نوادر ألماس وياقوت وزمرد وألف إشراقة ضوئية تنظم على قياس أميرة الحسان. 

 

ثمة في مدائن العشق امرأةٌ غير كل النساء، حسناء تربت على كتف عُمرك بِنُون أنوثتها، وكبرياء عطر تلوذ به ذاكرة الحنين. ثمة حبيبة تخترع لك عن سابق شغف وسابق أنوثة ألف أنشودة للهفة تُبقي العمر قيدَ حبٍ وقيد تيهٍ، طقوسًا تغزلها في خلوة البيت نغمًا لإدوارد إلغار أو قصيدًا لجاك بريل، صخبًا مجنونًا ككل أنوثتها التي تطرد الرتابة عن نهارات الترقب والحزن، عن نشرات الأخبار وأسود الحبر في الصحف. تلك امرأة تغسل أحزان العالم بماء الوصل حين يُقفر العالم إلا من بسمة تبزغ فوق شفتيها زغردةَ ماء في السواقي، وشدو حساسين تبتهل لإشراقات كل يوم جديد. تلك امرأة تتقمص في البوح موسيقا مطر تشريني يرقص الفالس على مساحة قلب وموعد، وفي الصمت شهقة ضوء تلهج بها عتمة ضفيرة تشاغب فوضاها هدأة الليل، فيما المِثلُ إلى مثله ساكنٌ في الوله على مذهب ابن حزم الأندلسي. 

 

وكيف لا يحوزك الوله بليل حبيبة تتكفل بهجير الغياب إذ تستدرج كنان الروح إلى بيت تؤثثه بفنون الوجد والأماني، ومناخات هوى يرفل العيد في عليائها؟ كيف لا يكون عيدًا ذاك الذي تنثر ألوانه في تفاصيل يومك والعمر، فتبذره، كفلاح يزرع لموسم من السنابل وفير، وشوشات أنثوية تتبرج في مرايا الشوق والقناديل الخافتة، وبلاغة ضحكات تُزهر فوق خفق الفؤاد شذًا من روح الياسمين أو من عبق زهر ينام على أغصان اللوز؟  

 

هو العيد تجيئك به المليحة حتى وإن استأخر العيد على الأرض أو أفَلَت مواعيده، فيظل فؤادك يهفو إلى ألف عيد من زمن العشق الأحلى، إلى رفيقة عمر ووجد تود لو ترتب لها في حقائبك رهفًا تمتشقه من أنوار تمشّط امتداد ليل باريسي، أو تهربه من مواكب شموس الأصيل، وعجائب ألوان تلملمها من أكمام زهر وورد صاخبٌ بوحُهُ، جواهر تلبس نوادر ألماس وزمرد وياقوت وألف إشراقة ضوئية تجيء بها بذريعة العيد زادًا تقايض به لفحَ الشوق إذ يحبو الشوقُ فوق أسوار مدينتها.