يُعد الافتراس الجماعي للسردين من عجائب الطبيعة، كما أنه من الظواهر التي تثير حماس هواة صيد الأسماك. وفي هذا يقول فيليبي موراليس، مُضيفي وقائدي خلال هذه المغامرة، فيما يخترق بقاربنا صفحة المحيط الهادئ المتلألئة نحو فورة المياه البيضاء الرغوية في الأفق: "لقد رأيتُ رجالاً يرتجفون أمام هذا المنظر".
في غضون دقائق كنّا وسط الجلبة، وحولنا طيور الأطيش الحمراء والزرقاء تنقضّ على السطح والدلافين المرقّطة تشقّ المياه وجحافل أسماك التونة العملاقة تقفز فاغرةً أفواهها الجائعة.
قبل توقف القارب، اندفع مرشدي خايرو زونيغا نحو المقدمة حاملاً صنارة صيد، ثم قذف بالطُعم مباشرة نحو المياه. وما إن ارتطم الطُعم الوردي اللون بسطح الماء، حتى تلقّفه وميض فضي سَحب الخيط بعنف معلنًا انطلاق المعركة.
في أواخر شهر مارس، وصلتُ إلى باهيا سولانو، جنة الصيد القصيّة التي تقع على ساحل كولومبيا الهادئ..
بالتزامن مع موعد تدفق أسماك السردين إلى المياه الدافئة للمنطقة في أثناء هجرتها الربيعية السنوية جنوبًا من بنما.
موراليس، مالك فندق بلاك ساندز، وبين يديه سمكة ديك.
عندما تحتشد أسماك السردين على هيئة كُرة كثيفة تُعرف باسم كرة الطعم، تُصبح وليمة للأسماك المفترسة، مثل التونة وأبو شراع والشّيم والنّهاش. وعندما تقترب هذه الأخيرة من السطح بحثًا عن الطعام، تُصبح بدورها أهدافًا مغرية لهواة الصيد مثلي. ومع ذلك، ليست ظاهرة كرة الطعم إلا سببًا واحدًا من أسباب روعة الصيد في هذا المكان.
يكمن السبب الآخر في قلّة السياح، لأن احتشاد أسماك السردين في أي وجهة صيد أخرى من شأنه اجتذاب عشرات القوارب. أما في هذه المنطقة، وباستثناء قارب محلي مُجاور، فلا سفينة تُبحر غير سفينتنا.
Ceron Focus
أسماك التونة التي جرى صيدها خلال هجرة السردين.
بخلاف الساحل الكاريبي لكولومبيا ومناطق زراعة القهوة، لم يكتشف الرحّالة بعد منطقة تشوكو التي تقع فيها باهيا سولانو. قبل نحو عقد من الزمان، كانت هذه المنطقة التي تكتنفها الأدغال تحت سيطرة مقاتلي القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك).
وحتى بعد اتفاق السلام الذي عُقد في عام 2016 بين القوات المسلحة الثورية والحكومة الكولومبية، لم يُجازف بزيارتها إلا الرحالة الشجعان، المأخوذون بشواطئ المنطقة السوداء وتنوعها البيولوجي المدهش (تكاد مساحة منطقة تشوكو تُعادل مساحة ولايتي نيوجيرسي وكونيتيكت مجتمعتين، وتحتضن نحو 9,000 نوع من النباتات الوعائيّة، 2,250 منها لا تُوجد في أي مكان آخر، بالإضافة إلى أجناس نخيل يتجاوز عددها ما هو عليه الحال في أي منطقة أخرى في العالم).
Simón Roldán
يُعد طائر الأركاري المطوّق خير مثال على التنوع البيولوجي الوفير في المنطقة.
في السنوات الأخيرة، بدأت الأنباء حول مقوّمات باهيا سولانو تسري بين هواة الصيد، ومن بينهم موراليس، الصياد الأرجنتيني الذي جاب العالم لممارسة هوايته. وتتمايز هذه البقعة بساحلٍ بِكْر وأودية عميقة يبدأ امتدادها من على بُعد بضعة أميال من اليابسة.
كما أنها تُتيح فرصةً لصيد خليط رائع من الأسماك البعيدة عن الساحل، مثل الماهي ماهي والمارلين، والأسماك القريبة من الساحل، مثل سمك الديك والنّهاش.
Black Sands
نُزُل بلاك ساندز Black Sands.
يُمكن ممارسة الصيد في المنطقة تقريبًا طيلة العام، وفيما تمثل الفترة الممتدة من يناير إلى مارس موسم صيد التونة والأسماك القريبة من الساحل، تعدّ الفترة الممتدة من أبريل إلى يونيو مثاليةً لصيد سمك أبو شراع وممارسة الصيد بالصنارة.
Simón Roldán
تهاجر الحيتان الحدباء إلى هذه المنطقة من يوليو إلى سبتمبر لأغراض التزاوج والولادة.
أما الفترة الممتدة من أكتوبر إلى ديسمبر، فإنها أحسن وقت لصيد الأسماك الكامنة في أعماق البحار مثل المارلين الأزرق والواهو والماهي ماهي الكبير. أضف إلى ذلك أن البنية التحتية في باهيا سولانو محدودة، فلا طرق معبّدة ولا قوارب صيد كثيرة ولا مراسي ضخمة.
وقد أسهمت هذه العوامل كلها في الحد من الإسراف في الصيد على نحو بالغ. قبل وصولي إلى "بلاك ساندز" Black Sands، نُزُل الصيد الجديد الذي أنشأه موراليس، قال لي عبر الهاتف: "إنها واحدة من آخر الوجهات الحقيقة الأخيرة لصيد الأسماك في المياه المالحة".
Simón Roldán
تتيح منطقة باهيا سولانو فرصًا للاستمتاع بالغوص.
خبرة مديدة
كانت سيرة موراليس، البالغ من العمر 36 عامًا، مدعاةً لوثوقي بادعائه الجريء ذاك. فقد ترعرع وسط هذا القطاع، ووالده، مارتشيلو، يُعدّ أسطورةً في رياضة الصيد باستخدام الذباب الاصطناعي.
وإلى جانب خبرته في الصيد، فإنه حِرفي ضليع في صناعة صنانير الخيزران، وقد أسهم إسهامًا عظيمًا في تعميم هذه الرياضة في الأرجنتين خلال سبعينيات القرن العشرين، كما كان سباقًا إلى تطوير بعض أشهر نُزُل الصيد باستخدام الذباب الاصطناعي في باتاغونيا.
وخلال حقبة التسعينيات، تعاون مارتشيلو مع الأمريكي جون فيشر لافتتاح فرعٍ في بوينوس آيرس لمتجر "أوربان أنغلر" Urban Angler النيويوركي الشهير المتخصص في أدوات الصيد باستخدام الذباب الاصطناعي. ولا يزال هذا المتجر قائمًا حتى اليوم تحت اسم "بوينوس آيرس أنغلرز" Buenos Aires Anglers.
بدأ موراليس مشواره في إرشاد هواة الصيد في سن السابعة عشرة، وقد اصطحب زبائنه إلى بقاع صيدٍ عدّة حول العالم، من أنهار الغرب الأمريكي إلى مسطّحات جزر البهاما والمحيط الهندي قبالة الساحل الشمالي لمدغشقر.
قبل سفري إلى المنطقة، أخبرني توم هانسن، المحامي الأمريكي المتخصص في صناعة الترفيه بهوليوود وأحد أقدم زبائن فيليبي موراليس، أن هذا الأخير "نال محبّة كثير من أصحاب المليارات الشغوفين بصيد الأسماك". لذلك يستجيبون لاقتراحاته بالذهاب إلى أي مكان، أينما كان.
خلال عمله مرشدًا سياحيًا في فنزويلا، اقترح عليه أحد زبائنه الأثرياء، وهو مالك صندوق تحوّط مُقيم في نيويورك، افتتاح نُزُل معًا. بعد بحثٍ دام ست سنوات عن المكان الأمثل في أمريكا الجنوبية، عثرا أخيرًا على باهيا سولانو، ثم باشرا العمل هناك في عام 2018 من نُزُل ريفيّ يضمّ خمس غرف ويُطل على الشاطئ. حازت تجربة الصيد في هذه البقعة رضا الزبائن، ولكنهم ألمحوا إلى رغبتهم في تحسين أسباب الراحة.
وعندما عُرض الفندق المتواضع الواقع على الضفة المقابلة من الخليج للبيع، نقل الشريكان مشروعهما إليه. في الصيف الماضي، أُعيد بناء الفندق بالكامل وتحوّل إلى أول فندق فاخر في المنطقة.
يقع فندق بلاك ساندز على بقعة شاطئية مُحاطة بالأشجار على امتداد نصف ميل، ما يُشعِر الزائر بأنه يحط في رحاب جزيرة خاصة. مع ذلك، من السهل بلوغ الفندق، إذ تستغرق الرحلة ساعةً واحدة فقط من ميديين، المدينة التي أصبحت الآن مركزًا للترفيه بعد سنوات عاشتها تحت وطأة حروب المخدرات، إلى مطار باهيا سولانو المُتهالك.
لا يستوعب هذا المطار الطائرات الخاصة، ولكن موراليس يستأجر طائرةً بمروحتين من ميديين. بعد هبوطي على اليابسة، أتجول بين الدجاجات السائبة لأدرك أمتعتي، ثم أُقابل أحد العاملين في بلاك ساندز وأَركب معه دراجة توك توك تنطلق بنا على طريق ترابي مليء بالحفر لعشر دقائق قبل بلوغنا الرصيف حيث كان موراليس ينتظر على متن قاربه السريع Volantis من طراز Contender 39 ST. رحّب بي على سطح القارب بقوله: "أهلاً بكِ في جنة التونة".
Simón Roldán
فيداليس، تكوينات صخرية شاهقة ترتفع من أعماق خليج باهيا سولانو.
إقامة تليق بهواة الصيد
تُقدّم الرحلة التي تستغرق 20 دقيقة بالقارب إلى بلاك ساندز لمحة عن جمال المنطقة الأصيل، وهو ما أكّده لي هانسن، الذي اصطاد هنا برفقة موراليس مرات عدة، حين أخبرني أن باهيا سولانو تُشبه كوستاريكا قبل 30 عامًا، وأنا أتفق مع رأيه هذا.
تنحدر الغابة المطيرة المغطاة بالضباب إلى البحر من كل حدب وصوب، والقوارب الوحيدة التي صادفناها كانت قوارب خشبية يتولّى قيادتها سكان محليون. يقول هانسن: "من النادر اكتشاف بقعة عذراء مثل هذه، ففيها في الوقت نفسه أسماكٌ قادرة على خلع ذراعك. إنه مكان مميز حقًا".
بعد وصولي إلى الفندق، استقبلني الفريق بحيوية بادية، فقد لمحوا للتو حيوان الكسلان متجولاً بين الأشجار بجوار المطعم. مدّ إليّ أحد العاملين منشفة باردة، ثم رافقني إلى غرفتي. تقع أكواخ بلاك ساندز الاثني عشر المشغولة من خشب الساج على بُعد خطوات من الشاطئ ويصل بينها ممشى خشبي متعرج.
تُضفي الأسقف العالية مسحة من الفخامة والرحابة على الأكواخ، التي تتمايز كلها بشرفات خاصة تُطلّ على البحر، وأسِرّة مريحة، وحمامات فسيحة تزدان بنباتات محلية وتشتمل على مستحضرات حِرفية للعناية بالبشرة من علامة "لوتو ديل سور" التي يقع مقرها في بوغوتا.
يُجمع أغلب ضيوف الفندق أن أهم ميزة فيه هي تكييف الهواء الذي يُريحهم من الرطوبة.
عادة ما يكون هواة الصيد متطلبين عندما يتعلق الأمر بمعدات الصيد، لكن غرفة المعدات في فندق بلاك ساندز مُجهزة بعناية فائقة، لدرجة أن الضيوف بمعظمهم لا يصطحبون معهم الصنانير والبكرات، بل يتركونها خلفهم ويستعيضون عنها بمعدات الفندق الفاخرة التي تحمل توقيع علامات شهيرة مثل "سيج" و"ساينتفيك أنغلرز".
سمكة ماهي ماهي.
خلال إقامتي التي استمرت أربعة أيام، لم أحِدْ عن برنامج الصيد المعتمد في الفندق:
قهوة وفطور مُعدّ حسب الطلب في الساعة السادسة صباحًا، ثم المغادرة عند الساعة السابعة صباحًا على متن قارب Volantis (أحد قاربين من طراز Contender تابعين للفندق)، ثم الصيد إلى حين غروب الشمس، مع استراحة وجيزة لتناول الغداء الذي يكون طازجًا وصحيًا على الدوام، على ما كان الحال مع طبق "بوكي" الذي أُعدّ من سمكة تونة جرى صيدها في اليوم الفائت.
ولأن موسم هجرة السردين قد بدأ للتو، كنتُ الضيفة الوحيدة في الفندق، لذلك كنت وحدي على القارب مع موراليس ومرشديْنا الاثنين: كيني فرنانديز، المكسيكي الأصل، وخايرو زونيغا المنحدر من المكان نفسه والذي لقّبته بتوم برادي لحذاقته في إلقاء الطعم.
مجموعة من الأصدقاء يتأهبون لتحرير سمكة أبو شراع.
أخوض تجربة جديدة كل يوم، كأنني في رحلة سفاري وسط البحر، إذ نشاهد السلاحف وأسراب الدلافين وأسماك القرش، حتى قرش الحوت في أثناء افتراسه الطعام. تُهيئ أغاني بوب مارلي ودوران دوران ورولينغ ستونز أجواءً مناسبة للإبحار عبر المحيط الهادئ بحثًا عن أسراب الطيور المقتاتة.
نُجرّب سائر تقنيات الصيد المعروفة، مثل الصيد بتحريك المياه بأداة مقعّرة والصيد بوساطة طعم ثقيل والصيد بسحب الطعم خلف القارب والصيد باستخدام الذباب الاصطناعي.
الغاية من ذلك صيدُ أنواعٍ مختلفة من الأسماك، لكن سمك التونة ذا الزعانف الصفراء هو هدفنا الرئيس، ويبدو أن زونيغا قادرٌ على تحديد مُقامه على بُعد أميال.
الكاتبة خلال رحلة الصيد.
مغامرة ملؤها الإثارة والتحدي
لقد كان والدي شغوفًا بالصيد، وفي صغري، كنت أقضي أيام السبت بجواره، أُلصق الزينة اللامعة والريش الزاهي على طُعم الذباب الذي كان يجدّ في تثبيته بالصنارة.
لكنني لم أفهم قط هوسه بالصيد إلا بعدما تقدّمت في السن ووافته المنية. لستُ خبيرة في الصيد، لكن هذه الهواية ساعدتني على فهم والدي على نحو أفضل. إنها هواية تستوجب الصبر والتواضع، وهما شيمَتان من شِيمه، تستندان إلى حب الطبيعة أكثر من استنادهما إلى شعور الرضا المتأتي عن صيد الأسماك. وإني على يقين أنه كان سيعدّ باهيا سولانو جنةً للصيد، على ما فعلت أنا.
لا تقلّ إثارة الصيد هنا عن جاذبية المناظر الطبيعية. فعندما صرّحت بأنني أرغب في اصطياد سمكة ضخمة، حذّرني موراليس قائلاً: "لا أنصحك بذلك".
في اليوم الثالث من الرحلة، أدركت سبب تحذيره ذاك. حتى تلك اللحظة، كنت أصطاد أسماك تونة يبلغ متوسط وزنها 13 كيلوغرامًا فحسب.
لكن بعدما أعربت عن رغبتي في صيد أسماك أكبر، بات موضع الطعم في الماء يُخضّ بعنف، وهذا ما كان يستدعي أن يهرع زونيغا إلى جانبي لربطي بحزام التثبيت. وأمام هذا المشهد، يحذرني موراليس قائلاً: "استعدي للعذاب". يقولها ضاحكًا فيما هو يرتشف قنينته العاشرة على ما يبدو من مشروب كوكاكولا زيرو.
بعد نصف ساعة من مقارعة كتلة العضلات السريعة المتشبثة بصنارتي، اضطررت أخيرًا إلى طلب المساعدة من زونيغا ليُمسك الصنارة كي أرتاح. بعد زوال شعور الإنهاك عن ساعديّ، أستعيد الصنارة، وبعد انقضاء 15 دقيقة أسحب سمكة تونة لامعة تزن نحو 31 كيلوغرامًا.
لم يكدْ زونيغا يُخرج الطعم من فم السمكة حتى لاحظ موراليس حركة في المياه..
وما كان منه إلا أن حثّني على رمي الصنارة ثانية. لكن مقارعة سمكة بذلك الحجم الكبير ثانيةً كان ضربًا من المستحيل. لقد أدركت بالتجربة أن صيد "سمكة أخرى" ليس بالأمر الهيّن على ما كنت أتصور. في مقدمة القارب، أَنهارُ راضيةً على كرسيّ وثير، مفسحةً لرفاقي المجال لصيد سمكة الهامور التي ستشكل وجبة عشائنا في المساء.
أُمسي منهكةً حتى إنني أكاد أعجز عن صعود الدرج وبلوغ قاعة الطعام المفتوحة في الفندق والمصممة على طراز بالي. تقع القاعة على تلّة مرتفعة مطلّة على الأكواخ، وتتيح للضيوف مناظر خلابة لغروب الشمس، كما تعد موقعًا مثاليًا لمشاهدة الحيتان الحدباء المهاجرة في فصل الصيف.
صيادون محليون يستخدمون الشباك التقليدية.
على الرغم من الآلام المنتشرة في أرجاء جسدي، إلا أني أعلم أن العشاء يستحق العناء، لأن موراليس بارعٌ في اختيار الطعام كما هو بارع في اختيار مواقع الصيد. بل إنه قد عيّن أخيرًا الطاهية ديانا جامايكا التي عملت سابقًا في مطعم "تيست كيتشن لاب" Test Kitchen Lab المشهور في ميديين.
في إحدى الأمسيات..
حوّلت التونة إلى طبق ساشيمي وتارتار التونة، وقدّمته فوق كريمة الأفوكادو. أما هذه الليلة، فقد حضّرت من سمك الهامور الذي صِدناه طبق كاري أخضر.
على العشاء، حدثني موراليس عن خططه الكبرى للفندق، بما في ذلك إضافة صالة رياضية، وحوض سباحة، وتعزيز الأسطول بقارب ثالث للاستخدام في مشاهدة الحيتان. مع أن هواة الصيد المحنّكين والمميزين، أمثال هانسن، يُمثلون الشريحة الأوسع من زبائن بلاك ساندز، لكن موراليس يرغب أيضًا في الإضاءة على كنوز باهيا سولانو الأخرى.
ولذلك، استعان من عهد قريب بمرشد محلي لإبراز مقدار تفرد تجربة مراقبة الطيور في المنطقة. كما أنه يتعاون مع مدربين محترفين من متجر قريب لإتاحة خدمات الغوص لضيوفه. في أثناء الرحلة، زُرت قرية إل فالي المجاورة، البعيدة بنحو 40 دقيقة عن الفندق، من أجل معاينة محميّة السلاحف والمساعدة في إطلاق صغار السلاحف.
ليس موراليس الشخص الوحيد الذي يَعي المقوّمات السياحية لمنطقة باهيا سولانو. في العام الماضي، حازت شركة "أفلوت أدفنتشرز" Afloat Adventures الكولومبية ملكية نُزُل بلاك ساندز الأصلي الواقع على الضفة المقابلة للخليج، وشرعت في تقديم رحلات لصيد الأسماك وزيارات لاستكشاف الطبيعة. وفي هذا يقول هانسن: "لن يتوقف بحث الناس عن مواقع صيد جديدة، ولذلك أتوقع أن ينكشف سر هذا المكان قريبًا".
يُعدّ هانسن من الصيادين المتمرسين في الصيد باستخدام الذباب الاصطناعي، ومع أنه يُقدّر أنه صاد في 40 وجهة على الأقل حول العالم، لكنه يؤكد أن ثمة شيئًا مختلفًا وآسرًا في باهيا سولانو. إنها الأسماك، بالإضافة إلى رفاهية الاستفراد بالمحيط، على الأقل إلى الآن.
سعر غرفة لشخصين يبدأ من 500 دولار لليلة الواحدة، مع الوجبات؛ سعر حجز النُزُل يبلغ 6,000 دولار لليلة الواحدة. سعر رحلات الصيد يبدأ من 4,090 دولارًا للشخص الواحد على امتداد ثلاثة أيام.
Silvana Quintero G
مجموعة مختارة من مقبلات العشاء في نزل بلاك ساندز، أعدت من صيد ذلك اليوم.
وجهات مميزة للصيد
أسس هاري هاستينغز شركة "بلان ساوث أمريكا" Plan South America المعنيّة برحلات الصيد إلى البقاع النائية، وهو يقول: "إن لصيد الأسماك في أمريكا الجنوبية طعمًا لا نظير له.
سواء كان هواة الصيد يبحثون عن أسماك السلمون المرقط في باتاغونيا أو أسماك الباكو في مياه الأمازون التابعة لبوليفيا، فإن هذه التجربة بالغة الروعة". نستعرض في ما يأتي توصيات هاستينغز حول المواقع التي تعد بتجربة صيد مثالية.
ISLA SECAS
بنما
إن لهذه الجزيرة الخاصة، التي تستوعب 24 ضيفًا، أفضل منفذ في بنما إلى مُرتفع هانيبال البحري وجزيرة مونتوسا، حيث الأسماك الكبيرة الأشد وفرة. يمتد موسم صيد أسماك المارلين والتونة في المواقع البعيدة عن الساحل من نوفمبر إلى أبريل، فيما يمتد موسم صيد أسماك الواهو وسمك الديك والهامور من يوليو إلى نوفمبر، ويُحيل طهاة الجزيرة ما يجري صيده صباحًا إلى عشاء فاخر مساءً. سعر الليلة الواحدة يبدأ من 3,000 دولار، فيما سعر الاستحواذ على الجزيرة يبدأ من 55,000 دولار لليلة الواحدة.
الصيد في محيط جزيرة Isla Secas الخاصة في بنما.
NOMADS OF THE SEAS
تشيلي
انطلق في مغامرة بحرية خلابة قبالة باتاغونيا على متن يخت Nomads of the sea الذي يتيح وسائل راحة لا نظير لها. يبلغ طول اليخت المتاح للاستئجار 150 قدمًا، ويشتمل على 14 مقصورة وطائرتين مروحيتين وقوارب سريعة وقوارب قابلة للنفخ، فضلاً عن نادٍ صحي، وفيه يُلبّي طاقم مكوّن من 32 شخصًا سائر احتياجات الضيوف.
من منتصف أكتوبر إلى أبريل، تتوفر رحلات ممتدة لأسبوع إلى أبعد مناطق الصيد وفيها ينغمس الضيوف في الصيد باستخدام الذباب الاصطناعي. وتتيح هذه الرحلات فرصًا لصيد السلمون البني المرقط، والسلمون الجبلي، وسلمون قوس قزح المرقط، فضلاً عن السلمون القزحي وسلمون شينوك مع اقتراب نهاية الموسم. يبدأ سعر قضاء أسبوع واحد من 700,000 دولار.
Jim Klug
يخت Nomads of the Sea قبالة ساحل باتاغونيا.
TSIMANE HELI-FISHING
بوليفيا
يلبي برنامج صيد الأسماك في تسيماني توقعات هواة الصيد الشجعان، إذ يُنقل الضيوف على متن الطائرات المروحية إلى أعماق حوض الأمازون، حيث تعجّ الأنهار العذراء بأسماك الباكو والتاهي تاهي والياتورانا.
إن الرحلة بحد ذاتها جزء من المغامرة: ركوب طائرة مستأجرة إلى قرية للسكان الأصليين، تليها رحلة لمدة ساعة على متن زورق خشبي إلى "بلوما لودج" Pluma Lodge، قاعدة الصيد المستحدثة التي تتضمن ناديًا صحيًا صغيرًا.
تستضيف هذه القاعدة ثمانية زوّار فقط أسبوعيًا يتوزعون على أكواخ جديدة بحمامات داخلية، ويتوفّر مرشد يجيد اللغة الإنجليزية لمرافقة كل ضيفين في الرحلات الاستكشافية. ولأن موسم الصيد في الموقع قصير نسبيًا، إذ يمتد من مطلع يوليو إلى أكتوبر، فإن عملية الحجز في برنامج تسيماني تنتهي سريعًا. يصل السعر إلى 17,250 دولارًا للأسبوع الواحد.
XINGU LODGE
البرازيل
إذا كان صيد سمكة بايارا على قائمة أمنياتك، فإن نهر شينغو هو الوجهة المثلى لتحقيق ذلك. يمكن أن يصل وزن هذه السمكة العدوانية المفترسة، المعروفة باسم سمكة مصاص الدماء بسبب أنيابها الحادّة مثل الشفرة، إلى نحو تسعة كيلوغرامات. تُطل أكواخ "شينغو لودج" Xingu Lodge الخمسة على مساحة محميّة من المياه الصافية المتلألئة، تُعدّ أيضًا موطنًا لأسماك الطاووس والباكو وسمك الذئب وغيرها.
يرافق الضيوفَ مرشدون يُجيدون التحدث بالإنجليزية، بالإضافة إلى مرشدين من شعب الكايابو يُقدمون منظورًا ثقافيًا متفردًا. تمتد أفضل فترة لزيارة المنطقة من سبتمبر إلى ديسمبر. يبدأ سعر قضاء أسبوع في غرفة مزدوجة مشتركة من 7,740 دولارًا.
RIO PALENA LODGE
تشيلي
ينتمي هذا النزل القصيّ المُكوّن من سبع غرف إلى مجموعة "إليفن" الفاخرة، ويُغطي مساحة 30 فدانًا على الضفاف النهرية لمنطقة لوس لاغوس.
تتمايز المنطقة بالسلمون البني المرقط وسلمون قوس قزح المرقط، ويُعادل جموح هذه الأسماك الضخمة جموح القمم الجبلية المحيطة المغطّاة بالثلوج.
يستطيع الضيوف ركوب القوارب عبر نهر ريو بالينا أو قطعه على الأقدام أو صيد الأسماك في البحيرات الجبلية التي يمكن بلوغها بالطائرات المروحية من نوفمبر إلى مايو. يبدأ السعر من 2,862 دولارًا لليلة الواحدة.
Eleven Experience
يوفّر نزل Rio Palena Lodge رحلات خاصة لصيد الأسماك في البحيرات الجبلية.
PIRÁ LODGE
الأرجنتين
يقع هذا النزل الصغير في الأرجنتين، على أراضي إيبيريا الرطبة التي تبلغ مساحتها 4,688 ميلاً مربعًا، وقد صُمم خصوصًا ليلائم خبراء صيد أسماك الماهي ماهي.
تندفع بعض أكبر أسماك الماهي ماهي الذهبية، الملقّبة بنمور النهر بسبب قتالها الشديد..
عبر متاهة من القنوات والبحيرات والجداول الصافية من أكتوبر إلى أبريل. يُبحر هواة الصيد على متن قوارب فاخرة لاصطياد هذه الأسماك، وتشمل أنشطة الترفيه الموازية ركوب الخيل ومراقبة الطيور والسباحة في حوض المياه المالحة بالمنتجع. يبدأ السعر من 3,950 دولارًا لليلة الواحدة.
TIPILIUKE LODGE
الأرجنتين
استمتع بثقافة الغاوتشو في مزرعة ماشية تمتد على مساحة 50,000 فدان بمنطقة البحيرات في باتاغونيا. يشتمل هذا النزل الفاخر على تسع غرف، ويتيح لضيوفه الاستمتاع بأحواض استحمام مخلبيّة الأرجل وممارسة اليوغا والاسترخاء في جلسات التدليك والتلذذ بحفلات الشواء، وغير ذلك من الأنشطة. يمرّ عبر هذه المزرعة نهرا تشيميهوين وكويلكيوي.
وفي مياههما تَجري بعض أروع أسماك السلمون المرقّط في العالم. تستوعب كل ضفة مجموعةً واحدة فحسب كل مرة، وتمتد الأشهر المثالية لارتياد هذه البقعة من نوفمبر إلى مايو. يبدأ السعر من 1,345 دولارًا لليلة الواحدة.