يكفي أن يقلّب المرء في سجلات دار بوفيه ليستكشف ما يجتمع في ابتكاراتها من تجليات إبداع يرسّخ مكانتها ضمن صنّاع قلائل امتهنوا فن الإبهار بتفوّقهم في تشكيل آلات قياس الوقت فضاءات ساحرة. بل يخطئ من يظن أن مالك الدار باسكال رافي قد بلغ أقصى حدود الممكن في صنعته عندما أطلق سنة 2016 ساعته الشهيرة Récital 18 Shooting Star، مستكملاً إياها بعد عام واحد فقط بساعة Récital 20 Asterium. فالدار تمضي قدمًا في مسيرة استكشافها لأصول الوقت الفلكية لتعيد إحياءها مجددًا في مأثرة تطرح رؤية شاعرية لنبض وقت يزاوج بين الفن والعلم. في ساعة Récital 22 Grand Récital (المتوافرة في علبة من الذهب الوردي أو البلاتين)، تحتفي بوفيه بالأجسام السماوية الثلاثة التي تنضبط يوميات حياتنا على إيقاعها، أي الأرض والشمس والقمر. وعبر الميناء، يرتسم نصف الكرة الأرضية خارطة متقنة الزخرفة للمحيطات والبحار والصحارى والغابات التي زاد من واقعيتها رسم منمنم لتيارات هوائية وسحب بدت طافية في الهواء شأنها شأن القمر الذي يدور حول الأرض مستعرضًا أطواره المتبدلة. تتم الكرة الأرضية دورة كاملة في عكس اتجاه عقارب الساعة مرة كل 24 ساعة، ويحتل قاعدتها مقياس مدرج للساعات التي يشير إليها عقرب ثلاثي الأبعاد، فيما يحيطها من كلا الجانبين قرصان لعرض الدقائق الارتجاعية واحتياطي الطاقة (الذي يزيد على تسعة أيام). أما ذروة الإبداع الهندسي والميكانيكي، فتعكسها الشمس التي تجسّدت بآلية التوربيون المحلق السريع ثنائي الوجه الذي يرتفع فوق سطح المعيار الحركي كأنه معلق في الفراغ، وبالقدر نفسه التاريخ الذي يحتجب عند مؤشر الساعة السابعة تحت عدسة مكبرة. يشكّل التاريخ جزءًا من مكونات آلية التقويم الدائم التي تُعرض وظائفها الأخرى فوق سطح الجهة الخلفية من علبة الساعة. وإذ تتكامل تعقيدات الوقت التقنية مع جماليات التصميم، تتجلى الساعة لوحة فنية تقارب حد الكمال بتصميمها الهندسي ثلاثي الأبعاد وأدائها الميكانيكي بالغ الدقة.
www.bovet.com