عانت تسلا من عقبات عدة هذا العام، بدءًا من تأخر إطلاق شاحنتها الخارقة سايبر تراك مرورًا بالعديد من التحديات والمشاكل التي ظهرت في الشاحنة وأجبرت الشركة على استدعائها بضع مرات. ولكن أكبر التحديات كان ترنح أسهم الشركة وانخفاض مبيعاتها وأرباحها في أكثر من مناسبة.

ويبدو أن معاناة الشركة ستستمر في الشهور المقبلة، إذ كشف تقرير الأرباح الربع سنوية لتسلا عن إخفاق الشركة في تحقيق الأرباح المستهدفة حتى الآن. وبحسب التقرير، فإن أرباح السهم انخفضت إلى 0.52 مقارنةً مع 0.91 في العام الماضي وهو ما يمثل انخفاضًا من نسبة 18.7% إلى 14.4%.

بالطبع كان إيلون ماسك في مرمى النيران بسبب الأداء المترنح للشركة، ولكنه تمكن من تفادي غالبية الأسئلة الموجهة له من المستثمرين والمحللين على حد سواء، واكتفى بالقول إنهم ينوون تقديم منتجات متفردة في المستقبل كما فعلوا في الماضي.

أحد الأسئلة الشائكة التي واجهها ماسك كانت من أحد المحللين الذي اتهم الرئيس التنفيذي لتسلا بنقل بضعة مهندسين إلى شركة الذكاء الاصطناعي الجديدة الخاصة به xAI فضلاً عن تحويل العديد من الموارد إلى الشركة الناشئة من أجل الإسراع بإطلاق نموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي الخاص بها.

ورغم محاولات ماسك المستميتة لتفادي هذه الأسئلة وطمأنة المستثمرين، إلا أن قيمة أسهم الشركة انخفضت بنسبة 7% بعد مؤتمر عرض الأرباح ببضع ساعات، وهو ما يعكس الشكوك حول قدرة ماسك على تنفيذ وعوده المستقبلية بزيادة قيمة الشركة الكلية إلى 3 تريليونات دولار في المستقبل.

أسباب انخفاض قيمة أسهم تسلا 

تقف العديد من الأسباب وراء ترنح أداء تسلا في البورصة أخيرًا، وفي مقدمتها التحديات التي تواجه سيارات الشركة فضلاً عن تنامي المنافسة في قطاع السيارات الكهربائية بسبب الشركات الصينية القادرة على تقديم طرز اقتصادية أقرب للعامة، إلى جانب انخفاض الإقبال على السيارات الكهربائية بشكل عام في أمريكا وتكلفة صناعة سيارات تسلا المرتفعة.

لذا يرى إيلون ماسك أن الحل من أجل إنعاش أداء الشركة يكمن في خفض تكلفة صناعة الطرز المتنوعة لديها مع تقديم طرز جديدة اقتصادية والبدء في المشاريع المستقبلية التي تخطط لها الشركة مثل مشروع التاكسي الآلي.

بالطبع لم تسهم حزمة المكافآت التي طالب ماسك بزيادتها أخيرًا في تحسين موقفه، بل ربما كانت سببًا من أسباب انخفاض أرباح الشركة بشكل كبير، فضلاً عن استثمار الشركة الموسع في تقنيات الذكاء الاصطناعي.

ومع إعلان دونالد ترامب حربه على السيارات الكهربائية، تتزايد المخاوف من هذا القطاع وإن كان سيصمد في الفترة المقبلة.