تصمم كارلا فيرنانديز الملابس تحت شعار «المستقبل للحرفة اليدوية» بالتعاون مع شبكة من الحرفيين الموزعين في مختلف أنحاء المكسيك. فَكِّر في توجه مضاد للإنتاج السريع وغير المكلف للأزياء تلبية للتوجهات السائدة. يُنفذ كل تفصيل يدويًا، فتُحبك المنسوجات وتُصبغ وتُحاك، وتُطرز في غالب الأحيان، وفق مسار بطيء نتاجه محدود. لكن القطع النهائية من الألبسة المخصصة للرجال والنساء على حد سواء رائعة ومتفردة، وتعكس إضفاء طابع عصري على عناصر تصميمية تقليدية مصدرها ثقافات أصيلة.

 

قطع من مجموعة فيرنانديز لموسم ربيع 2019 وصيفه

قطع من مجموعة فيرنانديز لموسم ربيع 2019 وصيفه

 

يزاوج عمل فيرنانديز بين الفن الشعبي والأزياء الراقية، لكنه يتطور باستمرار ويتسم بمستوى من التعقيد والحرفية يضاهي ما يتمايز به محترف باريسي. وتضم مجموعتها قطع ريبوزو التقليدية المخصصة للنساء التي تجمع في تصميم واحد بين الوشاح والشال. تُغزل هذه القطع يدويًا على النول، وتُلون باستخدام أصباغ طبيعية مثل اللون الزهري الأخاذ الناتج عن الديدان القرمزية التي تعيش على نبات الصبار. كما تبتكر فيرنانديز معاطف من طراز بونشو تزدان بنقوش شبكية من الجلد، وبذلات مصممة بحسب المقاس تثريها أزرار فضية مكسيكية. تقول فيرنانديز: «في الماضي، كنا في المكسيك نخجل أشد الخجل من دعم تصاميمنا الخاصة. لكننا بدأنا نفهم أكثر فأكثر التنوع الرائع، واللغة الثقافية، وأهمية صون هذه الحرفة والحفاظ على استمرارها.» 

 

غرزات يدوية تنفذ على أحد تصاميم كارلا فيرنانديز

غرزات يدوية تنفذ على أحد تصاميم كارلا فيرنانديز

 

تجسد صالة العرض الجديدة الخاصة بفيرنانديز، الواقعة في مبنى يعود إلى القرن التاسع عشر في حي خواريز بمكسيكو سيتي، أسلوبها الخاص. تحتفي المساحات الداخلية، التي صممها زوجها الفنان بيدرو ريّس، بأسلوب العمارة الوحشية المميز للمدينة، وتحتضن كتلاً خرسانية تزهو بكتابات من حقبة ما قبل الفتح الإسباني. هنا تُنظم فيرنانديز ورش عمل وتوفر برامج لاستضافة الفنانين تلبية للاهتمام المتنامي بعملها خارج حدود المكسيك. تلقت المصممة العام الفائت دعوة من متحف فيكتوريا آند آلبرت في لندن لتقديم عرض أزياء حي. كما كرم معرض ديزاين ميامي فيرنانديز وريّس بجائزة Design Visionary للتصاميم المستنيرة. وإذا كانت فيرنانديز مؤرخة فنية بحكم التدريب، فإنها رائدة أعمال اجتماعية بالفطرة. حازت شركتها شهادة B-Corp التي تؤكد أن ممارساتها في مجال الأعمال تخلف تأثيرًا إيجابيًا في المجتمع، والبيئة، والزبائن.

 

تحرص فيرنانديز دومًا على البحث عن مصادر الإلهام في الأزياء التقليدية للشعوب الأصيلة ولدى الحرفيين الذين تتعاون معهم. وفي هذا تقول: «لطالما رددت أن أفضل الأزياء في المكسيك هي تلك التي تُبتكر في الجبال، والصحاري، والأدغال.»

 

‏www.carlafernandez.com