آخر عرض لإرث من الإبداع لن ينساه عشاق الجمال
في بهو من الأعمدة، في متحف متروبوليتان للفنون بمدينة نيويورك، تهادى الخلود الذي اكتنف تصاميم دار شانيل العريقة في مجموعة موسم ربيع عام 2019 وصيفه. فقد كشفت الدار من خلال تلك التصاميم عن خطها لهذا الموسم بروح مديرها الإبداعي كارل لاغرفيلد، ليكون ختامه مسك الخلود.
ودع لاغرفيلد العالم ومنصات الأزياء في 19 فبراير من عام 2019، عن عمر ناهز 86 عامًا، تاركا إرثا أنيقًا وفنًا بديعًا وعرضًا أخيرًا للربيع والصيف شمل 81 زيًّا من وحي الحضارة الفرعونية، ليبقى سر الخلود غامضًا ليس لدى الفراعنة فقط، بل حتى لدى كارل لاغرفيلد.
أراد ذلك العبقري الفذ في مجموعته الأخيرة أن يقول إن الفن والإبداع وجهان لزمن سرمدي. ومثلما بقيت كوكو شانيل في ذاكرة الأناقة في سقفها الأجمل، كذلك سيبقى كارل لاغرفيلد خالدًا في تلك الذاكرة.
سترة واسعة وتنورة قصيرة ملتفة من قماش التويد ذهبي اللون، وثوب داخلي أبيض اللون
من قماش الكتان الخفيف، مع قلادة طويلة من اللؤلؤ باللون الأبيض والرمادي،
وأساور ذهبية مزينة بالجعران الفرعوني.
الفتنة والوفاء
في العرض التاريخي والمشهد المسرحي، الذي أقيم في جناح ساكلر من متحف متروبوليتان المسمى معبد دندور، تهادت العارضات بغلالاتهن الرقيقة الطويلة التي جاءت بيضاء ناصعة كإزار فرعوني يشي بالفتنة التي طالما تملكت قلب كارل لاغرفيلد إزاء الحضارة المصرية القديمة، لكنه ظل وفيًا لسترة التويد. فجاءت أزياء هذه المجموعة في معظمها على هيئة سترة شانيل، وتنورة على غرار الزي الفرعوني، ولكن برؤية عبقرية جمعت بين سترة وإزار تكللا فنًا وخلودًا بتوقيع لاغرفيلد الوفي لقماش التويد، وهو في عز فتنته بالغلالة الرقيقة.
ثوب قصير من قماش التويد بألوان متداخلة، ملتف من تحت الخصر،
تزينه ثنيات عند الأكمام والياقة وأسفل الثوب من الجلد الذهبي،
وحزام من الجلد الذهبي بقفل مرصع بالأحجار.
سترة من قماش التويد متداخلة الألوان تزينها ثنيات عند الأكمام والجيوب
والياقة من جلد نحاسي اللون، وسروال بقصة واسعة من جلد نحاسي اللون.
الوداع بترنيمة
العرض الباذخ المستوحى من الحضارة الفرعونية التي طالما فتنت كارل لاغرفيلد وألهمته وهو في ورشة الحِرف الأخيرة لم تظهر إلا في عامه الأخير. وكأنه أراد أن يودع العالم بترنيمة الخلود التي فتنته، مثلما سيفتن صنيعه الفني كثيرًا من نساء هذا العالم.
السيدات الأنيقات الباذخات المترفات حد الاكتساء بالجواهر في زمن الفراعنة، يكتسين اليوم، في زمن لاغرفيلد، بأزياء من التويد الذهبي وبأحذية طويلة الساق من جلد ذهبي اللون، وبحلي ذهبية مصمتة تارة، وذات أحجار ملونة تارة أخرى، وبأشكال مستوحاة من الجواهر الفرعونية. كل ذلك الزخم المترف ينساب من أسفله غلالة بيضاء رقيقة تشبه الكتان الفرعوني. إنه أشبه بقصة نهايتها نقاء فادح سبقها غنى مترف.
ثوب طويل أبيض اللون من قماش التويد مزين بسلاسل شانيل الذهبية،
وحزام ذهبي مفرغ الشكل، وأقراط على شكل جعران فرعوني.
ثوب أبيض اللون من قماش التويد مزين بالكريستال على نمط الأزياء الفرعونية،
وحزام من الجلد بقفل معدني بكتابة هيروغليفية.
سترة وتنورة قصيرة من قماش التويد المحبوك والمزدان بحواش مختلفة اللون،
وثوب داخلي أبيض من قماش الكتان الخفيف مع قلادة طويلة من اللؤلؤ.
ثوب قصير من قماش التويد بألوان متداخلة، ملتف من تحت الخصر، تزينه ثنيات عند الأكمام
والياقة وأسفل الثوب من الجلد الذهبي، وحزام من الجلد الذهبي بقفل مرصع بالأحجار.
ثوب طويل من قماش الحرير أسود اللون، وقصة الأكمام وأسفل الثوب بنمط فرعوني تتمازج
فيه الخطوط الذهبية مع اللون الأسود، ويتثني التطريز حول الياقة والأكمام وأسفل الثوب.
ثوب طويل من قماش التويد الأسود، وقماش الحرير الذهبي مستلهم من
زي للملكة كيلوباترا. تتمازج الثنيات واللونان الأسود والذهبي في سائر أجزاء الثوب.