تسخر من التصميم".
بعد استلام الرسالة، قلب بلينكينسوب جونيور الظرف من الداخل إلى الخارج، وأعاد تشكيله ليصبح "مولريدي"، أي ظرف مزخرف ومزين بصور تمثل الإمبراطورية البريطانية، الذي كان وسيلة مسبقة الدفع استُخدمت بالتوازي مع طرح طابع بيني بلاك.
ظرف مولريدي يصمد لأكثر من 180 عامًا
أفاد ريتشارد أوستن، الرئيس العالمي للكتب والمخطوطات لدى دار سوذبيز، في بيان: "صمد ظرف مولريدي المزخرف لأكثر من 180 عامًا، وكان قد أحدث ثورة في الطريقة التي يتواصل بها الناس، ويتبادلون بها الأفكار، ويتشاركون الأخبار، ويعبرون عن أنفسهم". وتابع: "مع بزوغ عصر الذكاء الاصطناعي، يحاكي هذا المستند الرائع رغبة البشرية الفطرية بالتواصل، وطرق التواصل التي تطورت ونقلتها إلى آفاق جديدة في القرنين التاليين".
لا يزال وجها الظرف يحملان تواريخ الإرسال المختومة، الأول في 2 مايو 1840، والثاني في 4 مايو، قبل يومين من تاريخ البدء الرسمي لاستخدام طابع بيني بلاك.