مخيم كينغ ليوانيكا لودج
توفر رحلات السفاري فرصة تأمل الحيوانات المفترسة عن كثب، ومن بينها تعقب فهد يطارد فريسته أو مصادفة قطيع من الضباع في طريق عودتها ساعة الغسق إلى جرائها في العرين، وهذه كلها مشاهدات نادرًا ما تتيحها جولات أخرى على متن مركبات السفاري.
يقول ويل جونز، مؤسس شركة جورنيز باي ديزاين لتنظيم الرحلات حسب الطلب في المملكة المتحدة: «إن زامبيا تبدو دائمًا على مشارف نهضة سياحية من حيث كونها وجهة لرحلات السفاري». على الرغم من أن افتتاح مخيم كينغ ليوانيكا لودج في شهر أبريل نيسان الفائت في متنزه ليوا بلاين الوطني قد لا يمثل الخطوة التي من شأنها أن تزيد في شعبية زامبيا بوصفها وجهة سياحية، إلا أن هذا المخيم الذي يسوده طابع حميمي يعد أولئك الذين ألفوا السفر إلى أفريقيا، والجسورين الذين يغامرون لأول مرة، بتجربة سفاري استثنائية في منطقة برية قلما تطأها الأقدام. كان متنزه ليوا بلاين الوطني نفسه قد شهد نهضة مهمة على مدى السنوات الأخيرة. فالمتنزه الممتد على مساحة مقدارها 905 آلاف فدان والواقع على الحدود مع أنغولا كان قد تعرض للدمار جراء الحرب الأهلية التي عصفت بالبلاد لعقود عدة. بعد أن وضعت الحرب أوزارها في عام 2002، تسلّمت مؤسسة المحميات أفريكان باركس إدارة هذه المحمية. منذ ذلك الحين، تعمل المؤسسة مع حكومة زامبيا ومع قبيلة لوزي المحلية (التي كان ملكها ليوانيكا قد خصّ أرض المحمية في ثمانينيات القرن التاسع عشر بحمايته) من أجل إعادة إحياء البيئة النباتية والحيوانية في هذه الأرض، وإبقاء الزوار بعيدًا عن الجزء الأعظم منها.
يحتاج الضيوف إلى بذل جهد كبير للوصول إلى المخيم الذي يعد الأول والوحيد من نوعه في متنزه ليوا بلاين الوطني، والذي يخضع لإدارة شركة تايم أند تايد نورمان كار سفاري في زامبيا. بعد رحلة على متن طائرة صغيرة إلى قرية كالابو، تبدأ أخرى عبر البراري على متن مركبات السفاري تستمر ثلاث ساعات وصولاً إلى مخيم يتألف من ستة أجنحة يتوسطها كوخ رئيس مشرع على البرية.
ابتكر تصاميم هذه الأجنحة الثنائي الأفريقي سيلفيو ريخ وليزلي كارستينز اللذان وضعا بصمتهما من قبل على منتجع نورث آيلاند في سيشيل ومنتجع تشينزومبو التابع أيضًا لتايم أند تايد في متنزه ساوث لوانغوا الوطني. تمتاز الأجنحة عصرية الطابع بأرضيات مشغولة من الأخشاب المركبة المعاد تدويرها، وبأحواض المغاسل، والستائر المشغولة من الأقمشة الكتانية والتي تكشف لدى طيّها عن مشاهد السهل الفيضي غير المتناهي بتدرجات لونه الأخضر المائل إلى الصفرة.
فيما يخص استكشاف السهل، آثر منتجع كينغ ليوانيكا الحفاظ على إرث نورمان كار الذي كان أول من ابتكر رحلات السفاري سيرًا على الأقدام في زامبيا في خمسينيات القرن الفائت. بسبب هذه الرحلات، يستمتع الضيوف اليوم بمشاهدة مظاهر الحياة في المتنزه من منظور مختلف في كل مرة، بدءًا من المشي سيرًا على الأقدام بمحاذاة الوحوش البرية، لا سيما أن ثاني أكبر قطيع مهاجر في أفريقيا يمر في رحلته عبر هذا المخيم، ووصولاً إلى عبور قنوات المياه في المواسم المواتية على متن قوارب التجذيف. في الواقع، توفر رحلات السفاري فرصة تأمل الحيوانات المفترسة عن كثب، ومن بينها تعقب فهد يطارد فريسته أو مصادفة قطيع من الضباع في طريق عودتها ساعة الغسق إلى جرائها في العرين، وهذه كلها مشاهدات نادرًا ما تتيحها جولات أخرى على متن مركبات السفاري. يقول جونز: «إن الميزة الجلية هنا تكمن في واقع أن عدد الزائرين يبقى أقل مما هو عليه في محميات أخرى. عندما يكون عدد الضيوف قليلاً، يتعاظم إحساسك بالمكان وبمظاهر الحياة البرية من حولك، وهذه فرصة يزداد توافرها شحًا».
مخيم كينغ ليوانيكا لودج
الموقع: يُعد كينغ ليوانيكا لودج المخيم الوحيد الواقع ضمن أراضي متنزه ليوا بلاين الوطني الممتدة على مساحة مقدارها 905 آلاف فدان في غربي زامبيا.
المزايا: يتألف المخيم من ستة أجنحة شُكلّت في هيئة مضارب، وصُمم أحدها ليكون شقة عائلية من غرفتي نوم. كما يتميز المخيم بمساحات داخلية يعكس تصميمها تجارب التخييم الفاخرة، ويحتضن شرفات خارجية بأرضيات خشبية مجهزة بآرائك للاستلقاء تطل على السهل.
سبب الزيارة: لم يسبق لأحد تعرفه أن أقام في هذا المخيم، وربما يمكنك أن تستأثر بهذه الواحة كلها لنفسك.
مظاهر الحياة البرية: قطعان الضباع والحمير الوحشية والفهود والأسود والقطط الوحشية وطيور المغبب، ومن شهر نوفمبر تشرين الثاني إلى شهر مايو أيار ثاني أكبر قطيع مهاجر في أفريقيا من الحيوانات الوحشية.