اجتهدت كبرى دور صناعة الساعات الميكانيكية، بعد أزمة ساعات الكوارتز، في إعادة إحياء إرثها الماضي، وعادت لتعلو في فضاءات التميز على صهوة إبداعات متفردة أيقظت الفنون الحرفية لصناعة الساعات من سبات وقاربت بينها وبين حس ابتكار غيَّر وجه هذه الصنعة وأعاد تحديد المعايير التي يُقاس عليها التفوق فيها. وبين ما كان قبل أزمة ساعة الكوارتز بسنين بعيدة وما أفرزته نهضة الصنّاع بعدها، ارتسمت معالم وقت أحلى تدبّرت الدور النخبوية تفاصيله مآثر فنية وتقنية تأسر الأنظار ببديع هندستها التصميمية وزخارفها الحرفية بقدر ما تخطف الأنفاس بتعقيد وظائفها وعبقرية أدائها. في عام 2018، يستعيد هواة الساعات الميكانيكية والعارفون بأسرارها حكايات ذاك المجد إذ يُرجع صداها نبض وقت يصوغه صنّاع الساعات ابتكارات مترفة تحمل أكثر من دلالة إلى إنجازات سابقة.
فساعات اليوم تختزل في كثير من عناصرها التصميمية وتعقيداتها الوظيفية نزعة دور عريقة في قطاع الساعات الراقية إلى التقليب في صفحات ماض قريب أو بعيد يبعثونه بارقة أمل يتصدّون بها لتداعيات أزمات أرخت بثقلها في السنوات الأخيرة على كامل قطاع الترف. لكن الحنين إلى إرث غابر أو مجد تليد لا يُقصي الابتكار المتجدد عن ساعات توثّق استمرارية الإبداع بقدر ما تطرح ترجمة معاصرة لما كان منه في أزمنة غابرة.
يستعيد هواة الساعات الميكانيكية والعارفون بأسرارها حكايات أمجاد من الماضي يرجع صداها نبض
وقت يصوغه صناع الساعات ابتكارات مترفة تحمل أكثر من دلالة إلى إنجازات سابقة.