تتحول زيارة العاصمة المالية المتنامية للصين إلى رحلة تراوح بالأفئدة بين الماضي والمستقبل.
يغلب الحنين اليوم على مدينة المستقبل. لا شك في أن شانغهاي، موطن الأبراج التي تناطح السحاب، ومراكز التسوق العملاقة، والكثافة السكانية الأعلى عالميًا مقارنة بأي مدينة أخرى، قد تصلح لتصوير نسخة ثانية من فيلم الخيال العلمي Blade Runner 2049 الذي يتناول الحياة على كوكب الأرض في المستقبل البعيد. لكن يبدو أن هذه المدينة قد بدأت مؤخرًا تغيّر إيقاعها. إن كنت تبحث عن الشواهد على المقاربة الجديدة التي تعتمد على تبسيط الأمور في عاصمة الإسراف، فما عليك سوى النظر إلى فندق أمانيانغيون الجديد الذي يُتوقع افتتاحه هذا الشهر بعد طول انتظار. فسرعان ما ستكتشف أن الفندق لا يحتل الطبقات العلوية من ناطحة سحاب تلتمع واجهاتها الزجاجية تحت وهج الشمس، ولا يربض عند أطراف واجهة بوند المائية المكتظة. عوضًا عن ذلك، يحتل الفندق المكون من 37 حجرة مجموعة من الأبنية التي شُيدت في حي مينهانغ الهادئ على طراز منازل حقبة سلالتي مينغ وكينغ الحاكمتين. بدلاً من أن يشرف الفندق على أفق المدينة المتلألئ بأضواء النيون الساطعة، إذا به يطل على غابة كافور تعود إلى ألف سنة خلت، ويعد زواره بحفلات تحتفي بطقوس تقديم الشاي على الطريقة التقليدية.
يذكر أن مجموعة أمان الفندقية ليست الوحيدة التي تتطلع إلى الماضي من أجل بناء المستقبل. ففندق سيكس سينسيز الباذخ في كانتون يحتفي بمقهى الشاي الشهير في هونغ كونغ «لاك يو» Luk Yu من خلال أوان خزفية صينية أثرية ومنحوتات خشبية بديعة تفوّق في زخرفتها الحرفيون أنفسهم الذين تولوا مشروع ترميم القصر الإمبراطوري في بكين. تغوص بعض المحترفات، مثل هان فينغ، وسبين سيراميكز، هي أيضًا في أعماق الماضي، تشهد على ذلك في هان فينغ حياكة الأزياء العصرية في أقمشة من الحرير الصيني التقليدي، وفي محترف السيراميك عمليات ابتكار نسخ عضوية أنيقة من أطقم الشاي الخزفية الكلاسيكية.
لن تتراجع بالطبع مظاهر الحداثة الغالبة في شانغهاي الغارقة في البهرجة، بحسب ما تنبئ سماؤها المزدحمة بالرافعات والمآثر المعمارية الجديدة والبراقة. بل إنها تشهد أيضًا على أن الجاذبية الحقيقية لهذه المدينة المخادعة تكمن في ازدواجية هويتها الفطرية إذ تراوح بين الرقي والخشونة، وبين التقليدي والمبتكر، وبين الحداثة المفرطة والتقاليد القديمة في آن.
www.aman.com
www.hanfeng.com
www.spinceramics.com
الوجهات والتجارب المفضلة لدى الشخصيات المحلية
فابيان فيردييه
المدير الشريك في مطعمي نادي شوب شوب ويونيكو شانغهاي
وجهة الإقامة
فندق بارك حياة شانغهاي لما يوفره من خصوصية (في الفندق مصعد مستقل للضيوف)، وشعور بالسكينة والصفاء، فضلاً عن مستوى الخدمة رفيع المستوى، وحوض السباحة الآسر.
المطاعم
مطعم دا هو شان في الصباحات للاستمتاع بوجبة فطور محلية تقليدية، والمطعم الفرنسي المفضل لدي فيلا ليبيك الواقع في رحاب فيلا بديعة، إضافة إلى مطعم مستر أند ميسيز باند الذي افتتحته مع بول بيريه وتحوّل اليوم إلى معهد.
وجهة التسوق
مركز IAPM للتسوق الفاخر في شارع هواهاي ميدل رود النابض بالحياة، إذ يحتضن كامل المتاجر الحديثة العصرية ويضم مطعم كات للحوم الشواء الذي ألحقت به شرفة خارجية جميلة والذي تحوّل إلى محطة دائمة لي.
الأنشطة
أحب ممارسة رياضة الجري عند ضفة بودونغ من نهر هوانغبو. والضفة مثالية أيضًا للتنزه سيرًا على الأقدام. كما يمكنكم أن تستقلوا قاربًا من أمام واجهة باند المائية والإبحار إلى أي جهة تريدونها، جنوبًا إلى موقع معرض إكسبو، أو شمالاً باتجاه برج أورينتال بيرل.
ديريك يو
الرئيس التنفيذي لمتحف الفن الحديث في شانغهاي
وجهة الإقامة
يعجبني بحق فندق بودونغ شانغريلا الذي يبقى وجهة كلاسيكية متميزة. كما أن فندق أنداز زينتياندي شانغهاي يحتل موقعًا مركزيًا مثاليًا في المدينة ويوفر خيارات رائعة لتجارب الطعام.
المطاعم
مطعم غودفيلاز لأطايب المطبخ الإيطالي أو مطعم لوست هافن (الذي يحتفي بمطبخ مقاطعة يونان) إن كنت سأدعو أصدقاء يزورون شانغهاي. أما للأمسيات الأمريكية، فيعجبني مطعم ليكويد لاندري، كما أحب تناول وجبة فطور أمريكية في مطعم داينر باي أوستن هو.
وجهة التسوق
يشكّل مركز IAPM التجاري وجهة مثالية للتسوق، ومثله مركز IFC في بودونغ.
الأنشطة
في أيام العطل، أجد أن التنزه في محيط القطاع الفرنسي خيارًا مثاليًا لقضاء وقت الفراغ. كما أهوى الجلوس في مقاه مثل بلاتاج وكافيه ديل فولكان.
جيسو شون
المدير العام لفندق بينينسولا في شانغهاي
وجهة الإقامة
باستثناء فندق بينينسولا، أتطلع قدمًا إلى افتتاح فندق أمانيانغيون. إني أؤثر هذا الطراز من الفنادق.
المطاعم
للاستمتاع بالمذاقات التقليدية المميزة للمدينة، أنصح بمطعم فو Fu 1039 الذي يقدم أطباقًا رفيعة المستوى من مطبخ شانغهاي ويقع في منزل جميل وعتيق الطراز.
وجهة التسوق
يشكّل مركز K11 Art Mall في شارع هواهاي ميدل رود مقصدًا مثاليًا لمحبي الفنون والمعارض الفنية، كما أنه يحتضن مزيجًا رائعًا من المتاجر المبتكرة الناشطة في سوق الأغذية والأزياء والآلات الإلكترونية.
الأنشطة
لا بد لهواة الموسيقا من زيارة ماو لايفهاوس في زوهوي. فهو يشكّل إحدى وجهات الحفلات الموسيقية الأكثر حيوية في شانغهاي، والعروض فيه تتفاوت بين موسيقا البوب والروك وما يُعرف بالموسيقا الإلكترونية والموسيقا الصاخبة.
Amanyangyun
ILLUSTRATIONS: GARY WILLIAM MUSGRAVE
Sense 8
بعيدًا عن التكلف
باتت شانغهاي تزهو اليوم بالمشهد الروتيني المألوف للمطبخ الراقي. فمشاهير الطهاة، من جان-جورج فونغريتشن إلى بيار غانيار وجويل روبوشون قد أثروا واجهة باند المائية وما وراءها بمطاعم عريقة في هذا المجال، فيما طهاة محليون بارزون مثل جاستن تان (من مطعم تانغ كورت الذي يُعد أول مطعم في شانغهاي حائز ثلاثة نجوم ميشلان) عززوا مصداقية ساحة الطعام الراقي في المدينة. لكن بعض المطاعم الجديدة الأكثر شعبية اليوم هي تلك التي لا تحتاج إلى حجز مسبق، ذلك أن الغلبة اليوم لمطبخ أقل رسمية بتوقيع طهاة محليين مفضلين. فالطاهي ألفين لونغ من مطعم بو إنوفيشن الحائز ثلاث نجوم ميشلان في هونغ كونغ قد افتتح مؤخرًا في باند مطعم دايمون غاسترولاونج الذي تعكس أجواؤه الموسيقية الصاخبة، كما أطباق ديم سام الجريئة التي يقدمها، طابعًا ثوريًا. أما بول بيريه، الطاهي المولود في فرنسا والمقيم في شانغهاي، والذي يُعزى إليه فوز مطعم ألترافايوليت في المدينة بثلاث نجوم ميشلين، فبات هو الآخر ينزع إلى الابتعاد عن الصرامة بحسب ما يشهد مطعمه «نادي شوب شوب» Chop Chop Club. ففي مطعم الشواء هذا، تندرج أطباق مثل خاصرة العجل والدجاج المحمر على قائمة طعام صُممت في هيئة لوحة الإعلان عن مواعيد إقلاع الطائرات في المطار. بموازاة ذلك، افتتح شينغو غوكان العام الفائت فرعًا جديدًا لمطعمه الشهير سبيك لاود وأطلق عليه اسم سوبر كومباني. في هذا المطعم، الذي يغلب على تصميمه طابع غير متكلف يذكّر بالمطاعم الأدنى درجة في مانهاتن، تعج قائمة الطعام بأطباق راقية إنما بسيطة في الوقت نفسه مثل طبق التوفو المقدم مع كبد الإوز.
Chop Chop Club
www.volgroup.com.cn
www.unicoshanghai.com
الارتحال غربًا
Yuz Museum
في القديم كانت واجهة زوهوي المائية، المعروفة باسم ويست باند والممتدة بطول ستة أميال، تشكّل منطقة صناعية قاحلة تزيدها شقاء مصانع الطائرات. لكن في الآونة الأخيرة شهدت ما يشبه إعادة ابتكار المنطقة لتشكّل مركز الفنون المعاصرة في شانغهاي. في السنوات الأخيرة فحسب، شرعت ويست باند مساحاتها لمراكز ثقافية وفنية كبرى مثل متحف لوغ ميوزيوم ويست باند، وهو متحف خاص أنشأه المستثمر الثري وجامع التحف ليو يكيان، ومتحف يوز الذي شملت نشاطاته الأخيرة معرضًا لمجموعة Shadows أو الظلال التي أبدعها أندي وارهول، ومعرضًا آخر يسترجع إرث الفنان الشعبي كاوس. كما باتت الواجهة المائية تزهو بمراكز حديثة بالكامل مثل مركز شانغهاي للتصوير الفوتوغرافي الذي يُعد المتحف الوحيد في الصين المخصص لهذا الفن، ومحطة باور الفنية التي تُعد أول متحف حكومي للفن المعاصر يُقام في بر الصين. أضف إلى ذلك أن طفرة في صالات العرض الفنية أسهمت في تغيير هذه المنطقة، وشملت شانغ آرت التي تُصنّف واحدة من صالات العرض الأكثر تأثيرًا في الساحة الفنية بالمدينة، والتي تشتهر بإعلاء شأن فنانين مثل زينغ فانزي. انتقلت هذه الصالة إلى ويست باند في أواخر عام 2016. أما صالة مايد إن غاليري، فتمثل من جهتها الجيل الجديد من المبدعين الثوريين في البلاد، على غرار مبدع الأعمال الرقمية غير المألوفة ينغ مياو.
www.westbund.com
www.thelongmuseum.org
www.yuzmshanghai.org
www.scop.org.cn
www.powerstationofart.org
www.shanghartgallery.com
www.madeingallery.com