في جنوب إيطاليا، وتحديدًا في إقليم بازيليكاتا، تستريح بلدة ساسي دي ماتيرا العتيقة في جوف الصخر كلوحة شكّلت معالمها ريشة فنان تخاله مرّ بكفّه والألوان فوق الفراغ ليرسم بيوتًا وكهوفًا تبدو لناظريك معلقة بين أرض وسماء. أو ربما هي تفاصيل منحوتة عملاقة من زمن منسي، زمن يسبق حتى فجر مدينة ماتيرا التي أسسها الرومان في القرن الثالث قبل الميلاد تحت اسم «ميتيولا» نسبة إلى القنصل لوسيوس كايسيليوس ميتيلوس. فساسي، التي تُعد اليوم قلب ماتيرا، وملعبًا لهمس تاريخ يعترش حجارتها الجيرية شاهدًا على أقدم المستوطنات البشرية في منطقة البحر الأبيض المتوسط، قد تشكّلت في الأصل زمن العصر الحجري فوق منحدر وادي غرافينا الصخري الذي نحت معالمه جريان نهر تحوَّل بمرور آلاف السنين إلى جدول صغير. لا تزال ساسي، المدرجة منذ عام 1993 على قائمة اليونيسكو لمواقع التراث العالمي، تزهو اليوم بعتق حكاياتها والبيوت، وتختزل بتضاريسها حكاية بلدة صاغت يد التاريخ متاهاتها ومساكنها التي ترتسم كهوفًا نُحتت في الصخور الجيرية.
بذلة من ثلاث قطع بسترة أحادية الصدر،
حيكت من مزيج الحرير والكشمير والصوف الخاص بستيفانو ريتشي،
وقميص رسمي مشغول من القطن الخالص،
ورابطة عنق ومنديل للجيب تزيّن النقوش المطبوعة يدويا نسيجهما الحريري،
وحذاء برباط مصنوع من جلد التماسيح الخاص بستيفانو ريتشي.
هذه الحكاية، التي يتمدد سحرها عبر وادي غرافينا أنفاس تاريخ تخال عقارب الوقت تجاوزت عنه، يُرجع صداها اليوم المصمم الإيطالي ستيفانو ريتشي حالة إبداعية خاصة تحتفي بروح ماتيرا القديمة. بل إنها ترجمة إبداعية متقنة لنهج ابن فلورنسة المفتون أبدًا بفضاءات إيطالية لا ينفك يوثّق عبقها التاريخي في ابتكارات اعتاد أن يكرّس بها الأثر الوجداني الذي تخلّفه في كنان روحه حكايات الأماكن. وكحال إبداعات سابقة استلهمت بهاء عوالم إيطالية قديمة مثل قلعة سامتزانو في توسكانا، وقصر فيتورياليه الشهير في لومبارديا حيث عاش الشاعر والكاتب الإيطالي غابريليه دانونتزيو، ومتحف ستيبرتيه في فلورنسة، تتجلى اليوم مجموعة ستيفانو ريتشي لموسم ربيع 2018 وصيفه روائع تشكّل بتفاصيلها متقنة الحياكة وتدرّجاتها اللونية البديعة انعكاسًا متفردًا لنبض حياتي يشابه نبض التاريخ في ماتيرا التراثية. وفي كليهما ما يكفي من الشواهد على سحر صنعة إيطالية أفلحت في أن ترسّخ جذورها مرة في عمق الثقافة الإنسانية ومرة في صميم الإبداع البشري.
بذلة من ثلاث قطع بسترة أحادية الصدر حيكت من الصوف الخاص بستيفانو ريتشي،
وقميص رسمي مشغول من القطن الخالص، ورابطة عنق ومنديل للجيب تزيّن النقوش
المطبوعة يدويا نسيجهما الحريري، وحذاء برباط مصنوع من جلد العجول.
بإيحاء من تلك المتاهات التي تتشابك دروبها في ماتيرا، أو بابل الإيطالية، وكمثل بيوتها الجيرية التي تراكبت تضاريسها وتداخلت، صاغ ستيفانو ريتشي كل تصميم في مجموعة هذا الموسم خطوطًا نحتية محددة المعالم تكاد تتوهم وأنت تمرر يدك فوقها أنها انبعثت من بين أنامل نحّات أحسن ترويض إزميله لينقش به تصاوير الإبداع أشكالاً هندسية متوازنة الأبعاد. إن كان الحائكون في محترفات الدار الإيطالية قد أعملوا في نحت الأشكال والخطوط مقصًا وإبرة بدل الإزميل، فهم أفلحوا في محاكاة فعله ليجسدوا إذا ذاك تصاميم ريتشي سترات منفردة أحادية الصدر أو بذلات بسترات مزدوجة الصدر تتميز بخطوطها الانسيابية إنما المحددة وبصدارات تعانق تضاريس الجسم لتزيد إلى مفردات الأناقة رقيًا قلة من المصممين يضاهون ستيفانو ريتشي في تجسيده عملاً فنيًا جماليًا عصيًا على الاستنساخ. تجلى هذا التميز بالقدر نفسه في القمصان المشغولة من النسيج القطني بالغ الخفة، ورابطات العنق التي نُسجت من الحرير وازدانت بطبعات يدوية الصنع بدت أقرب إلى نقوش هندسية، والأحزمة المصنوعة يدويًا من جلد التماسيح كما الأحذية. إن كانت البذلات والسترات الرسمية، بخاماتها المشغولة من الصوف الخاص حصريًا بالدار الإيطالية، أو من مزيج الصوف والحرير، يُضاف إليهما الحرير والكشمير في بعض التصاميم، تعكس ذروة الرقي في التأنق بقدر ما توثّق الفخامة في أساليب الحياكة التقليدية، فإن هذه المعادلة لا تغيب بالمثل عن الأزياء غير الرسمية، والتي واءمت الدار في تنسيقها لهذا الموسم بين سراويل مستدقة القصات حيكت من القطن، وقمصان بولو مشغولة من الحرير والكتان أو كنزات خفيفة محبوكة من الصوف الخالص، مع سترات جلدية وأحذية رياضية صُنعت من جلود خفيفة الوزن.
بذلة من ثلاث قطع بسترة مزدوجة الصدر حيكت من الحرير
والصوف الخاص بستيفانو ريتشي، وقميص رسمي من القطن،
ورابطة عنق ومنديل للجيب من الحرير تزين طبعات يدوية الصنع،
وحذاء برباط مصنوع من جلد العجول
بقدر ما تجلّت البلدة التراثية الإيطالية في الخطوط النحتية للتصاميم، انعكست في المجموعة ظلالاً لونية تفاوتت بين أزرق السماء في ماتيرا، وأحمر غروبها، وتدرجات اللون البني الذي سفعته الشمس في فضائها على مدى التاريخ. وكما هي العادة في قاموس الدار اللوني، تزيّنت تصاميم عدة ضمن المجموعة باللون الأزرق الخاص بريتشي، والأسود الذي تضيئه نقوش خامات تنطق بفخامة حريرها الطبيعي، وصولاً إلى اللونين الأبيض والبيج اللذين تراكب تدرجاتهما هذه المرة على نحو يستحضر في الأذهان صورة حجارة جيرية أو حديقة صخرية نُحتت من خيوط شمس ورماد بركاني أبيض.
بذلة من ثلاث قطع بسترة أحادية الصدر حيكت من الصوف الخاص بستيفانو ريتشي،
وقميص رسمي من القطن، ورابطة عنق ومنديل للجيب يزدان نسيجهما الحريري بالنقوش
يدوية الطباعة، وحذاء برباط مصنوع من جلد العجول،
وحقيبة للأوراق والمستندات صنعت يدويا من جلد العجول.
بذلة للمناسبات الرسمية يجمع نسيجها بين الصوف والحرير،
وقميص رسمي للسهرات مصنوع من القطن الخاص بستيفانو ريتشي،
ورابطة عنق فراشية حيكت من الحرير الخالص،
ومنديل للجيب مشغول من النسيج القطني، وحذاء رسمي من جلد العجول اللامع.
سترة أحادية الصدر بزرّين حيكت من الصوف الخالص الخاص بستيفانو ريتشي، وقميص غير رسمي يزهو نسيجه القطني بالنقوش، وسروال مشغول من القطن،
وحزام حيك يدويا من جلد العجول والجلد المقلوب، ومنديل للجيب مصنوع من القطن الخالص، وحذاء مصنوع من جلد العجول والجلد المقلوب ومزدان بالتخاريم.
من اليمين:
بذلة للسهرات والمناسبات بسترة ذات طية صدر بارزة،
حيكت من حرير ستيفانو ريتشي المزدان بالنقوش،
وقميص للسهرات من القطن الخالص،
وسروال مشغول من النسيج الصوفي، ورابطة عنق فراشية من الحرير،
ومنديل للجيب مشغول من القطن الخاص بستيفانو ريتشي، وحذاء للمناسبات الرسمية حيك من المخمل.
بذلة للمناسبات الرسمية يجمع نسيجها
بين الصوف والحرير، وقميص رسمي للسهرات مصنوع من القطن الخاص بستيفانو ريتشي،
ورابطة عنق فراشية حيكت من الحرير الخالص، ومنديل للجيب مشغول من النسيج القطني، وحذاء رسمي من جلد العجول اللامع.