يحدث أن يُزهر الياسمين فوق أرصفة العشق ودروبه ليُرجعك على صهوة شذوه إلى وجه حبيبة تقمصت في منطق الهوى أو جنونه دور ياسمين دمشقي لا تهزمه غربة، زهر أبيض يظل يمارس الأمل أو الفرح طقسًا كلما تلكأ الوقت عن الإتيان بالعيد. في منطق الهوى أو جنونه، يحدث أن يتسكع الياسمين في مواسم الحنين خارج مواسم الأرض وتعاقب فصولها ليطارد وشاح شمس يخبّئ ذهبها في أكمامه أو يستدرج ضياءها إلى وجناته رقص سنا يُنظم شعرًا لأجل امرأة كنت تقرأ طيب الياسمين في كفّها هذيان قصيدة مجنونة. هكذا هو الياسمين الذي يُزهر في محترفات نيراف مودي، فورة حجارة ألماسية بيضاء وصفراء تحار إذ تتأمل في وهجها إن كانت تضحك للضوء أو كان ثغر الضوء يبسم لها.
يتحدر نيراف مودي من عائلة هندية امتهنت صنعة الألماس على مدى ثلاثة أجيال، كما أنه نشأ في أنتويرب البلجيكية التي شكلت عاصمة الألماس في العالم على مدى قرون طويلة. في عقده Canary Yellow & White Jasmine، أبدع نيراف في استنبات طيب الياسمين تلاحمًا أخاذًا بين ما يزيد على 100 حجر من الألماس الأصفر ذي القطع «الياسميني» إجاصي الشكل الخاص بالدار والذي يتفتح بتلات أنيقة ترفل بعذوبتها في محيط سداة صيغت من ألماسات بيضاوية القطع، وتشكلات من زهر الياسمين الأبيض، ليتجلى ابتكاره إذ ذاك سمفونية بديعة من إشراقات ضوئية تتناغم تارة وتتعارض طورًا. بل هو تلاحم أضداد لطالما كرّسه نيراف سمة راسخة في ابتكارات تستلهم جماليات محيطه، من أزهار تلوّنت بريشة مونيه إلى تفاصيل هندسية من فن الآرت ديكو. في طوق الياسمين، كما في غيره من فرائد الجواهر التي يزاوج المصمم في تفاصيلها بين تصاميم حديثة وتقاليد حرفية أصيلة وحجارة ألماسية نادرة وفائقة الجودة، تبقى الغلبة لذاك التعارض الضوئي الآسر الذي ينبعث من انسيابية أشكال أحسن صياغتها مبدع أتقن لعبة الضوء والظلال.