إن السعي للقيام بالأمور كافة، كأن تجاهد كربًا يثقل كاهل رجل حديدي، ثم تنهي صفقة ضخمة بينما نصيبك من النوم يكاد يكون معدومًا فيما ولائم العمل كثيرة مع الزبائن، قد يشكل عبئًا حقيقيًا. على خزانة ملابسك، تحديدًا.

يشهد حائكو البذلات الراقية، بدءًا من كامبل كاري المدير الإبداعي لدى متجر هنتسمان في شارع سافيل رو، إلى ليونارد لوغزديل أحد أكثر الحائكين بحسب الطلب شعبية في نيويورك، أن هناك طفرة في الزبائن الذين يطلبون تعديلات تصاحب تقلب حالهم بين المقاس المضبوط وبين ما هو مغاير لذلك.

 

 

يقول كاري: «لدي ملابس تكرر تعديلها مرات عدة، ما اضطرني إلى إعادة تبطينها.» أحد زبائن كاري يزيد وزنه بمقدار 14 رطلاً خلال المسابقات، ومصرفي يتمدد مقاس محيط خصره أربع بوصات كلما لاحت عملية ضخمة في الأجواء، ليعود بعدها لارتياد صالة الألعاب البدنية لحظة أن يُوقع على العقد بقلم من مون بلان.

أيبدو ذلك مألوفا؟ هناك بعض الأمور ينبغي لك أن تُلم بها. أولاً احرص على أن تفصّل بذلات من قماش يسمح للحائك أن يعدلها كي تتسع بما يتناسب مع قياساتك المتزايدة. يقول سايمون كوندي، من متجر هنري بوول الحائك المرموق في شارع سافيل رو، ومبتكر سترة توكسيدو للأمسيات الرسمية، إنه يحتاط تحسبًا في حال التضخم وذلك من خلال ترك ما يقرب من أربع بوصات للحاشية، بينما يترك كاري ست بوصات تقريبًا.

 

ليس من السهل إجراء كل تعديل. يقول جوزيف مورغان، صاحب متجر تشيتلبورو آند مورغان، في شارع رو أيضًا: إن عضلات الأكتاف المفتولة لدى لاعبي كمال الأجسام هي الأصعب من جهة التعديل، يمكن لقماش زائد تلبية النمو البدني، لكن إلى حد معين فقط.

كما أن التقلب الشديد في الاتجاه الآخر بعيدًا عن الأكتاف يطرح مشكلته الخاصة. يقول كوندي: «إن البطون الضخمة التي تتدلى على نحو مبالغ فيه تترك «زرًا عائمًا» على المعطف، بينما يشير كاري إلى أن انكماشًا شديدًا كهذا ينتج عنه «مقدار من قماش زائد في الواجهة الأمامية لا تدري ما أنت فاعل به.»

توفر سترات مزدوجة الصدر مرونة لأجساد متقلبة المقاسات «طالما بقيت غير مزررة، بالرغم من أن هذا ينافي إطلالة رسمية». يقول لوغزديل: «كان أحد زبائني بطلا من الفرسان الهواة يتذبذب مقاس محيط خصره نحو ثلاث بوصات بحسب مشاركته في الموسم من عدمها. كان دائما ما يطلب سترة مزدوجة الصدر، ويرتديها مزررة خلال الموسم، ويلجأ إلى تركها مفتوحة بعد انتهائه.»

 

مع أن محيط الخصر هو الأسهل تعديلاً، إلا أن كوندي يقول إن بدعة ركوب الدراجات أسهمت في عودة الزبائن إلى متجره طلبًا لتصميم مختلف. قبل عشر سنوات، كان الرجال يجتمعون عند ملعب الغولف لقضاء وقت في الترفيه الاجتماعي وتناول وجبة غداء شهية. أما الآن، فهم يقضون عطلات نهاية الأسبوع يرتدون سراويل ليكرا بغية الظهور بسيقان عظيمة.» الحل المنقذ هو سراويل ذات طيات مرتفعة. يقول مورغان: «القماش الزائد يكون مفيدًا إذا ما أضيف إلى منطقة الأفخاذ مفتولة العضلات وإلى باطن الساق.»

 

لكن إن كانت تكلفة التعديلات تبلغ 800 دولار لمرة واحدة، فأنت توشك أن تغطي تكلفة حياكة بذلة أخرى بحسب الطلب دون أن تنالها، لماذا إذن لا تطلب نموذجين من تصميم البذلة نفسه، واحد لأوقات أكثر بدانة، وواحد لأوقات أكثر رشاقة، ومن ثم توفر على نفسك المتاعب؟

 يقول كاري: «قديمًا، اعتاد مَن يجوب أصقاع الأرض من الوجهاء أن يحوزوا أربع بذلات تحاك لتناسب اختلاف منازلهم حول العالم، أما الآن فهم يحصلون على بذلة ضيقة، وواحدة مقاسها أكبر لتلبي المقاسات المتفاوتة التي تتذبذب دائمًا.»