حينما صنع كل من جيف بيزوس وريتشارد برانسون التاريخ هذا الصيف، كونهما أول مليارديرين يصعدان إلى الفضاء في رحلة سياحية عبر مركبتيهما "نيو شيبارد" و"يونيتي 22"، حققا إنجازًا متمايزًا بكل تأكيد. لكن دائما ما يرتبط اسم إيلون ماسك بالحدث الأكثر غرابة وتفردًا، وهذا ما تشي به رحلة "إنسبيرايشن 4" على متن المركبة الفضائية سبيس إكس كرو دراغون SpaceX Crew Dragon.
تتلخص المهمة الجديدة لبعثة Inspiration 4 في حمل 4 أفراد من غير روّاد الفضاء في رحلة فضائية لمدة 3 أيام يدورون فيها حول كوكب الأرض، ما من شأنه رفع مستوى التحدي في مجال إشراك المدنيين في البعثات إلى الفضاء، وضخ زخم جديد في عالم السياحة الفضائية.
يتكوّن الطاقم الرباعي من جاريد أيزاكمان، مؤسس شركة التجارة الإلكترونية "شيفت فور بايمنتس" وثلاثة أشخاص آخرين لا رائد فضاء بينهم، وهم سيان بروكتور عالمة الجيولوجيا، وكريس سيمبروسكي، وهايلي أركينوكس.
Inspiration 4
انطلقت الرحلة بالطاقم قبل 3 أيام من كايب كنافيرال في ولاية فلوريدا الأمريكية - حيث أقلعت المركبة Crew Dragon من مركز كينيدي للفضاء التابع لإدارة الطيران والفضاء الأمريكية ناسا على قمة أحد صواريخ ماسك القابلة لإعادة الاستخدام من طراز "فالكون 9" - وحطت ثانية هذا الصباح في المحيط الأطلسي.
وفيما لم يكن لأفراد الطاقم الأربعة، الذين تدربوا لمدة خمسة أشهر تأهبا للرحلة المدارية، أي دور في ملاحة رحلة إنسبيرايشن 4، جرى تشغيل الكبسولة من الأرض بوساطة سابيس إكس.
وقد تباينت الأهداف الترويجية لهذه الرحلة بين هدف خيري متعلق بدعم مستشفى سانت جود الرائد في مجال أبحاث السرطان لدى الأطفال، والذي تعهد أيزاكمان منفردًا بدعمه بمبلغ 100 مليون دولار، وبين الرغبة في رفع مستوى سياحة الفضاء التجارية التي تعكس رحلة إنسبيرايشن 4 خطوة جبارة فيها.
Inspiration 4
مقابل هذه الرحلة التي تمثل نقلة جديدة في سياحة الفضاء وتنقلات المدنيين في هذا العالم، دفع أيزاكمان مبلغًا لم يُعلن عنه إلى إيلون ماسك مالك شركة سبايس إكس من أجل استخدام مركبة سبايس إكس كرو دراغون.
بعدما باعت بلو أوريجين أول مقعد على متن نيو شيبارد مقابل 28 مليون دولار، وفي ظل حجوزات فيرجين غالاكتيك لرحلات الفضاء المستقبلية مقابل 450 ألف دولار، من المتوقع أن تصبح تكلفة تلك الرحلات أعلى بكثير بعد نجاح تجربة إنسبيرايشن 4. يقترب الاستهداف الآن أكثر وأكثر من مليارات البشر كي يستمتعوا برحلات إلى وجهات لم يسبق لهم ولا لأحد أن طرقها من قبل.
