مغني الراب والمنتج الموسيقي، شون كومز الشهير أيضًا بلقب ديدي، يتجه إلى عالم جمع الأعمال الفنية إذ يرى في الفن المعاصر وسيلة لحفظ الهوية الثقافية.

في عام 2018، لفت كومز أنظار عالم الفن عندما اقتنى أحد أبرز أعمال الفنان الأمريكي كيري جيمس مارشال، وهي اللوحة الشهيرة Past Times لعام 1997، وذلك خلال مزاد لدار سوذبيز. 

آنذاك بلغت قيمة اللوحة 21.1 مليون دولار شاملة الرسوم، فحطمت الرقم القياسي لمارشال، وسجلت رقماً قياسياً في حينها للفنان الذي يُعد من أعظم الرسامين المعاصرين في أمريكا.

اللوحة الفنية، التي تعود إلى عام 1997، لا تُعد قطعة فنية فحسب، بل هي رمز ثقافي ضخم، إذ ظهرت في المعرض الاستعادي المتنقل لأعمال مارشال، وهو فنان عُرف بتوثيقه العميق لتجارب الأمريكيين من أصول إفريقية، بأسلوب بصري ثري يمزج بين الواقعية والرمزية، متجاوزاً التصنيفات التقليدية للفن المعاصر.

لكن بحسب تقارير إعلامية أمريكية نُشرت أخيرًا، فإن وزارة العدل الأمريكية تدرس مصادرة أصول مملوكة لكومز في حال ثبتت إدانته بتهم خُلقية، وهي تهم نفاها بشكل قاطع حتى الآن. وتأتي هذه التطورات في ظل القضايا المدنية المتعددة التي رُفعت ضده منذ عام 2023، ما فتح الباب أمام تكهنات حول اضطراره إلى بيع بعض أعماله الفنية القيّمة.

من بين الشخصيات التي أدت دوراً محورياً في تشجيع كومبس على دخول عالم جمع الفن، يبرز اسم المنتج الموسيقي والجامع المعروف سويز بيتز، الذي صرّح سابقًا لصحيفة آرت نيوز: "قلتُ له، يجب أن تبقى هذه اللوحة ضمن الإطار الثقافي. إنها عمل لا يُقدّر بثمن". لقد كانت تلك الصفقة نقطة تحول، ليس في سوق أعمال مارشال فحسب، بل في صورة كومز بوصفه جامعًا للفن المعاصر الرفيع.

المستشارة الفنية ماريا بريتو، التي عُرفت بإشرافها على عدد من مجموعات الفن الخاصة لنجوم العالم، كانت قد ذكرت في حوار سابق مع دايلي بيست Daily Beast أنها ساعدت كومز على تكوين ذائقته الفنية.

لكن بحلول عام 2024، ومع تصاعد القضايا القانونية ضده، بدأت التكهنات تظهر حول احتمال أن يعمد كومز إلى بيع بعض كنوزه الفنية لتغطية التزاماته. غير أن بريتو أوضحت في تقرير آخر لآرت نت أنه لا يخطط لبيع أي شيء حتى الآن، مشيرة إلى أنه اشترى أخيراً عملاً للفنانة الإنجليزية ترايسي إمين بقيمة 95 ألف دولار، إلى جانب أعمال لفنانين آخرين مثل الرسام الجنوب إفريقي بريت موراي.

سواء خُصصت هذه الأعمال لزينة قصوره أو بوصفها مخزونًا ذا قيمة ثقافية ومالية، فإن خسارة لوحة Past Times ستشكل لحظة فارقة في عالم الفن المعاصر، بالنظر إلى مكانة العمل وسياقه الثقافي، وهو ما يثير تساؤلات عميقة حول مصير الفن عندما يتقاطع مع عالم العدالة والقانون.