أعلن إيرل تشارلز سبنسر رسميًا عن فتح أبواب قصر عائلته في نورث هامبتونشاير لاستقبال زيارات الجمهور، خلال موسم الصيف الحالي حتى 31 أغسطس من العام الجاري، ليحظى الزائرون بفرصة التعرف عن قرب على القصر المذهل الذي يضم واحدة من أرقى المجموعات الخاصة من الأثاث واللوحات والسيراميك في أوروبا.
فكل غرفة من غرف هذا المنزل العائلي الرائع تتميز بقصة خاصة بها، تغلفها أساطير أزمنة ساحرة مر بها قصر ألثورب هاوس Althorp House منذ بنائه في مطلع القرن السادس عشر.وكما هو معروف فإن إيرل تشارلز سبنسر هو الأخ الأصغر للأميرة الراحلة ديانا، الزوجة الأولى للملك تشارلز الثالث ملك المملكة المتحدة، وأم ولي عهده ووريث عرشه الأمير وليام.
وقد كان ألثورب هاوس هو منزل طفولة الأميرة ديانا والسكن الخاص بعائلتها على مدى قرون، منذ أن بناه جدها الأكبر السير جون سبنسر الذي عمل برعي الأغنام منذ عام 1486 في هذه المنطقة التي أقيم عليها القصر، محققًا ثروة ضخمة جعلته يشترى الأرض ويبنى هذا المنزل ومنازل أخرى في ورملايتون وارويكشاير، إلا أن الكثير منها دُمر خلال الحرب الأهلية.
Althorp House
ولكن من خلال ترسيخ جذوره في ألثورب، بنى السير جون ما سيصبح منزلًا للأجيال التسعة عشر التالية من عائلته، ومنهم السير روبرت سبنسر، البارون الذي اشتهر بكونه أغنى رجل في إنجلترا، وغيره الكثير من الأسماء المحفورة في ذاكرة وتاريخ القصر والمملكة الإنجليزية على مدار القرون التالية، إذ مر على القصر بعض من أشهر الشخصيات، كما أنه كان شاهدًا على عدد كبير من أهم الأحداث التي مرت على البلاد.
نشأت الأميرة ديانا سبنسر أيضًا في ألثورب، مع شقيقها الأصغر إيرل تشارلز سبنسر وشقيقتيها الأكبر سنًا، ليدي سارة وليدي جين سبنسر. وقد دفنت الأميرة ديانا على جزيرة صغيرة في وسط بحيرة تقع ضمن أراضي قصر أجدادها الذي يقطنه حاليًا شقيقها إيرل سبنسر التاسع مع زوجته الثالثة الكونتيسة كارين سبنسر وابنتهما ليدي شارلوت ديانا سبنسر.
Althorp House
وحاليًا يسعى إيرل سبنسر إلى معرفة المزيد عن أرض القصر المترامية، مع التنقيب عن بقايا تلك الفيلا الرومانية التي اكتُشفت لأول مرة في أرض القصر قبل قرن من الزمان، والتي يُعتقد أنها كانت موجودة لعدة مئات من السنين بعد انشائها الذي يرجح أنه كان في عام 100 بعد الميلاد، وقبل نحو 1000 عام من شراء آل سبنسر لأرض ألثورب.
Althorp House
فخامة ألثورب وروعة تصاميمه
أتاح وجود عائلة واحدة في منزل واحد لمدة تصل لأكثر من خمسة قرون العديد من الفرص لترك بصماتهم الخاصة على المكان. وقد يكون من الإنصاف القول إن قصة قصر ألثورب هي أيضًا قصة عائلة سبنسر، والعكس صحيح.
وقد احتوى خط عائلة سبنسر على تباين كبير في تجاربهم الحياتية، فبينهم سياسيون، ورجال حاشية، وأدميرالات، ورجال مجتمع، ورواد في العمل الخيري، ومضاربون، وعشاق جمع، ومربو ثيران، ولكنهم جميعًا ظلوا مرتبطين معًا بتاريخهم وبالمكان، حتى وإن كان لكل منهم أسلوبه الفريد في التعامل معه بذوقه الخاص.
Althorp House
وعندما وصل ألثورب إلى إيرل جون سبنسر والد الأميرة ديانا، ازداد تألق القصر بتألق من عاشوا فيه، وبينهم ديانا أو أميرة القلوب كما يطلقون عليها. وربما فُتنا جميعًا بألثورب للمرة الأولى عندما ظهرت ديانا وهي ترقص في إحدى قاعات القصر الكبيرة مرتدية زي مخلوق من الغابات قبل أن تتخطى طفولتها، لنتابع قصص وأساطير مسقط رأسها وأخيرًا ملاذها الأخير بجواره.
وقد تولى شقيقها تشارلز مسؤولية الحفاظ على إرث عائلته وروح القصر وماضيه العريق، مع تشجيع عشاق هذا الإرث على التعرف عليه عن كسب وزيارته كلما أمكن خلال عطلات الصيف.
وحسب الموقع الرسمي للقصر على الإنترنت، فإن ألثورب يمتد على مساحة 13,000 فدان، يتربع المنزل الرئيس والحدائق المحيطة به على نحو 550 فدانًا منها، فيما باقي المساحة تضم ممتلكات أخرى وغابة متسعة. يحتوي المبنى الرئيس على أكثر من 90 غرفة، جميعها مزينة بكورنيش مذهب، وستائر ساحرة، وأسرة مظللة بأربعة أعمدة.
Althorp House
ويتميز مكان الإقامة بقاعة تاريخية، مع جدران تعرض اللوحات ذات الإطارات المذهبة، والثريات المذهلة الشائعة في غرف القصر كلها، فضلاً عن الكراسي الملكية، والأرضيات الخشبية، والأثاث الفاخر والتصاميم الداخلية المبدعة التي تبرز فخامة المكان وعراقته.وتتلألأ مقتنيات آل سبنسر المذهلة عبر كامل مساحات القصر وأركانه.
يحتوي المنزل أيضًا على مكتبة رائعة، وغرفة طعام رسمية يزينها شمعدان فضي وزهور وصور تاريخية، إلى جانب غرف طعام عائلية مع طاولات خشبية رائعة وأرائك وبسط بديعة، وغرفة بلياردو، وحجرات معيشة رحبة ذات أسقف مذهبة وزخارف ملكية لصور تزيد الجدران فخامة بعبقها الآسر. وتبرز وسط هذا المشهد الملكي سلالم أسطورية تندمج مع أركانه، وهي السلالم التي خطى عليها التاريخ وبعض شخوصه المؤثرين.
وحسب السجلات التاريخية فقد استضافت إحدى غرف القصر، وهي "غرفة الملكة ماري"، الملك جورج الخامس وزوجته في عام 1913، بينما سميت غرفة نوم أميرة ويلز على اسم ألكسندرا، زوجة الملك إدوارد السابع الذي أقام هناك عام 1863.
ويمكن تخيل قائمة الأشخاص المهمين الذين مروا من خلال أبواب قصر ألثورب إلى داخله، والمقتنيات التاريخية التي يضمها بالنظر إلى الروابط الوثيقة التي تربط عائلة سبنسر بالعائلة المالكة منذ فترة طويلة، وآخرها بين الأمير تشارلز والأميرة ديانا، والدة ولي العهد والملك المقبل للمملكة المتحدة.