«أيتها النحلة البيضاء التي تحومين داخل روحي، سكرى بالعسل، وتدورين متمهلة كالتفاف الدخان». من عشرين قصيدة وأغنية يائسة، ومائة سوناتة عشق من بابلو نيرودا إلى ماتيلدا تسامر جفن العتمة، هناك حيث امرأة ليلك والعمر تستنبت الأشعار في ملاعب القمر لترجعك طفلاً ممسوسًا بالدهشة تمضي به على جسر قصيدة من زمن الخرافة الأولى. هناك تتوارى عن أحزان العالم وهموم الضياء في ليل امرأة تنثر قصائدها على مساحة الفؤاد كما يتوزع ضياء الشمس فوق الأرصفة ومقاهي العاشقين من باريس إلى البندقية، خرافات يعمر بها الفؤاد بلا استئذان حين يستعلن الوجد على مشارف كف وعطر وتتهافت زخات الشوق في مدائن العشق صخبًا يفيق به فجر جديد، ومواسم وصال تصلح لجنى ثمرٍ يسبق شتاء الاغتراب في النهارات.
مَنْ يجيء بثمر الأرض وسنابلها قبل الحصاد غير امرأة تواطأت بنبض العشق على دوران الأرض وتعاقب الفصول لتستبقي على الأرض ربيع أفراح لا تعرف في الصمت غير موسيقا البوح وحروف القصيد؟ مَنْ يستدرج كنان الروح إلى أسرار العشق وأسرار الشعر غير ولّادة أو بلقيس أو ماتيلدا يأوي إلى نبضها والعينين شاعر تعبت قصائده من المسير؟ تلك امرأة تقمّصت ربّات الشعر لينضبط زمانك على إيقاع قوافيها فوضى حواس تنتظم بها أشياؤك تفاصيل لا تحتكم لغير منطق الاستثناء في مدينة امرأة الاستثناءات الأحلى، حبيبة تعتصم بالهوى لتزيد في الوله ولهًا وفي العمر أعمارًا. تلك حبيبة تنطوي نهارات عمرك والأمسيات في مداراتها لحظات من سحر تود لو يتكرس به عشقك سطرًا في رواية لشاعر أو لونًا في لوحة لبيار – أوغست رينوار، فنون وجد وألف أمنية تقايض بها جمر الاشتياق.
من ذا الذي يصوغ اللحظات الساحرة أماني تختزل دروب العشق والشوق؟ من ذا الذي ينظمها ألف لون ولون يزين أرضك والسماء ضياء ألماس ودفء ياقوت أو وهج زمرد يصطنع من الجواهر هديةً لأميرة الحسان، أمنيةَ عاشق استغرقه العشق في مدائن ربّة الشعر عن نظم الشعر؟