لا يخفى على هواة الساعات يدوية التعبئة أن وظيفة التقويم الدائم تبقى مقيدة بتلك المجازفة التي ينطوي عليها المسار الطويل والمضني لإعادة ضبط كامل مؤشرات الوقت عندما تتجلى الحاجة إلى إعادة تعبئة احتياطي الطاقة الذي يحتكم إلى حدود زمنية ثابتة. لكن الإنجاز الثوري الذي تمخضت عنه مؤخرًا خبرة فاشرون كونستانتين العريقة في مجال الإتيان بحلول مبتكرة تواكب احتياجات صناعتها في العصر الحديث، يحتّم اليوم إعادة النظر في تلك المعضلة التي يألفها أصحاب هذا الطراز من الساعات. فالدار التي بنت فلسفتها الإبداعية على الالتزام «بإنجاز أفضل الممكن»، تطرح اليوم حلاً غير مسبوق للتحدي الذي تفرضه إعادة تعبئة ساعة ذات تقويم دائم.

 

استلهمت الدار الحل من الساعات الموسمية التي كانت مستخدمة في حقبة إيدو اليابانية، والتي كان الليل والنهار فيها ينقسمان إلى ستة أجزاء تختلف مدتها بحسب اختلاف المواسم. كانت تلك الساعات مجهزة بميزان فردي أو مزدوج يتيح إجراء تعديلات تلقائية على سرعة تشغيلها. وفي ساعة Traditionnelle Twin Beat Perpetual Calendar التي صيغت في علبة من البلاتين، اعتمدت فاشرون معيارًا حركيًا جديدًا جهزته بعجلتي توازن، تعمل كل منهما بتردد مختلف، ما يتيح لصاحب الساعة التحكم باحتياطي الطاقة عبر الانتقال من تردد إلى آخر لدى الضغط على زر عند مؤشر الساعة 8. إذا كانت الساعة تزين معصمه، فإنها تعمل في الوضع النشط بتردد 5 هرتز لضمان طاقة تدوم أربعة أيام.

 

أما إن لم يكن يستخدم الساعة، فإن عجلة التوازن الخاصة بوضع الاستعداد تعمل بتردد 1.2 هرتز فقط، ما يجعل احتياطي الطاقة فيها يستمر حتى 65 يومًا. وقد حتّم نظام Twin Beat المبتكر تطوير محدد وضع يحول دون تذبذب العجلتين في الوقت نفسه، فيما فرض الحد من تأثير المؤشرات القافزة الفورية لوظائف التقويم الدائم، أي التاريخ والشهر والسنة الكبيسة، على مقدار الطاقة الموجهة إلى عجلة التوازن، إعادة تطوير آلية هذه المؤشرات في بنية جديدة باستخدام نظام مركب مزدوج التروس يتطلب عزم دوران أقل بمقدار أربع مرات مقارنة بآليات المؤشرات القافزة التقليدية.

 

إذا كانت فاشرون كونستانتين قد نجحت في الإتيان بتطور تقني جديد كفيل بأن يعيد صياغة معايير صناعة تعقيد التقويم الدائم، فإنها أفلحت بالقدر نفسه في دمج هذا البعد التقني التقدمي مع آخر جمالي يستلهم تقاليدها الحرفية الأصيلة على ما يشهد التصميم المعاصر والجريء لكن المتوازن أيضًا للميناء الذي صيغ من الصفير شبه الشفاف وتميز بمؤشرات مصقولة بطلاء اللك، وقرصين لعرض الشهر والتاريخ في النصف السفلي منه يقابلهما في الجزء العلوي، المكون من صفيحة مزخرفة يدويًا بالذهب، مؤشرا احتياطي الطاقة ووضعي التشغيل. 

 

ساعة التقويم الدائم Traditionnelle Twin Beat Perpetual Calendar من فاشرون كونستانتين،

صيغت في علبة من البلاتين وجهز معيارها الحركي بعجلتي توازن تعمل كل منها بتردد

مختلف بما يضمن توفير احتياطي طاقة يدوم 65 يوما. تميزت الساعة أيضا بآلية مبتكرة لعرض

مؤشرات التقويم الدائم القافزة دون تبديد الطاقة.


www.vacheron-constantin.com