يسعى بعض الحرفيين المعاصرين إلى الحيد عن تاريخ البرازيل الغني بالتصميم. لكن وفقًا لآخرين، فإن هذا الإرث يستحيل إغفاله. ينسحب هذا على زانيني دي زانين. يبرز زانين، ابن خوسيه زانين كالداس، بوصفه أحد أعظم مصممي منتصف القرن المنصرم في البرازيل، مثابرًا على خطى أسرته من حيث كونه واحدًا من أكثر المواهب شهرة في البلاد، بعد أن حاز جائزة مصمم العام في معرض Maison&Objet Americas في عام 2015.
لطالما كان زانين كالداس، خلافًا لكثيرين من أقرانه، مستثمرًا حقيقيًّا في القضايا البيئية. حتى إنه أطلق وصف "أثاث ساخط" على بعض إبداعاته الأخيرة، من حيث كونها شكلاً من أشكال الاحتجاج الصامت ضد اجتثاث الغابات المطيرة. أورث ابنه هذا التقليد المقتصر على التزام الأخشاب المعاد تصنيعها حصرًا. وفي ذلك يقول زانين: "تعلمت منذ الصغر برفقة والدي أن إجلال الأخشاب هو الجزء الأهم من مشروع ما. هذا العامل قائم على الدوام، بطريقة أو بأخرى، في الروائع التي نبتكرها."
كرسيان طراز فاو.
يدير زانين مكانين منفصلين متصلين بالتصميم: الأول، هو المحترف الخاص به، وينتج قطعًا ذات إصدار محدود تبدو وكأنها تطور مباشر لإبداع والده. حتى أن بعضهم يستخدم خشبًا معاد تصنيعه من محترف زانين كالداس القديم. أما الآخر فمشغول من أخشاب من مصادر محلية، جرى إنقاذ معظمها من مزارع قديمة ومنازل متهدمة. يعود السبب إلى حمضهم النووي الحداثي، إذ إن تلك الإبداعات حققت نجاحًا هائلاً على المستوى الدولي، بعد أن تصدرت دور المزادات في نيويورك، وشيكاغو، وأماكن أخرى. تخطط الصالة الفنية للتصاميم R & Company لتنظيم معرض منفرد لتصاميمه المتفردة في مانهاتن، هذا بالرغم من أن الموعد عرضة للتغير باستمرار بسبب الجائحة العالمية.
على النقيض منه، يوجد محترف استوديو زانيني. هنا، يصنع زانين وفريقه قِطعًا للعلامات الكبرى، مستحدثًا مفاهيم تصميمية تُنتَج بعد ذلك بكميات ضخمة في مصانع خارج البلاد. إن مصباحه فلورا Flora، على سبيل المثال، يستلهم نبتة Monstera deliciosa، نبتة استوائية موطنها أمريكا الوسطى، وتحوطه دائرة من عشرات "البتلات" المعدنية. أنتج المصباح بوساطة محترف سلامب Slamp في الشركة المصنّعة للعلامة في إيطاليا. وفقًا لزانين، فإن بُنْية طراز فلورا الأوروبية لا تطغى على واقع نشأتها في البرازيل. وفي ذلك يقول زانين: "كانت الفائدة الأبرز التي استخلصتها مع والدي هي إعطاء الأهمية لثقافة بلادنا. وذلك لكي يكون كل ما سيبصر النور له علاقة مباشرة بجذورنا."