بعد مرور قرن على وفاة جياكومو بوتشيني، لا تنفك المقطوعات الأوبرالية التي أبدعها المؤلف الموسيقي المولود في بلدة صغيرة بتوسكانا تفرض سطوتها على الحواس فيما تستدرج الأفئدة إلى رحلة حسية غامرة على صهوة نغم مشبع بالواقعية والحس العاطفي المتقد.
وإذا كان صدى موسيقاه لا يزال يتردد إلى يومنا هذا، شاهدًا على التأثير المستمر لعبقريته، فإن تشيزاري أتوليني قد اختارت أن تحتفي بفنه عبر إعادة صياغة هذا الصدى من منظور إبداعي خاص تتلاقى فيه جماليات الحياكة المتقنة التي درجت عليها الدار مع الإرث المستمر لأسطورة بوتشيني من خلال أزياء الموسم المقبل.
أزياء تشيزاري أتوليني لموسم خريف 2024 وشتاء 2025
Stefano Pasini
بدلة ثلاثية القطع، حيكت من مزيج الكشمير والصوف بدرجة 170 وازدانت بالنقوش المربعة، وقميص مخطط من القطن، ورابطة عنق مشغولة من الحرير الخالص.
لموسم خريف 2024 وشتاء 2025، تستلهم أتوليني معاني الأناقة الخالدة التي تكرّست في هويّتها الإبداعية منذ زمن المؤسس الأول الجد فينتشانزو أتوليني، من النقاء الفني الذي يفيض عن موسيقا بوتشيني ومن تلك الجماليات الراسخة التي طبعت حياته، بداية من المحيط التاريخي لمدينة لوكا حيث استكشف أثر الموسيقا في سن مبكرة، ومرورًا بالشوارع الضيقة والمناطق الريفية المحيطة بمنزل عائلته في قرية تشيلي الجبلية الصغيرة، أو بواحة ماساتشوكلي التي نما فيها شغفه بالصيد في ظلال أشجار الزيتون المعمّرة، وليس انتهاء بالفيلا الواقعة في توري ديل لاغو، حيث عاش بوتشيني سنوات عدة وحيث ألف مقطوعتيه الشهيرتين La Bohème وMadama Butterfly وشرع في تأليف رائعته Tosca.
Stefano Pasini
معطف مشغول من صوف الألبكة، وكنزة بياقة مستديرة محبوكة من الكشمير، وسروال رياضي من القطن والبولي إيثيلين والإيلاستان، وحذاء مشغول من الجلد المقلوب وجلد العجول.
في هذه الوجهات التي شكلت جزءًا لا يتجزأ من مسيرة بوتشيني، تحوّلت الإطلالات التي تقترحها الدار الإيطالية للموسم المقبل إلى أبجدية لسرد متقن يبدد الحدود بين شكلين متفرّدين من أشكال الإبداع الإيطالي في أرقى تجلياته.
Stefano Pasini
سترة حيكت من الكشمير الخالص، وكنزة بياقة مرتفعة محبوكة من الكشمير، وسروال رياضي مشغول من القطن والبولي إيثيلين.
وعلى مغزل تلك الفلسفة نفسها - التي وضع تشيزاري أتوليني لبنتها الأولى والتي يختصرها إلى يومنا هذا مفهوم للتأنق ينأى عن الصرامة من دون مساومة على عناصر الإتقان في الحياكة - انبعثت معاني الأناقة الخالدة تصاميم تتباهى بجماليات خطوطها الانسيابية وثراء أقمشتها وحياكتها الراقية ولكنها تزهو في الوقت نفسه ببعد وظيفي يضفي على المظهر عفوية منشودة في عصرنا الحالي.
Stefano Pasini
بدلة مزدوجة الصدر تزين الخطوط نسيجها المشغول من الصوف الخالص، وقميص من القطن، ورابطة عنق حريرية تزدان بالنقوش.
هذا ما يشهد عليه مثلاً معطف ثلاثي الأبعاد حيك من الكشمير الخالص وآخر مشغول من صوف الألبكة، وسترات مشغولة من الكشمير، الذي تتباهى به أيضًا الكنزات المحبوكة، وبدلات صيغت قصاتها المتقنة من الصوف فائق الجودة أو من الصوف والكشمير.
Stefano Pasini
معطف حيك من نسيج الكشمير المزدان بالنقوش المربعة، وكنزة محبوكة من الكشمير الخالص، وسروال مشغول من مزيج القطن والصوف.
في السترات خصوصًا، يستحضر التناغم المنضبط بين الإتقان في الحياكة والخطوط التصميمية التي يغلب عليها طابع حيوي، مسيرة عائلة تبقى وفية إلى يومنا هذا لإرث الجد الذي يُعدّ عرّاب أسلوب نابولي في الأناقة، وهو الذي أعاد في عام 1930 ابتكار قواعد حياكة السترة عندما جرّدها من الزوائد.
Stefano Pasini
سترة تزيّن المربعات نسيجها الصوفي، وكنزة محبوكة من الكشمير الخالص، وقميص من القطن، وسروال رياضي مشغول من القطن والإيلاستان.
وإذا كان ولده تشيزاري قد أجاد الحفاظ على هذا الإرث، فإنه تفوق بالقدر نفسه في الارتقاء به عندما حدّث السترة الشهيرة من دون التنكّر لتقاليد بنائها على ما يفعل اليوم أيضًا ولداه ماسيميليانو وجوزيبي فيما يصوغان إطلالات العصر من الأقمشة الأعلى تميزًا.
Stefano Pasini
معطف قصير حيك من الكشمير، وكنزة محبوكة من مزيج الصوف والكشمير، وسروال مشغول من الصوف الخالص.
في محترفات الدار بكازالنوفو عند أطراف نابولي، تُحاك تفاصيل هذه الإطلالات قصة إبداع لا يشيخ. ومن ثم يتردد صدى القصة في متاجر تشيزاري أتوليني الموزعة حول العالم، من ميلانو ونيويورك ومونتي كارلو وصولاً إلى العاصمة البريطانية لندن التي ستشهد هذا الخريف افتتاح واحة جديدة لإبداعات الدار في شارع ماونت ستريت 19، وجهة النخبة من المتأنقين.
Stefano Pasini
سترة للسهرات والمناسبات الرسمية حيكت من الصوف بدرجة 150، وقميص رسمي من القطن الخالص، ورابطة عنق فراشية مشغولة من الحرير.
Stefano Pasini
معطف قصير تزيّن النقوش المربعة نسيجه المشغول من صوف الحملان الخالص، وكنزة بياقة مرتفعة محبوكة من الصوف والكشمير، وسروال رياضي مشغول من مزيج القطن والكشمير والإيلاستان.