استعادت اليونان عملة عيد مار "Eid Mar"، التي تعد أغلى عملة قديمة في العالم، إذ بيعت في عام 2021 مقابل 4.2 مليون دولار في مزاد، وذلك بعد تحقيق أجراه وكلاء الأمن الداخلي في الولايات المتحدة نجح في إثبات أن العملة بيعت بعد تزييف مصدرها. وقد تسلمت اليونان العملة ضمن 28 قطعة أثرية نُهبت من البلاد في حفل نظمه مكتب المدعي العام لمنطقة مانهاتن.

أوضح إيفان جيه أرفيلو، رئيس التحقيقات قائلاً: "يعود تاريخ هذه القطع الأثرية الثمينة إلى عام 5000 قبل الميلاد، وهي تُعد جزءًا مهمًا من التراث اليوناني. يشرفنا أن نساعد شركاءنا في إعادة هذا التراث الثقافي الذي لا يقدر بثمن".

وكان بروتوس، السياسي وعضو مجلس الشيوخ الروماني، قد سك هذه العملات إحياءً لذكرى وفاة يوليوس قيصر الذي شارك في مؤامرة اغتياله في 15 مارس من عام 44 قبل الميلاد. وقد سُكت بعض العملات من الفضة لاستخدامها في التعاملات والبعض الآخر من الذهب كتذكار لكبار المسؤولين، ولم يتبق منها الآن سوى ثلاث عملات فقط. وكانت هذه العملات على مر التاريخ مرغوبة جدًا لدرجة أن أحدهم خدع ملك إنجلترا جورج الثالث وباع له عملة زائفة، وهي معروضة الآن في المتحف البريطاني.

تتضمن حزمة القطع الأثرية المعادة إلى اليونان جرة جنائزية، كانت تحتوي على رفات شخص متوفى، ومجموعة تسمى "عائلة العصر الحجري الحديث" تتضمن خمسة تماثيل بشرية وحيوانية منحوتة من الرخام تعود إلى عام 5000 قبل الميلاد.

اعتُقل بائع العملة، ريتشارد بيل، وهو مالك دار المزادات اللندنية روما نوميسماتيكس (التي تتعامل في العملات القديمة في نيويورك) خلال يناير الماضي، بعد صدور مذكرة توقيف في حقه من وزارة الأمن الداخلي الأمريكية، بناءً على تحقيقات أثبتت وقوع تزوير في مستندات مصادر العديد من العملات التي باعها بملايين الدولارات.

واعترف بيل البالغ من العمر 40 عامًا، والعضو السابق في الجيش البريطاني، بارتكابه هذه الجرائم، التي تضمنت الدفع مقابل مستندات مزورة تثبت أن العملة المعدنية قادمة من مجموعة البارون دومينيك دي تشامبرييه السويسرية التي يعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر، في ما بدا صفقة تسوية قضائية، وفقًا لتقرير برينتون إيستر، العميل الخاص في وزارة الأمن الداخلي الأمريكية، والشهير بتحقيقاته في مصادر القطع الأثرية.