بعد ستة أشهر من الجائحة العالمية، هل تتخيلتوافر مكاتب منزلية عازلة للصوت، ومنتجع للرفاه الصحي في المكان؟ هل تتوق إلى وسيلة ترفيه خالية من الجراثيم؟ في هذا الملف الحصري، يتخيل معماريون ومصممون مرموقون مقاربات جديدة للعيش.
عند التمعن في التأثيرات العالمية المستمرة والممتدة للجائحة العالمية، ينبغي التفكير كيف قد تُغير المنزل، إذ إن توابع الجائحة العالمية تعيد تشكيل الإحساس، والشكل، والوظيفة فيما يتعلق بكيفية معيشتنا. من المرجح أن يكون التأثير شاملاً، وذلك بسبب التركيز المتجدد على الحياة المنزلية معظم هذا العام. لقد حُمِل كثير منا، ربما للمرة الأولى، على قضاء فترات طويلة نسبيافيما هو أقرب إلى إقامة جبرية. وقد تعاطينا مع ممتلكاتنا بطرق جديدة، وتعلمنا كثيرًا عن مكامن قوتها وضعفها. نحن عازمون حاليًا على أن نتحصّن مستقبلاً ضد وباء آخر، أو على الأقل ضد الإصابة بالجنون. لذلك، سألت مجلة Robb Report ثلة من أبرع المصممين في العالم كيف يمكن أن يتغير المنزل نتيجة للجائحة العالمية.
يعرض هذا الملف في لمحة حصرية للإجابات المتنوعة وغير المتوقعة لأفضل المعماريين ومصممي المساحات الداخلية المعاصرين عما يتخيلونه: من جناحٍ للتأمل يغلب عليه طابع البساطة، إلى حلول عبقرية تسهم في دمج المساحات الخارجية والداخلية على نحو أفضل، إلى اقتراح فذ حول السبيل الذي يعين فيه التصميم على منع تفشي الجائحة التالية، بدلاً من التعاطي مع تأثيرها فحسب.
منظر جوي لمنزل لويس تزينه حديقة، وشرفة على السطح، وجدار زجاجي يطوق الحدود الخارجية للملكية.
إضاءة شاملة
Leyden Lewis
Leyden Lewis Design Studio
يقول لويس، وهو معماري ومصمم من بروكلين اعتراه حزن خلال الجائحة العالمية: "عانيت، من نواح عدة: فقدان الأسرة، والأصدقاء، وفقدان هوية خيّلت لي أني حرٌ في أن أفعل ما يحلو لي متى شئت وأينما شئت".
يتبنى لويس في تعاطيه الإبداعي مع الأزمة مقاربةتتعلق بالعناية بالنفس. وفي ذلك يقول: "نتخيل تصميمًا معماريًا يختص بالرفاه الصحي، ويدعم أجهزتنا العصبية وصحتنا العقلية، للحفاظ على التوازن."
يقول لويس إن من ضمن السمات الرئيسة لهذا التصميم "إتاحة الحصول على الضوء دون الحاجة لمغادرة المنزل، فهو ينساب من خلال المزروعات في المحيط الخارجي." هناك أيضًا فتحة مركزية توفر إضاءة غير مباشرة إلى الغرف، بموازاة استفادة مباشرة من الشمس، والاستمتاع بالآفاق الخلابة من شرفة السطح.
ويضيف: "تُعد الحديقة مكانًا لإمدادات الغذاء من النباتات، وامتدادًا نفسيًّا أيضًا للفسحات الداخلية المزروعة على نحو يستحدث تأثير خداع بصري. تبدو الحديقة، عبر النوافذ الممتدة، إطلالة خارجية ماتعة للنظر، وبيئة خصبة تضفي أنسًا على المكان، وبديلاً عن الإطلالة الداخلية في مواجهة شاشة الحاسوب."
تنفس بسهولة
Jairo Vives
Pininfarina of America
يتوقع فيفس، وهو معماري من ميامي، طلبًا أكثر لأن تصبح المنازل متعددة الاستخدامات وعملية ونموذجية وقابلة للتكيف مع تغييرات مفاجئة في نمط الحياة.
يقول فيفس: "تُعد جودة الهواء ومصادر الضوء الطبيعي أمرًا أساسيًا، حيث نشهد باستمرار التأثيرات الإيجابية لنظرية استحسان الطبيعة على رفاه الإنسان. فالمعايير التي أرستها وكالة حماية البيئة الأمريكية، وطُبقت بموجب قوانين البناء المحلية والدولية لجودة الهواء، سوف يعززها انتشار متزايد لنوافذ تمتد من الأرض حتى السقف، وشرفات وحدائق في الداخل والخارج على حد سواء. سوف يشجع هذا المفهوم أيضًا على طرح نقاش حول الإدراك الكامل، يستند إلى فلسفة تخلص إلى أن تصميمًا جيدًا يمكن أن يدعم صحة جيدة."
دخول جديد
Elliott Barnes
Elliott Barnes Interiors
يقول بارن، وهو مصمم باريسي: "سوف يركز التصميم الداخلي، في مجتمع ما بعد الجائحة العالمية، على الانتقال من الخارج إلى الداخل"، أي من بيئة غير مستقرة إلى أخرى مستقرة. لم يعد مدخل المنزل مكانا تلقى فيه عبارة التحية أو الوداع. بل سيكون أيضًا المكان الذي يُنزع فيه ما تبقى من المظهر الخارجي قبل الدخول إلى فسحة عيش ما."
يضيف بارن، الذي يستلهممن التصاميم العالمية: "فلنستحضر في الذاكرة القصور الإيطالية التي تستخدم الطابق الأرضي بوصفه منطقة عبور قبل الانتقال إلى الطابق الرئيس. يمكن أن تتدبر المنازل اليابانية، حيث تُخلع الأحذية وتُرتدى نعال عند بهو الدخول، أو عند مكان الباب الذي يعزل المدخل عن فسحة العيش. يمكنني تخيل مساحة مستقلة مرصوفة بالحصى تزينها نافورة ماء تتخذ شكل أيدٍ ومناشف. لعلني أستكمل ذلك بأحذية منزلية وأردية استقبال أنيقة لتستبدل بالملابس الخارجية، قبل الانتقال إلى مساحة عيش يسودها هدوء يبعث على الراحة والطمأنينة."
نوم هانئ
Pierre Yovanovitch
يقول يوفانوفيتش، وهو مصمم مساحات داخلية مكاتبه في نيويورك وباريس: "بحسب ما تعلمنا من الجائحة، من المهم عدم إهمال ما حولنا، إذ إننا لا نعرف أبدًا متى سنكون محتجزين في أرجائه.لذا، حتى مع عودة الأعمال التجارية، وعودة الناس إلى أعمالهم اليومية، أعتقد أن هناك تركيزا الآن حول كيف يتأتى أن تؤثر تصاميم مساحاتنا الداخلية في حياتنا اليومية. إن تركيزًا على المهارة الحرفية ومواد طبيعية مستدامة يندرج بوصفه جزءًا من هذا. أعتقد أن الناس، لا سيما في حقبة تزخر بإنتاج هائل في مجال التصميم، يدركون على نحو متزايد قيمة التأني في انتقاء نوعية المواد التي يختارون العيش معها. في غرفة النوم مثلا، يؤدي استخدام مواد طبيعية عالية الجودة ومواد محايدة ودرجات اللون البني إلى استحداث مساحة تبعث على الاسترخاء."
انسجام داخلي خارجي
Brigette Romanek
Romanek Design Studio
تقول رومانيك، وهي خبيرة تصميم مساحات داخلية في لوس أنجليس، من بين زبائنها بيونسيه وجاي- زي: "لطالما كان أسلوب العيش في مساحات داخلية وخارجية مقوّمًا أساسيًا من مقوّمات أسلوب الحياة في كاليفورنيا. في أثناء فترة اللجوء في المنازل، لم يكنالبحث عن انسجام بين المساحات الداخلية والخارجية أكثر أهمية مما هو عليه الآن. سيكون لهذا الوقت الممتد داخل المنزل، عندما أرغمنا على الجمع بين الحاجة إلى مساحة وظيفية وأخرى تغلفها سكينة، تأثير دائم فيأسلوب حياة الزبائن في منازلهم. لهذه الغاية، تصورت هذه المساحة الداخلية-الخارجية في آن بموازاة تركيز على طابع الطمأنينة.
تصبح العناصر مثل الشمس، والسماء، والماء هي نجوم التصميم. حيث تبعث بساطة لوحة الألوان، والمواد، والأشكال على الطمأنينة. يوفر الغطاء الجزئي للسرير حماية بحيث يمكن للمساحة أن تُستخدم غرفة نوم، لكن يتأتى أيضًا توظيفها فسحة للمعيشة، ما يحول التركيز إلى المساحات الخارجية."
"لقد حولتنا الحياة العمودية إلى متلصصين ومراقبين وليس مشاركين."
أبنية مؤنسة
Eran Chen
ODA
يقول تشين، وهو المؤسّس الرئيس لشركة عمارة وتصميم في نيويورك: "لطالما تشككت في جدوى مبان شاهقة منعزلة ذات طريقة واحدة للدخول والخروج، ومصاعد تصل مباشرة إلى شقة علوية خاصة، ترتفع فوق شوارع المدينة. لقد حولتنا الحياة العمودية إلى متلصصين ومراقبين وليس مشاركين. على الرغم من أن الأبراج السكنية العمودية تستوعب أعدادًا مماثلة من الناس لتلك الأعداد التي تقطن أحياء بأكملها بمساكن منخفضة، إلا إنها تفتقر إلى التفاعل الاجتماعي الذي نتوق إليه الآن أكثر من أي وقت مضى، كما أنها تعزلنا عن العالم الطبيعي أيضًا. ذكّرتنا الجائحة العالمية بأننا نحتاج إلى العيش في مدن بمقدورنا أن نكون فيها مستقلين دون أن نكون منعزلين، حيث يمكننا أن نستمتع بالكثافة السكانية بينما نستمتع بالشمس والهواء النقي. لقد ذكّرتنا الجائحة بأن "الأحياء السكنية" ينبغي أن تكون مكانًا يتواصل فيه الجيران".
1- مساحات مفتوحة وقابلة للتقسيم.
2- ضوء وإطلالات.
3- تهوية طبيعية.
4- تخزين مدروس ومنظم.
5- مساحات خارجية مشتركة أو خاصة.
6- مساحة عمل فردية.
7- مواد لا يبليها كر الأيام.
8- عزل صوتي مرن.
مكان لكل شيء
Deborah Berke& Kiki Dennis
Deborah Berke and Partners
كتبت بيرك ودينيس، وهما على التوالي، عميدة كلية العمارة في جامعة ييل، ومصممة مساحات داخلية وشريكة في شركة بيرك: "أتاح لنا الوقت الذي نقضيه في المنزل الفرصة لنعيد النظر في التفاصيل المهمة التي تبعث على الراحة وتجلب المنفعة والجمال. أجرينا كثيرًا من المحادثات حول العناصر الجوهرية التي سوف تدعم الحياة اليومية على نحو أفضل في هذا الوقت المتغير. إن ارتباطًا قويًا بالمناظر الطبيعية، بموازاة كثير من الضوء الطبيعي والتهوية، يستحدث بيئة صحية ومؤكدة لجزء من اليوم أو لفترات مطولة من الوقت."
توصي بيرك ودينيس أيضًا "بمساحات مرنة الاستخدام يمكن فتحها أو إغلاقها بموازاة جدران عازلة للصوت" يمكن إعادة استخدامها بسهولة لأغراض أخرى، مثلاً من مكتب إلى غرفة ضيوف. وكتبتا: "إن التخزين المدروس والمنظم لا يسهم في الحفاظ على المكان متناسقًا وهادئًا فحسب، بل يساعد أيضًا في استيعاب الاستخدامات المختلفة للمعيشة والعمل وتناول الطعام وغيرها، بحيث يمكن تعديل المساحات حسب الحاجة". يتصور الثنائي أيضًا سهولة مطلقة في الوصول إلى الخلاء، في مساحات صغيرة وكبيرة، لقضاء وقت مع العائلة، والترفيه، والتمرين، والعمل والاسترخاء المنفرد. وفي ذلك يقولا إن "المواد الطبيعية يمكن أن تساعد في توحيد المساحات الداخلية والخارجية وتعزز من رفاه المنزل."
عودة الواجهة الأمامية
Oliver Furth
يُرجِع فيرث، وهو مصمم مساحات داخلية في لوس أنجليس، ظهور الاتجاه المعني بخصوصية المنزل إلى حقبة ثلاثينيات القرن المنصرم. وفي ذلك يقول: "إن فرانك لويدرايت، الذي يُقال إنه المعماري الأكثر تأثيرًا في عصره، حوّل جميع الأبواب الأمامية لتنأى عن الشارع، ومنذ ذلك الحين، عُدت الواجهات الأمامية أمرًا غير رائج. في أمريكا ما بعد الحرب، بدأت واجهات المنازل تتجه نحو الخلف، وأصبحت الباحات الخلفية الخاصة ضرورية للتجمعات الاجتماعية. باتت منازلكثيرة اليوممسورة، ومسيّجة، ومحمية على طول حدود الملكية، مستحدثة بذلك خصوصية أمام المنازل، وفي الخلف كذلك.
يقول فيرث: "لكن الآن، في ظلّ مزيد من خصوصية لا نعرف ما نفعل تجاهها، ورغبة في الترفيه عن بعض ضيوف مختارين بموازاة الحفاظ على مسافة آمنة، نعيد دراسة فكرة الواجهة الأمامية في سياق أكثر حداثة. تدور رؤيتي حول كون الواجهة الأمامية مساحة شبه مغلقة، ومغطاة للاستخدام في طقس عاصف، بموازاة أثاث مريح لتناول الطعام، والاسترخاء، وجميعه قابل للتنظيف والمسح. سوف يرحب بعضنا، المنعزلون اجتماعيًا والمحتجزون في الداخل طوال اليوم، بوجود جار نلوّح له بأمان من مساحتنا الخاصة، كما كنا نفعل قبل قرن من الزمان." ويضيف: "إن هذه الواجهة الجديدة تتيح لك دعوة أشخاص للانضمام دون دعوتهم للدخول. إني أراها غرفة المعيشة للقرن الحادي والعشرين."
"نأمل أن يتيحهذا المدخل الانتقالي فسحة مريحة للزوار للتجمع من جديد قبل الانضمام إلينا لتناول وجبة غداء مبكرة في عطلة نهاية الأسبوع، أو لأمسية مشتركة مفعمة بالحيوية في المنزل."
انتقال عضوي
Glenn Pushelberg& George Yabu
YabuPushelberg
استخدم بوشيلبرغ ويابو، وهما شريكان في شركة تصاميم دولية، أحد منازلهما ليكون نموذجًا للمستقبل. وفي ذلك يقولان لمجلة Robb Report: "أعدنا تصوّر رواق مدخل منزلنا في تورونتو على نحو يحفظ الطابع الجمالي للواجهة الأصلية ويلبي بعناية اعتبارات صحية جديدة للمرء عند انتقاله من الخارج إلى الداخل."
يقول بوشيلبرغ ويابو: "هناك بيوت زجاجية محمية الآن تنتظر الضيوف، تعززها خضرة وارفة من منطقة الغابات الكثيفة المحيطة، وتشكل فسحة لوقفة قصيرة، تتيح نزع المتاع الخارجي وغسل اليدين." ويضيفان أنهما أدرجا ضمن التصميم وعلى نحو متوارٍ معقمًا لليدين، وخزائن للأحذية والحقائب، ومجموعة أحذية و"ملابس مريحة" لارتدائها في الداخل. ويضيفان: "نأمل أن يتيحهذا المدخل الانتقالي فسحة مريحة للزوار للتجمع من جديد قبل الانضمام إلينا لتناول وجبة غداء مبكرة في عطلة نهاية الأسبوع أو لأمسية مشتركة مفعمة بالحيوية في المنزل."
مكتب المنزل الجديد
Alexa Hampton
تقول هامبتون، وهي خبيرة زينة مساحات داخلية: "هربت أنا وعائلتي من مدينة نيويورك إلى منطقة هامبتونز في شهر مارس آذار. إننا هنا محظوظون بتوافر مساحة أكبر ونسيم عليل، لكن الأمر احتاج إلى تعديلات."
تقول: "في ظل جدول أعمال مزدحم، ومكتب في مانهاتن يبعد مسافة أكثر من ساعتين، وثلاثة أبناء يافعين يدرسون في المنزل، وزوج يبلغ طوله ستة أقدام وبوصتين يحتاج إلى ثلاث شاشات للعمل عليها في جميع الأوقات، خلصت إلى نتيجة حتمية وهي أنه ينبغي لنا إعادة ترتيب أثاثنا لكي يستوعب مكاتب جديدة في كل مكان." وتضيف: "كانت غرفة الطعام تشكل دومًا مساحة عمل فسيحة لنا، لا سيما في المدينة. تجدني عند طرف، وزوجي عند الطرف الآخر، ويأتي طفل واحد على الأقل لمناقشة مسائل في الرياضيات، أو دروس في اللغة اليونانية."
تقول هامبتون: "في هذه الأيام، أعتقد أن المكتب أمر مطلوب داخل غرف النوم كافة، وعلى وجه الخصوص داخل غرفتي. أحتاج إلى مكتب على مقربة مني حيث يمكنني مغالبة ولعي بتأجيل الأمور. علمتنا الجائحة أن العمل معًا بات أمرًا ضروريًا، لكن إذا كنت تستطيع العمل ضمن غرف مختلفة، ومع توافر أقفال على الأبواب، فستصبح الحياة أسهل كثيرًا."
ملاذ بلا تقنية
Clodagh
تقول كلوداغ، وهي مصممة مقيمة في نيويورك وتشتهر باسم واحد فقط: "غرفة أحلامي خالية من الأجهزة. إنها مكان للاحتفاء بالحواس ودمج العناصر كلها: الصمت المطبق للجدران الحجرية السميكة مع سقف وأرضية من الخشب، ومقعد فسيح عند النافذة يطل على الخليج، يكون بارزًا ومرتفعًا بحيث يستطيع شخصان الاسترخاء أو الاستلقاء."
تبدع كلوداغ، التي صمّمت منتجع ميرافال الصحي في ولاية أريزونا، تصورًا لتأثيث المكان وعينها على الجانب العملي وطابع المرح. تقول: "يوجد موقد نار تحوطه كراس بمسندين مريحين، وخزانة كتب، وإنارة مناسبة للقراءة، ومنسوجات ناعمة الملمس، ونافورة مياه صغيرة ينساب رذاذها في وعاء حجري. إن استخدام زيت خشب الصندل للحمايةمع زيت الورد لإضفاء الهدوء يستحدث حالة شاعرية. إنها عودة إلى العالم التناظري، إلى عالم يبدو مفقودًا الآن. يمكن للأطفال التجمع عند مقعد النافذة إذا أغلقوا أجهزتهم، وشُجعوا على الاستماع لرواية القصص.
الماء والرفاه
Paul McClean
McClean Design
يقول ماكلين، وهو معماري مقيم في جنوب كاليفورنيا: "لطالما شكلت الرغبة في الارتباط بالماء والطبيعة عنصرًا قويًا في نهجنا التصميمي بغية الهدوء والاستشفاء. إنه أمر حيوي في تصاميمنا، فنحن ندمج فسحات تعنى بالرفاه الصحي لتكون ضمن منازلنا منذ زمن.
ويضيف: "يمكنللماء، وشلالات المياه على وجه الخصوص، أن تكون وسيلة علاجية. ما فتئنا نجرّب استخدام الزجاج لكي نضمن رؤية من كلا الجانبين وإتاحة انتقال الضوء، مع الحفاظ على الخصوصية. نشهد اهتمامًا متزايدًا- إلى جانب البخار وغرف البخار ومناطق التدليك- بجدران الملح، والعلاج باستخدام الضوء، والحمامات العلاجية بجميع تجهيزاتها، بالإضافة إلى غرف العزل. يلقى العلاج المائي في شكل الاستحمام الأفقي، وبرك الغطس المختلفة، والتدليك المائي استحسانًا رائجًا. حتى إننا أدرجنا أيضًا عملية تصنيع الثلج بوصفها جزءًا من تجربة الرفاه الصحي.
يقول ماكلين: "معظم فسحات الرفاه الصحي تشكل جزءًا من جناح تجاوره صالة لياقة بدنية، لكن بعض الزبائن طلب أن تصبح جزءًا من مساحة غرفة النوم الرئيسة، ما يستحدث ملاذًا حقيقيًّا خاصًا. سوف تزخر قائمة أمنياتي بتصميم منطقة رفاه صحي في مبنى منفصل، بوصفها جزءًا من حديقة خاصة تجعلك تنغمس في التأمل."
"إنني لا أصمم المنازل مكانا للنوم والاستحمام فحسب، لكن بوصفها ملاذا حقيقيا ترغب أن تقضي فيها كل ساعة."
مساحات خضراء
Scott Gillen
UnvarnishedCo
يقول غيلين، وهو خبير تصاميم ومطور عقاري مقيم في ماليبو: "مع تغيير الجائحة العالمية لأسلوب تعاطينا مع المنزل، قررت أن أولي الصحة والرفاه اهتمامًا كبيرا. فيما يتعلق بمشروع Case Study No. 5، وهو قيد الإنشاء في كاليفورنيا، أضفت مزيدًا من المساحات الخضراء ضمن الفناء: شجرة أكثر نضوجًا ومزهرة تحوطها مقاعد، إنها ليست ماتعة للناظر فحسب بل هي شيء يمكن أن تجلس تحته مستظلاً به وتستمتع. في الداخل، حيث الأروقة المحاطة بأبواب زجاجية تحاذي هذا الفناء، أعمد إلى إضافة تنقية هواء حديثة، تفوق أداء مرشِّحات HEPA، لذا توفر أنظف هواء ممكن في الداخل قبل أن تخطو إلى هذا الفناء. يضيف غيلين: "إنني لا أصمم المنازل مكانًا للنوم والاستحمام فحسب، لكن بوصفها ملاذًا حقيقيًا ترغب أن تقضي فيها كل ساعة."
حامل كتب دوار
India Mahdavi
تتبنى مهدوي، وهي معمارية ومصممة مقيمة في باريس، مقاربة تنطوي على مسحة من الغرابة. فهي تقول: "من المحتمل أن يغدو رف الكتب الملوّن الدوّار أفضل صديق لك، فهو يمكن أن يستوعب كتبك المفضلة، وملفاتك، وربما طابعة كذلك. إن أفضل استخدام له هو أن ينبسط في الزاوية حيث غالبًا ما تكون هذه المساحة غير مستخدمة."
تقول مهدوي، الشهيرة بتصاميمها لمطاعم لادوريه Ladurée التي تزدان بألوان حلوى ماكرون: "ستضفي الألوان عليك شعورًا بالبهجة، وستذكرك بأن الحياة جميلة."
جناح للتأمل
André Fu
يقول فو، وهو معماري ومصمم في هونغ كونغ: "يُعد عنصر الرفاه الصحي في التصميم جانبًا رئيسًا أركّز عليه. لديّ اعتقاد راسخ بأن التصميم المكاني سيعود مرة أخرى ليستلهم جوهر هذه التجربة. يتعلق الأمر باستحداث مساحات من شأنها تكريم حس الإدراك، وتحديدًا المساحات النقية والمتزنة.يضيف فو قائلا: "حلمت بجناح للتأمل شُيّد برمته من رخام تيراتزو، حيث تتمايز تجربة الوصول بحس الاستكشاف. يدخل المرء عبر ممر ذي إضاءة خافتة يفضي إلى جناح داخلي أسطواني الشكل ينفرج سقفه عن فتحة مشرعة عاليًا. إنه حرم داخلي لشخصٍ يوفر فرصة للانعتاق إلى أقاصي السكينة."