في مساء الثامن من سبتمبر 2024، شهدت العاصمة البريطانية واقعة أثارت الكثير من الجدل في الأوساط الفنية، بعد أن أقدمت مجموعة مجهولة على سرقة إحدى النسخ المطبوعة من عمل فنان الشارع البريطاني الشهير بانكسي "الفتاة مع البالون" من أحد المعارض وسط لندن. غير أنّ وحدة الطيران التابعة لشرطة العاصمة نجحت في استعادة القطعة المسروقة.
وُجّهت تهمة السطو إلي لاري فريزر الذي يبلغ من العمر 47 عامًا، من منطقة بيكتون شرق لندن، وجيمس لوف، وعمره 53 عامًا، من نورث ستيفورد في إسيكس، بتهمة السطو على مبنى غير سكني، وأُبقيا رهن الحبس الاحتياطي لدى الشرطة.
وبحسب ما جاء في التحقيقات، حطم فريزر الباب الزجاجي الأمامي لغاليري غروف في منطقة فيتسروفيا، ثم دخل إلى الداخل وسرق مطبوعة نادرة من سلسلة "فتاة مع بالون" تُقدر قيمتها بنحو 363 ألف دولار.
وجاء في إفادة جيمس ريان، مالك المعرض، أن كاميرات المراقبة سجلت مرور 36 ثانية فقط منذ أن بدأ رجل مقنّع في اقتحام المعرض حتى خروجه حاملاً المطبوعة.
كما أفادت النيابة أن جيمس لوف، الذي يُقال إنه يمتلك عددًا كبيرًا من الأعمال الفنية المستوحاة من رمز القلب، كان على تواصل مستمر مع فريزر في يوم السرقة، وأنه قاد سيارته إلى المعرض صباح يوم السرقة وساعد في إخفاء المطبوعة بعد الاستيلاء عليها.
وذكر جيمس ريان أن العمل الفني طُبع لأول مرة عام 2004، وهو من إصدار محدود يقتصر على 150 نسخة فقط، وكانت النسخة المسروقة تحمل الرقم 72. وأضاف المحلفون أن فريزر، بعد مغادرته المعرض، نقل عمل بانكسي إلى عقار قريب وترك المطبوعة هناك.
قال سوخفيندر سينغ، حارس ليلي في العقار، إنه أصيب بالصدمة بعدما دفعه رجلان جانبًا في أثناء دخولهما المبنى في وقت متأخر من مساء 8 سبتمبر.
كما أوضح سينغ أمام المحكمة أنه لاحظ وجود لوحة في دورة المياه لم تكن موجودة في وقت سابق من تلك الليلة، وأضاف: "بعد أن رأيت اللوحة هناك، سمعت ضوضاء عند الباب الأمامي. كان هناك شخص يحاول إدخال قطعة بلاستيكية بيضاء في الباب محاولًا فتحه".
وأخبر سينغ هيئة المحلفين أنه عندما فتح الباب، وجد رجلين ، وقال: "كنت في غاية الدهشة. لقد دفعاني جانبًا ودخلا المبنى. حاولت أن أسألهما: من أنتما؟ ولكنهما توجها مباشرة إلى الحمام، وأخذا اللوحة وغادرا. وكان أحدهما يكرر: آسف آسف يا أخي، آسف آسف".
كما أضاف سينغ: "سألتهما لماذا دخلتما؟ كيف دخلتما؟ لكنهما كانا في عجلة شديدة. لم يستغرق الأمر سوى دقيقتين أو ثلاث، ثم التقطا اللوحة وغادرا. الشيء الوحيد الذي قيل هو كلمة آسف".
العمل الفني، الذي يصوّر فتاة صغيرة تمد يدها إلى بالون أحمر على شكل قلب، ظهر لأول مرة على جدران شرق لندن عام 2002، كما رُسم أيضًا تحت جسر واترلو. ولاحقًا أُصدرت نسخ مطبوعة محدودة للبيع، إلى جانب نسخ مرسومة يدويًا بالرش، وقد أصبحت ذات قيمة عالية وتباع بمبالغ ضخمة في المزادات.
في عام 2018، بيعت نسخة بأكثر من مليون دولار قبل أن تبدأ في التدمير الذاتي على خشبة المزاد. فبعد سقوط المطرقة مباشرة انطلق جرس إنذار، وانسحبت اللوحة من الإطار عبر آلة تقطيع مخفية بداخلها.
ورغم ذلك، قرر المشتري الاحتفاظ بالقطعة، وأُعيدت تسميتها لاحقًا باسم الحب في سلة المهملات Love Is in the Bin. وفي عام 2021، أعيد بيعها في مزاد لدار سوذبيز بلندن محققة رقمًا قياسيًا بلغ 25 مليون دولار.