وداعًا لقوائم الأمنيات الخاصة بكبار الشخصيات. فمنذ أن بدأ قطاع السفر الفاخر يستعيد نشاطه بعد تراجع وطأة الجائحة، بات يمكن اختصار المشهد كالآتي: استمتع بجواز سفرك ودع للقطاع مهمة تحقيق التوازن بين الدفق المهيب في الطلب على السفر والعقبات المستمرة.
أفكار مبتكرة من الناشطين في قطاع الضيافة والسفر
أسفر الواقع الجديد عن رغبة المسافرين في الإنفاق أكثر للحصول على التجربة المثالية. يقول كيث والدون، الخبير في السفر في شركة Departure Lounge: "عندما عُلقت الأنشطة في العالم، تسنى الوقت أمام نخبة الموسرين للانغماس في أحلام كبيرة"، مشيرًا إلى أن ميزانيات معظم زبائنه تضاعفت سنة تلو أخرى.
وفي هذا يقول: "بغض النظر عما كانوا يفعلونه من قبل، فإنهم يرغبون اليوم في اختبار التجارب نفسها ولكن في مستويات أعلى".
وقد لاحظت كاري غراي من شركة غراي أند كو Gray & Co. توجّهًا مماثلاً، وفي هذا تقول: "لا يتعلق الأمر اليوم بتوفير خدمة سائق. بل في أن يكون هذا السائق متاحًا طيلة الوقت. ولا يتعلق الأمر بحجز يخت ليوم واحد، بل لأسبوع كامل".
لا عجب إذًا أن الفنادق لم تعد تعتمد على أجنحة بنتهاوس ذات المساحات المهيبة أو مستوى الخدمات الأعلى تميزًا فحسب من حيث كونها عامل الجذب الحاسم على ما تقول جولز موري، رئيسة شركة Scott Dunn Private.
تقول موري: "بات الأمر يتعلق بما يمكن للضيوف اختباره في وجهة السفر". يُعد اليخت الجديد الذي تشغّله شركة بورغو سانتو بييترو Borgo Santo Pietro، والذي تحجزه موري لزبائنها خير مثال على ذلك: يسافر اليخت بالضيوف في رحلات قصيرة قبالة ساحل توسكانا رفقة طاه تدرّب في المطعم الحائز نجمة ميشلان والتابع للفندق.
وفيما يشكل فندق فيلا بيتريولو Villa Petriolo المجاور، والذي افتُتح حديثًا، مزرعة تمتد على مساحة 395 فدانًا وتحتضن أميالاً من المسارات المخصصة للمشي، فضلاً عن توفير مدرّب صقور مقيم على أرضها، استحدث مؤخرًا فندق Treehotel في السويد حجرة للضيوف باسم Biosphere تولى تصميمها بياركيه إنغلز على مساحة 365 قدمًا مربعة وغطاها بما مجموعه 340 بيتًا للعصافير.
يُفترض بالمعلومات التي يوفّرها علماء الطيور المحليون أن تساعد على تعزيز بناء الأعشاش إلى أقصى حد ممكن. فضلاً عن ذلك، تشهد مخيمات السفاري توجّهًا رائجًا إلى استحداث بيوت فوق الأشجار (أي فسحات إقامة خاصة أخرى مدمجة في الطبيعة).
بل إن شركة باسم 700,000 Heures (ومعناه 700 ألف ساعة) تتجلى اليوم نسخة مبتكرة من الفنادق المتنقّلة: ترتحل الشركة بفندقها عن موقعه مرة كل ستة أشهر إلى وجهة غير تقليدية أخرى، مثل أرياف كامبوديا أو البرازيل، حيث تستقر به في بنية غير تقليدية مثل قصر أو منزل عائم.
تميل أيضًا العلامات العريقة في قطاع الضيافة إلى التوسّع خارج حدود المتوقع والمألوف. يشير والدون إلى الطلب الهائل من زبائنه على رحلات يخت الريتز – كارلتون الذي تأخر إطلاقه ليتحدد الموعد الجديد لذلك في شهر أغسطس المقبل.
ستسيّر علامة أمان الفندقية أيضًا في عام 2025 سفينتها Project Sama الممتدة بطول 600 قدم والتي ستحتضن 50 جناحًا. أما علامة أورينت إكسبريس Orient Express التي غفلت عنها الأنظار لسنوات عدة، فتعود إلى الواجهة تحت مظلة مالك جديد هو مجموعة أكور Accor.
ستشغّل العلامة عددًا إضافيًا من القطارات التي ستشمل للمرة الأولى حمّامات خاصة، فضلاً عن فنادق تحمل الاسم نفسه لتتجلى شبكة مترابطة فاخرة.
زد على ذلك أن السفر بات اليوم يتجاوز الحدود القصوى. فستنضم قريبًا إلى رحلات بلو أوريجين Blue Origin ومنافسيها كبسولة نبتون Neptune Spaceship التي تحتضن ثمانية مقاعد، والقادرة على التحليق في السماء حتى ارتفاع 100 ألف قدم وصولاً إلى حافة الفضاء في رحلة تستمر ست ساعات بكلفة 125 ألف دولار للشخص الواحد.
تقدّم والدون بعرض للاستحواذ بالكامل على اثنتين من رحلات الكبسولة مقابل مليون دولار، وتفيد الشركة المشغلة للرحلات Space Perspective أن الرحلات لعام 2024 الذي سيشهد إطلاق الكبسولة قد بيعت كلها.
يشير والدون أيضًا إلى أن الزبائن يحجزون الكثير من الرحلات إلى كل وجهة في العالم، من إيطاليا إلى مونتانا. بل إنهم يطلبون أحيانًا في مراسلة واحدة نحو أربع أو خمس رحلات منفصلة موعد بعضها في عام 2025، وذلك ليضمنوا مكانًا لهم في هذه الرحلات.
وفي هذا يقول والدون: "إنه تاريخ بعيد جدًا إلى حد أنه من الصعب في غالب الأحيان معرفة الأسعار، ولكننا نكتفي بوضع أسمائهم على قائمة الانتظار"، ويضيف أن ثمة شعارًا جديدًا ينتشر بين زبائنه الأكثر ثراء: "الحياة ثمينة، ولا شيء مضمون، وكل شيء بات أرقى".
المحررين:
مارك إيلوود ، وساندرا راماني ، وماري هولاند، وجين مورفي ، ونِك سكوت ، وأندرو سيسّا ، وجيمايما سيسونز