تُعرض قطعة من تاريخ المسكوكات للبيع في مزاد في المقر الرئيس لدار ستانلي جيبونز بالدوين Stanley Gibbons Baldwin في لندن إلى جانب البث المباشر عبر الإنترنت يوم 25 سبتمبر.
يطلق على القطعة المعروضة اسم "عملة التاج: تحفتها الفنية" The Crown Coin: Her Masterpiece، وهي تُعد من بين أندر العملات في العالم وأعلاها قيمة، وسبق أن قٌدرت بشكل مستقل عام 2022 بنحو 21.8 مليون دولار، إلا أن تقديرات ما قبل البيع تراوح اليوم بين 2.7 مليون دولار إلى 4 ملايين دولار. ولكن الخبراء يتوقعون أن تحقق رقمًا أعلى بكثير.
سُكّت هذه العملة التذكارية على يد شركة الهند الشرقية عام 2022 احتفاءً باليوبيل البلاتيني للملكة إليزابيث الثانية، وجاءت بوزن يقارب 3.61 كيلوغرام، وصيغت من الذهب الخالص عيار 24 قيراطًا، ورُصعت بحوالي 6426 ألماسة يبلغ إجمالي زنتها نحو 484 قيراطًا.
على الوجه الأمامي، تتوسط العملة قطعة ذهبية من فئة جنيهين بقيمة 10 آلاف جنيه إسترليني، تحيط بها عشر عملات من فئة أونصة واحدة تحمل الصور الرسمية للملكة الراحلة إليزابيث الثانية، إضافة إلى تصاميم تجسّد فضائلها الست: الحق، والعدالة، والإحسان، والشجاعة، والنصر، والثبات.
ورُصِّعت الألماسات بإتقان داخل الذهب لتشكّل خلفية متلألئة تتزين بزخارف معقدة تمثل ثلاثًا من أثمن تيجان الملكة. أما الوجه الخلفي، فيزدان بعلم الاتحاد البريطاني Union Jack في مزيج من الذهب والألماس.
استغرق إنجاز هذه العملة أكثر من 2800 ساعة، بمشاركة أكثر من 80 حرفيًا وصائغًا بارعًا من ثماني دول..
تولّى كل منهم العمل على عناصر مختلفة منها. وُضع التصميم في بريطانيا، ثم جرى تطويره في سريلانكا، فيما سُكّت العملات في ألمانيا وهولندا، ونُقشت في سنغافورة، وأُعيد تجميعها في الهند.
أما الألماسات، فقد قُطعت وصُقلت في أستراليا وجنوب إفريقيا وكندا، قبل أن تُعتمد رسميًا من المعهد الأمريكي للأحجار الكريمة (GIA) في الولايات المتحدة. ويجسّد هذا التعاون الدولي الطابع العالمي للملكة الراحلة والتأثير التوحيدي الذي أضفته على العالم.
وإذا بيعت عملة التاج بمبلغ يقترب من 21 مليون دولار، فإنها ستسجل رقمًا قياسيًا عالميًا جديدًا، لتتجاوز عملة النسر المزدوج لعام 1933 التي بيعت في مزاد سوذبيز عام 2021 مقابل 18.9 مليون دولار، محتفظة حتى اليوم بلقب أغلى عملة في العالم.
يمثل عرض عملة التاج للبيع حدثًا فريدًا من نوعه في عالم المقتنيات، إذ كرّست الدار، خلال أكثر من 170 عامًا، خبرتها لتوفير أندر وأروع الكنوز لهواة الجمع الأكثر تميّزًا حول العالم.
وعندما يحين الوقت لانتقال قطع من هذه القيمة إلى أوصياء جدد، يتوجه المجتمع الدولي لجمع التحف إلى خبرتها وحرصها على الخصوصية. وجاء في بيان رسمي للدار: "من غير المرجح أن يُعاد تنفيذ أو تحقيق رؤية بهذا الحجم والفخامة مرة أخرى".
وقال متحدث باسم ستانلي جيبونز بالدوين: "عملة التاج: تحفتها الفنية، تقف جنبًا إلى جنب مع أعظم الإبداعات في تاريخ المسكوكات، بدءًا من عملة 1000 تولا موهور الذهبية الأسطورية التي تعود إلى الإمبراطور المغولي جانكير، وصولًا إلى أروع الإصدارات التذكارية لملوك أوروبا. إنها تكريم فريد من نوعه في التاريخ لملكةٍ لن يتكرر عهدها أبدًا".