منذ أواخر سبعينيات القرن المنصرم عندما شوهد قطب علامة فيات وأيقونة الأزياء العالمية جياني أنيلي وهو يتجول منتعلاً حذاء خفيفًا ذا نعل محبب لقيادة السيارة، كانت الأحذية الخفيفة من طراز غومينو من الأزياء الرسمية الفاخرة إلى جانب حقائب لويس فويتون الفاخرة من القماش الخشن، وسترات لورو بيانا المشغولة من الكشمير. ساهمت شهرة التصميم في تحويل متجر أحذية إيطالي متواضع تملكه أسرة إلى شركة عالمية مرموقة. لطالما كانت الأحذية هي العنصر الرئيس في خزانة الملابس، لكن في ظل وجود مدير إبداعي على رأس الشركة، تطبق تودز الآن لمستها الرقيقة على خزانة الملابس بأكملها.

إنها المرة الأولى التي يكون فيها شخص واحد مسؤولاً عن الأزياء الرجالية والنسائية وكذلك السلع الجلدية. بدلاً من اسم لامع، اختار دييغو ديلا فالي، الرئيس التنفيذي لشركة تودز وحفيد المؤسس، المخضرم في الصناعة وغير المشهور نسبيًا والتر كيابوني لتولي زمام الأمور. بعد أن شغل منصب مدير التصميم في جيفنشي، تولى كيابوني وظائف عليا في علامات إيطالية مرموقة مثل غوتشي، وفالنتينو، وميو ميو، وبوتيغا فينيتا، قبل أن يتواصل معه ديلا فالي.

في ذلك يقول المصمم عذب اللسان عمّا جذبه إلى الوظيفة: "أعتقد أنها مسألة نضج. عندما تكون مبدعًا على نحو شديد لمدة طويلة، فأنت تريد أن تفعل شيئا أكثر واقعية، أكثر أناقة، أكثر تطورًا. إني في الأربعينيات من عمري، وأبغض حقًا رؤية أزياء يتلاشى بريقها في غضون أسابيع قليلة."

بينما يعترف كيابوني بأن العلامة يمكن أن تستخدم "مقاربة أكثر حداثة"، إلا أنه لا يهتم بالانسياق وراء رغبات المهووسين بأحدث صيحات الأزياء. وفي ذلك يقول: " يعدُّ الكتمان كلمة مهمة جدًا لعلامة تودز."

لقد أُعجب كيابوني، الذي نشأ في إحدى ضواحي ميلانو، بالتصميم الأنيق غير المتكلف للعلامة منذ سِن مبكرة. ويستذكر أنه كان يشتاق لحذاء تنزه برقبة من تودز وهو في سن المراهقة، وأنه حصل عليه بعد ذلك هدية في عيد الميلاد ولا يزال في حوزته حتى اليوم.

تُعد هذه الجودة التي تصمد لعاديات الدهر أمرًا رئيسًا فيما يتعلق برؤيته للمرحلة المقبلة لعلامة تودز. شرع كيابوني، بداية من مجموعته الأولى التي أُطلقت لأول مرة في شهر يناير كانون الثاني 2020، في ابتكار تصميم يبرز قيمة حذاء موكاسان غومينو لقيادة السيارة: هو بسيط وأنيق على نحو متقن ويدوم طويلاً. توفر مجموعاته كل السلع التقليدية غير المبهرجة: سترات قصيرة ناعمة من جلد الخراف، معاطف وثيرة بخطوط واضحة واقية من المطر تتناسق مع ياقات جلدية وكتافات، وسروال جينز أزرق صمم ببراعة لتحدي الاتجاهات الموسمية.

لا يعني ذلك أن كيابوني منغلقٌ على ذائقة رفيعة محافظة. فالبذلات تُصمم مع سراويل واسعة وجاذبة، وغالبًا ما تُستخدم السترات العملية الفضفاضة بدلاً من المعاطف الرياضية التقليدية. وفي ذلك يقول، مشيرًا إلى أنه يصمم للرجال غير المتكلفين في إطلالتهم: "أستحسن ألا يكون الرجال مبالغين بعد الآن. إن الفكرة الإيطالية للأناقة مهمة جدا لي، وهي عدم الاكتراث بارتداء ملابس باهظة الثمن." بعبارة أخرى، مجموعة كاملة من الملابس تقول فيها "يا لهذا الشيء القديم".

يصف كيابوني مقاربته الماهرة غير الرسمية بأنها "هدم" أسس خزانة ملابس الرجال "وإعادة صنعها" وقد كانت نهجه الحرفي عندما حان الوقت لطرح أكثر إبداعاتها التي تتجاوز حد المألوف: حذاء غومينو. لقد عمد إلى تفكيك التصميم المتعارف عليه، وغير النسب وأعاد ابتكاره برباط خشن من الجلد بدلاً من درزات الحياكة. أصيب حرفيو تودز بالذهول إلى حد ما.

بعد محادثات متوترة، "على نحو إيطالي للغاية، تخللتها عاطفة شديدة" بحسب ما يقول كيابوني، بدأت محترفات العمل تتفهم رؤيته. يحتفظ الحذاء الناتج عن ذلك بأناقة غومينو الراقية، لكنه أكثر مرونة. يبدو الجلد المقلوب، الذي يلتف ببراعة حول مقدمة الحذاء، أكثر مرونة من أي وقت مضى. وفي ذلك يقول كيابوني: "إنه ليس متكلفًا للغاية أو مفرط البنية." إن الأجزاء المتساوية مترفة وبسيطة، إنه تصميم يناسب فئة الترفيه اليوم.