تحاك أحدث البذلات اليوم من مواد متطورة
وعالية الأداء تجعلها أكثر خفة من الريشة وأشد مرونة من معلم يوغا متمرس. وإذ يرتدي المرء بذلة بمثل هذه المواصفات الخارقة، يخال أنه بات لا يقهر،
تماما كما لو أنه يلبس زي سوبرمان.
ستشكّل الإنجازات الثورية التي تحققت مؤخرًا في تقنيات صنع الأقمشة موضع ترحاب كثير من الرجال الذين كانوا يشعرون بأن الأزياء الراقية والمحاكة يدويًا تقيّدهم وتبقي خياراتهم محدودة. فالتطورات التي شهدها هذا القطاع قد أثمرت لهذا الموسم بذلات تتمدد أنسجتها و«تتنفس» كما السراويل الرياضية المستدقة. بل إنك تستطيع أن تُلقي بها في الغسّالة لتنظيفها وترتديها لاحقًا دون الاضطرار إلى كيّها. الأفضل من ذلك كله أن هذه المنافع لا تنتقص من ملامح أناقة راقية. فبعض الدور مثل كانالي وكورنيلياني تجمع اليوم في بذلاتها بين عناصر الراحة والخطوط متقنة الهندسة والحياكة والقصات المصقولة. لعل الرجال المتأنقين يعيدون اليوم النظر في خزائن ملابسهم بعد أن صار بمقدورهم الحفاظ على مظهر أنيق يليق بغرفة الاجتماعات حتى وإن كانوا قبل ذلك مباشرة قد اضطروا إلى السير تحت المطر أو حضروا من المطار في أعقاب رحلة استمرت عشر ساعات.
تقول إيليزابيتا كانالي، التي تمثّل أحد أفراد الجيل الثالث المؤتمن على إدارة دار الأزياء الرجالية التي أطلقتها عائلتها: «في القديم، لم تكن الأناقة في غالب الأحيان تواكب الأسلوب العملي. وكانت المواد عالية الأداء تُستخدم حصريًا لتصنيع ألبسة الرياضيين دون أي اعتبار لمظهر القطعة الجمالي». يبدو أن دار كانالي قد قلبت هذا الواقع رأسًا على عقب مع إطلاقها نسيجها غير المسبوق Impeccabile 2.0 المخصص لحياكة البذلات. نُسج هذا القماش من الصوف الطبيعي خفيف الوزن والمعالج بتقنية خاصة، وتُحاك منه اليوم بذلات ستتوافر في متاجر كانالي بدءًا من هذا الشهر. لا يقتصر تميز القماش Impeccabile 2.0 على واقع أنه يتمدد ويتسم بمسام كبيرة تجعله «يتنفس» - أو بتعبير آخر تتيح طرد الرطوبة. فإلى ذلك تُضاف مزايا مقاومة التجاعيد والبقع ونفاذ الماء. في هذا تقول إيليزابيتا: «إن هذا القماش يشكّل أحد أروع ثمار الابتكار. فهو يمثل فرصة لجعل حياة المرء أسهل وأكثر راحة وأشد فاعلية، وهذه أمور يسهل أن يثمّنها كل رجل».
صحيح أن بالإمكان تنظيف سترة Techmerino Wash & Go
من زي زينيا في الغسالة، لكن مزايا قماشها تضمن الحفاظ
على شكلها الأصلي.
مقاومة لنفاذ الماء
لا شك في أن رجالات اليوم بالغي النشاط قد ألفوا التحسينات التي تطال التقنيات المستخدمة على نطاق شخصي. لكن بعض الدور الأكثر تميزًا والأعلى مكانة تنحو اليوم إلى تعزيز الطابع الشخصي لهذه التطورات أكثر من خلال البذلات التي تعيد ابتكارها بما يتماشى مع أنماط العيش في القرن الحادي والعشرين. يقول جيانلوكا إيسايا، الذي تشتهر داره في نابولي ببذلاتها الفاخرة، «لقد تغيّرت مقاربة المستهلكين في مختلف أنحاء العالم لكيفية ارتداء الأزياء الراقية. للحصول على مظهر راق، ما عاد الأمر يقتصر على ارتداء بذلة ورابطة عنق. بل لا بد لأجل ذلك من الإتيان بتصاميم تعكس بحق نمط عيش مترف». تواجه إيسايا هذا التحدي من خلال أقمشة مشغولة من مواد عولجت بمحلول مائي خاص يضمن مقاومتها للبقع ولنفاذ الماء في آن، كما يحافظ على مظهرها المرتب والخالي من التجاعيد حتى بعد ارتدائها ساعات طويلة. يعلّق إيسايا قائلاً: «لا يمكن لأحد أن يشك للحظة في أن ستراتنا بالغة الفخامة قد عولجت بالمحلول المائي، إلا بالطبع إن سكب شرابًا ما فوق القماش ورأى السائل يتشكّل في حبيبات لا تمتصها السترة». تتوافر مجموعة هذا الربيع من البذلات والسترات غير الرسمية التي حيكت من قماش Aqua Dandy في خيارات متنوعة من الألوان والنقوش الجريئة المميزة لابتكارات الدار.
بسبب صوف الفيكونا الأخف وزنا على الإطلاق،
تجمع سترة كيتون بين الوزن الخفيف والمتانة التي تجعلها
صالحة للاستخدام لوقت طويل جدا.
خفيفة الوزن إلى حد بالغ
بزغ فجر معظم الابتكارات في مجال صناعة الأقمشة الفاخرة في إيطاليا في قلب منطقة بيللا التي ارتبط اسمها عبر التاريخ بعالم النسيج. فعلى مدى أجيال متعاقبة، عملت العائلات في بيللا في مجال معالجة الصوف الناعم والكشمير بالمياه المحلية التي كانت تتدفق من أعالي الجبال. باستخدام الألياف الطبيعية نفسها، تتعاون اليوم المصانع الحديثة مع دور حياكة الأزياء الراقية من أجل تطوير أساليب مبتكرة لتحسين جودة الأقمشة من خلال غزل الخيوط بشكل محكم قبل البدء بمعالجتها وتصنيعها. يُنسج على سبيل المثال، قماش سافور Savor الجديد من كورنيلياني من خيوط صوفية بالغة النعومة والفخامة يتم في البدء حبكها بشكل مدمج تمامًا لتعزيز متانتها بموازاة الإبقاء عليها خفيفة الوزن ومرنة جدًا. عمد ستيفانو غوديوزو ترامونته، المدير العالمي لأساليب الأناقة لدى الدار، إلى استخدام قماش سافور في نموذج جديد من السراويل يتميز برباط مطاطي خفي للخصر. عن هذا الرباط يقول ترامونته: «إنه يسمح بتوسيع السروال عند محيط الخصر بمقدار ثلاثة سنتيمترات إن احتاج المرء إلى ذلك بعد تناول كثير من الباستا». ويضيف: «إن أهم ما في الأمر هو توفير تصميم مفيد للرجال ينطوي على تجربة ما. فالرجال بمعظمهم يمتلكون نحو عشر بذلات. وقد يسأل المرء ما حاجتهم إذًا إلى بذلة أخرى؟ لكنهم لا يمتلكون في المقابل بذلة عملية ومفيدة إلى هذا الحد».
تتميز السترة التي حاكتها دار كورنيلياني من نسيج سافور Savor
الجديد والخاص بالعلامة بوزنها الخفيف ومقاومتها للتجاعيد.
مقاومة للتجاعيد
لمختلف الأسباب التي سبق ذكرها، كانت دار كيتون، العريقة في مجال ابتكار الأقمشة، السباقة إلى طرح مفاهيم الأقمشة الجديدة، ومن بينها السترات الجلدية بالغة الخفة والمقاومة لنفاذ الماء. أما أحدث إسهامات الدار في مجال ابتكار الأقمشة المتطورة تقنيًا، فيتمثل في صوف الفيكونا الأخف وزنًا على الإطلاق. يُعد صوف الفيكونا، الذي يُؤتى به من حيوانات الفيكونا (من فصيلة الجمليات) البرية التي تعيش في أعالي جبال الإنديز، النسيج الأغلى ثمنًا والأكثر ندرة في العالم، وهو يُستخدم في العادة لحياكة معاطف الشتاء والخريف الأثقل وزنًا. لكن في أعقاب شهور من الاختبارات في مصنعها الإيطالي، أتقنت دار كيتون إنتاج نموذج جديد من صوف الفيكونا بالغ الخفة لا يزيد وزنه على 200 غرام للمتر الواحد. ستبدأ الدار باستخدام صوف الفيكونا هذا، ذي الخيوط الدقيقة إنما المتينة، للمرة الأولى في مجموعة من السترات الملونة غير الرسمية المخصصة لموسم الربيع. يقول توتو دي ماتييس، الرئيس التنفيذي للشركة العائلية: «إن هذه القطعة ستشكّل السترة غير الرسمية المثلى لمظهر يوحي بالاسترخاء ويكمّله سروال باللون الأبيض». ويضيف: «إن زبائننا لا يحتاجون إلى المزيد من السترات. لكنهم حين يرون سترة متفردة وخاصة ومحدودة الإصدار، سيرغبون في اقتنائها». يبلغ سعر كل واحدة من السترات 25 ألف دولار، ولم تُنتج منها الدار لهذا الموسم سوى نحو 100 نموذج بسبب ندرة خيوطها.
يتيح النسيج Impeccabile 2.0 من كانالي حياكة بذلات خفيفة الوزن تسمح
مسامات القماش فيها بطرد الرطوبة وتحافظ على الجسم
باردا حين يكون الطقس حارا.
مقاومة للحرارة
بموازاة ذلك، ربما يمكن القول إن بذلة زي زينيا الراقية Techmerino Wash & Go التي يمكن وضعها في الغسّالة قد تكون عملية أكثر لموسم الربيع الحالي. حيكت البذلة من صوف مورينو الخالص المعالج بتقنيات صقل خاصة، وهي توفر خاصية ضبط الحرارة على نحو يسمح بالحفاظ على الجلد جافًا وحرارة الجسم ثابتة. بعد تنظيف السترة والسروال، يمكن تعليقهما حتى يجفّا من أجل الحصول على مظهر طبيعي، أو كيّهما لأجل مظهر أكثر حدّة. يتسم قماش زي زينيا الجديد، كحال غيره من الأنسجة الصوفية الفخمة والثورية التي تُطرح في هذا الموسم، بوزنه الخفيف ومرونته المذهلة، ما يعزز الإحساس بالحرية في الحركة دون تقويض شكل القطعة. على الرغم من أن هذا القماش ومثله الأقمشة الأخرى المتطورة تقنيًا، قد لا يلقى استحسان الرجال كافة، إلا أن أولئك الذين تنحصر خيارات ملبسهم في السراويل والأحذية الرياضية لن يستطيعوا بعد اليوم التذرع بانعدام الراحة كمبرر كي لا يتأنقوا ويرتدوا البذلات.