في الماضي، كان يتوافر كثير من مستودعات الغاز في المملكة المتحدة. وفيما قد يُعد اسمًا غير جاذب، أطلق عليها مدة من الوقت اسم أوعية تخزين وقياس الغاز، لكنها كانت تنطوي على فائدة للمجتمع، فقد أسهمت تلك الحاويات المعدنية الهائلة في تخزين الغاز لإمداد المناطق الحضرية بالكهرباء. كان ذلك في خمسينيات القرن التاسع عشر، أي بطبيعة الحال، عندما كنت بحاجة إلى قدر كبير من تلك المادة للحفاظ على المصابيح مضاءة. الآن جعلت التقنية مستودعات الغاز العتيدة غير ذات أهمية، وهُدمت على نحو منتظم منذ عام 1999. بقي بعضها صامدًا، بالرغم من ذلك، من بينها ثلاثة مستودعات في حي كنغز كروس في لندن. بدلًا من هدم الأطر الهيكلية القائمة، عمد المعماريون لدى شركة ويلكينسونآير إلى تحويلها إلى مجموعة شقق سكنية فاخرة سُمّيت- بالطبع- مستودعات الغاز.

لم يكن تعهُد ذلك بالأمر الهيّن. فقد فُكّكت الأطر الهيكلية المصبوبة من الحديد، وأُصلحت كسابق عهدها قبل إعادة نصبها في موقع مختلف إلى جوار المباني الحديثة. شُيّد كل برج سكني على ارتفاع مختلف، وفاءً للطريقة التي كانت فيها تعلو الأنابيب الأصلية وتنخفض تبعًا لاختلاف ضغطها الداخلي. حين انتهى تجديد الأُطر الهيكلية، من بينها 123 عمودًا (عملية استغرقت أكثر من عامين) أُعيد تثبيتها حول المباني السكنية الجديدة.

تتربع إحدى شقق الطابق العلوي، وحدة مزدوجة من طابقين مُدرجة للبيع مقابل 9.6 مليون دولار، على قمة البرج الأطول. أُثث استوديو سونا لتصميم المساحات الداخلية المسكن الذي ينبسط على مساحة 2,829 قدمًا مربعة، ويزدان بثلاث غرف نوم. تجسد سجادة من ابتكار بول سميث في غرفة المعيشة، يطلق عليها كرنفال، مصدر إلهام بسبب تدرجات لونية من البني والبرتقالي والأزرق. تتبدى لوحة الألوان تلك في مختلف أنحاء المنزل وذلك عبر كرسي Moon-B ذي ألوان متضادة يزين بهو المدخل الرئيسي من إبداع تشارلز كالباكيان إلى جانب ثريا من البرونز في غرفة الطعام من ابتكار شركة Tigermoth Lighting. إذا نال الترتيب إعجابك، فسيكون ملكك مقابل 311,900 دولار إضافي. لكن هذا المكان يتمايز بلمسة عصرية تتجاوز الزينة والأثاث. فعلى المستوى العملي، يزدان المطبخ بتجهيزات من علامة غاغينو، بالإضافة إلى انتفاعك بمساحة إضافية قدرها 1,009 أقدام مربعة عبر الشرفة الخاصة فوق السطح، التي تمنحك إطلالات شاملة تشرف على مدينة لندن من مختلف الزوايا.

تحظى الشقة العلوية في لندن بسلم إلى السماء، أي شرفة فوق السطح.

Philip Durrant
تحظى الشقة العلوية في لندن بسلم إلى السماء، أي شرفة فوق السطح.

 

سوف يُتاح للسكان أيضًا استخدام جميع المرافق ووسائل الراحة المتوافرة في هذه الأبراج، بما في ذلك منتجع صحي وناد للياقة البدنية، وردهة استقبال مخصصة، وصالة شاشات عرض، وصالة ألعاب، بالإضافة إلى خدمة المساعد الشخصي على مدار الساعة. ثمة ميزة غير عادية هي الفناء الذي يقع بين المباني الثلاثة حيث تتشابك تلك الأطر الهيكلية التي تعود للعصر الفيكتوري.