كلف معهد نيو إنغلاند الموسيقي NEC، دار مزادات سوذبيز بعرض آلة كمان ستراديفاريوس للبيع، بتقدير يراوح بين 12 مليون و15 مليون دولار.
صنعت هذه الآلة الوترية في عام 1714 على يد أنطونيو ستراديفاري خلال الفترة الذهبية الشهيرة. وكانت مملوكة لعازف الكمان الراحل سي هون ما، وهو أحد خريجي المعهد الموسيقي. وقد تبرع بها لمعهد نيو إنغلاند الموسيقي لتساهم عائدات البيع في تقديم المنح الدراسية للطلاب.
قالت ماري كلوديا جيمينيز، رئيسة مجلس إدارة دار سوذبيز ورئيسة تطوير الأعمال العالمية للأمريكتين، في حديث لها مع آرت نيوز: "في المرة الأولى التي رأينا فيها الآلة، كنا مذهولين تماماً بوجودها".
شهدت جيمينيز الكثير من الآلات الموسيقية التي يقدر سعرها بالملايين، وغيرها من العناصر التي تخص فنانين ومشاهير رائعين. ومع ذلك، فإنه لم يسبق لها أن رأت كمان ستراديفاريوس من قبل.
وقالت عن ذلك: "هذا كمان عمره أكثر من 300 عام، وقد شكّل تاريخ الموسيقى الكلاسيكية بفضل من امتلكوه وما عُزف عليه. إنك لتشعر بنوع من القشعريرة عند التفكير في تاريخ هذه الآلة عبر الزمن وكيف غيّرت العالم".
كان الكمان مملوكاً سابقاً للعازف الشهير جوزيف يواكيم. ووفقًا لبيان صحفي صادر عن دار سوذبيز: "من المؤكد أن يواكيم عزف على هذه الآلة نفسها خلال العرض الأول لكونشيرتو الكمان للمؤلف يوهانس برامس في عام 1879، والمؤلف نفسه هو من قاد الأوركسترا".
قدرت دار المزادات سعر الكمان بناءً على أسعار حوالي 500 آلة كمان ستراديفاريوس معروفة، يوجد معظمها في المتاحف والمؤسسات الثقافية، خصوصًا في مدينة كريمونا الإيطالية، مسقط رأس ستراديفاري.
قيّم خبراء دار سوذبيز جودة كمان يواكيم مقارنةً بالكمانات الأخرى التي بيعت في السنوات السابقة وحالته الاستثنائية. وقالت جيمينيز : "هذه القطعة في حالة ممتازة وهي مثال على فترة ستراديفاري الذهبية"، وأضافت: "نعتقد أن هناك إمكانات حقيقية لهذا العمل لتحطيم الرقم القياسي لأعلى سعر بيع حققه كمان ستراديفاريوس".
يُعد الرقم القياسي الحالي لأعلى سعر بيع حققه كمان في مزاد هو 15.9 مليون دولار، وقد سُجل هذا السعر في عام 2011 عندما باعت دار مزادات تاريزيو كمان ستراديفاريوس كانت ملكيته تعود إلى الليدي بلانت، حفيدة اللورد البريطاني جورج غوردون بايرون.
ورغم تمكن بعض الطلاب في معهد نيو إنغلاند الموسيقي من العزف على الكمان على مدى السنوات التسع الماضية، إلا أن قرار المعهد ببيع كمان يواكيم في هذا الوقت كان قراراً عملياً. قالت أندريا كالين، رئيسة معهد نيو إنغلاند الموسيقي، لصحيفة آرت نيوز: "لدينا الآن الفرصة للاستثمار في العديد من الطلاب وتوفير الفرص لهم، واستقبال مواهب جديدة في المعهد ودعم الأجيال القادمة من الموسيقيين.
كان لهذا الكمان تأثير على كل من سمعه وكل من عزف عليه، والآن سيستمر إرثه ليشمل العديد من الأشخاص من خلال توفير هذه المنح الدراسية".
تتوقع سوذبيز أيضاً أن يكون هناك مجموعة واسعة من هواة الجمع المهتمين بالمزايدة على الكمان. قالت جيمينيز: "إنه النوع نفسه من الزبائن الذين يبحثون عن شراء مجسم ديناصور أو نسخة من الدستور أو لوح حجري من الوصايا العشر".
وأضافت: "هذه فرص فريدة تحدث مرة واحدة في العمر. أعتقد أن هذه الآلة تتجاوز كونها مجرد آلة موسيقية. إنها أكثر من مجرد كمان استثنائي".
سيُباع كمان يواكيم خلال أسبوع الفنانين العظماء لدار سوذبيز نيويورك في فبراير 2025. وقبل بيعه، سيُعرض في سوذبيز لندن وهونغ كونغ.