بعد إعلان شركة تسلا عن أحدث ابتكاراتها وهي سيارات ذاتية القيادة بشكل كامل في طرازين مختلفين: الأول وهو سايبركاب الذي يتسع لفردين، والثاني روبوفان الذي يتسع لحمل 20 شخصًا، ورغم أن إيلون ماسك كان متفائلًا للغاية حول طرح هذه السيارات، إلا أن المستثمرين لا يشاركونه الحماس.

وفي مقال نشرته صحيفة "فورتشن" Fortune، أشار مجموعة من الخبراء إلى أن الحدث كان استعراضيًا أكثر من أي شيء آخر، إذ لم يقدم أي معلومات واضحة يمكن للمستثمرين الاعتماد عليها في تحليلاتهم، فضلًا عن خطة واضحة لتحقيق المستقبل ذاتي القيادة وطرح السيارات الجديدة في الأسواق.

يعود السبب في هذا الاستياء إلى عادة إيلون ماسك الشهيرة، إذ يعلن عن مشاريع ضخمة وواعدة للغاية تكون في بداية التطوير، ما يجعلها تستغرق وقتًا طويلًا حتى تصبح منتجات يمكنها تعزيز مبيعات الشركة. ورغم هذا، يبقى ماسك متفائلاً بأن مشروع السيارات ذاتية القيادة قادر على دفع الشركة إلى الأمام وجعلها تتخطى حاجز 5 تريليونات دولار.

ومن الجدير ذكره أن شركة تسلا تمتلك تاريخًا طويلًا من تأجيل طرح الابتكارات الجديدة أو اختفائها تمامًا، وربما كانت شاحنة سايبر تراك التي تأخرت في الطرح بضع سنين وسيارة تسلا رودستر 2 مثالًا حيًا على هذه العادة السيئة التي يتمتع بها إيلون ماسك. كما أن ماسك أعلن منذ 3 أعوام عن روبوت تسلا البشري المدعو أوبتيموس ليختفي منذ ذلك الإعلان ويظهر الآن للمرة الأول يعمل بمساعدة آلات توجيه وتحكم بشري عن بعد.

من جانبه، يراهن إيلون ماسك على سعر سيارة سايبركاب ذاتية القيادة، إذ يرى أنه قادر على طرحها بتكلفة 30 ألف دولار، وهي أقل من ربع التكلفة التي تحتاج إليها لشراء سيارة ذاتية القيادة من شركة مثل Waymo، فضلًا عن طرح برمجية القيادة الذاتية لبعض طرز تسلا التي بيعت سابقًا عبر تحديث هوائي مباشر للسيارة.

تملك سيارات تسلا آلية قيادة ذاتية غير مكتملة في الوقت الحالي، إذ تعتمد على التدخل البشري بشكل كبير. ورغم هذا، فإن السنوات الماضية شهدت العديد من الحوادث لسيارات تسلا بفضل أوضاع القيادة الذاتية غير المكتملة بها.