ما كان لإرنست شاكلتون نفسه أن يحلم بهدية للمغامرين تفوق هذه الرحلة إثارة. شركة سيلفرسي Silversea ستوفر لأحد قراء مجلة Robb Report (و199 صديقًا له كحد أقصى) فرصة استئجار سفينتها سيلفر كلاود، التي تتسع لإقامة 200 راكب، في سياق بعثة خاصة إلى القارة القطبية الجنوبية. كما كانت عليه الحال في البعثات الأسطورية التي انطلق فيها المستكشف البريطاني للقارة القطبية، ستبحر السفينة عبر ممر درايك لاستكشاف واقع الحال في خليج بارادايز باي وجزيرة ديسيبشن، مرورًا بمشاهد مستعمرات البطريق، والانهيارات الجليدية، والحيتان العملاقة. لكن على غير ما كانت عليه رحلات شاكلتون المضنية، ستتمايز هذه الرحلة بأعلى معايير الترف. فعدد أفراد طاقم السفينة، التي دُعم هيكلها العام الفائت ليلائم البعثات إلى القطب، يفوق عدد الركاب، فيما وسائل الراحة المتوافرة على متنها تتجاوز تلك التي جُهزت بها أي سفينة تشق المسارات الجليدية في المحيط الجنوبي.
ستبحر سفينة المغامرة، التي تستمر عشر ليال ذهابًا وإيابًا، من أوشوايا في الأرجنتين، لتبلغ البر الرئيس للقارة القطبية الجنوبية بحلول اليوم الرابع. سيبلور عندئذ قبطان سيلفر كلاود، ومعه فريق البعثة، ومنهم خبراء في علم الجيولوجيا وخبراء في الأحياء البحرية ومؤرخون، مسار الرحلة بما يتوافق مع حالة الجليد والأحوال الجوية ومظاهر الحياة البرية. وفي الأوقات التي لا تنشغل فيها باختبار حلم شاكلتون الخيالي من خلال الارتقاء إلى أعالي القمم الثلجية والتجديف في قوارب الكاياك عبر مضائق الجبال الجليدية، ستعيش الحلم من على متن السفينة عبر الاستمتاع بمذاقات كبد الإوز، والكافيار، وكركند ماين (الذي يشكل نسخة محسّنة من مزيج لحم البقر الجاف الذي تخصص الطاهي لدى شاكلتون في إعداده).