اختتمت المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG) مشاركتها في مهرجان «كان ليونز للإبداع الدولي»، أول من أمس (الخميس) بأمسية فنية، بعد أسبوع حافل بالنقاشات التفاعلية والرحلات الافتراضية.
وشهد جناح «SRMG» التفاعلي إقبالاً دولياً واسعاً من المشاركين في مهرجان الإبداع الأكبر في العالم. واستضاف نخبة من الفاعلين في صناعات الإعلام والتقنية والتسويق، كما نظّم سلسلة نقاشات تفاعلية بحثت تطورات المشهد الإعلامي ومستجداته في منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فضلاً عن تحديات الاتزان الرقمي، وطموحات الاستدامة في الأزياء، ومستقبل البودكاست، واتجاهات الابتكار، وتمكين المرأة ودعم الشباب والقدرات الإبداعية.
«ليلة مينا» تجمع مبدعي الإعلام والفن
نظّمت «SRMG» ومنصة «أنغامي» الموسيقية الرائدة في المنطقة، أمسية عنوانها «MENA Night»، حضرها الكثير من المواهب والمبدعين، وصناع الإعلام، والحائزين على جوائز مهرجان «كان ليونز للإبداع».
وقدمت «أنغامي» نجم الموسيقى الإلكترونية فادي فيراي، إلى جانب نجوم صاعدين في منطقة الشرق الأوسط، منهم بيرد برسون ولوش وسميع لميع من شركة «ميدل بيست» السعودية للترفيه الموسيقي.
وحظي الضيوف خلال الحفل، بمشاهدة حصرية لأعمال فنية برموز غير قابلة للاستنساخ (NFT) من فنانين ومبدعين إقليميين بينهم فيصل الخريجي، وعلاء بلخي، وعمرو بوغاري، وريكس تشوك. وأشرف على العرض متحف «نقطة» الإلكتروني الرائد في تقديم أول تطبيق ذكي في العالم، يضم متحفاً تشاركياً فريداً للخط العربي وفنونه.
وقالت جمانا الراشد، الرئيسة التنفيذية لـ«SRMG»، إن الاحتفاء بالمواهب الإبداعية التي مثّلت منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مهرجان «كان ليونز»، يعد فرصة فريدة لإظهار مواهبهم وابتكاراتهم المذهلة للعالم.
وأضافت: «نحن في (SRMG) سعداء باستضافة الفرق التي مثّلت الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المهرجان، وبوصفنا واحدة من أكثر المجموعات الإعلامية عراقة وأكبرها في الشرق الأوسط، كنّا ولا نزال نحتضن أفضل المواهب وألمعها في المنطقة والعالم».
وتابعت الراشد: «إن حضور مهرجان (كان ليونز) لأول مرة، هو فرصة لنا لبناء علاقات شراكة وتعاون جديدة، وتعزيز العلاقات القائمة مع الشركاء الإقليميين والدوليين».
أجواء الأمسية الفنية التي نظّمتها «SRMG» و«أنغامي»
تجربة فريدة
اتّخذ جناح «SRMG» مكانه على شاطئ لا كروازيت بين كبريات شركات الإعلام والتكنولوجيا العالمية، وقدّم تجربة افتراضية فريدة لآلاف المشاركين في مهرجان «كان ليونز» العريق.
لحظة دخول الزائر «كابانا SRMG»، يجد نفسه أمام تجربة واقع افتراضي معزز، تسافر به إلى 6 وجهات مختلفة. ومن ثَمّ يُنقل في جولة افتراضية إلى استوديوهات قناة «الشرق بلومبرغ»، قبل أن يستعرض عبر شاشات تفاعلية، أنشطة المجموعة بجميع منصاتها الإخبارية السياسية، والرياضية، والثقافية، والفنية.
توجه إقليمي
استضافت «SRMG» في جناحها برنامجاً غنياً بالنقاشات والندوات التفاعلية، حيث انطلقت ندوة حوارية في اليوم الأول من المهرجان، بين جمانا الراشد، الرئيسة التنفيذية للمجموعة؛ والسير مارتن سوريل، الشريك المؤسس لشركة «S4S Ventures»، بحثت الثورة الرقمية التي تشهدها صناعة الإعلام، والتغيرات التي فرضتها جائحة «كورونا».
وتحدّث سوريل عن تصدّر منطقة الشرق الأوسط اهتمامات الشركات العالمية، مشيداً بالتغيرات التي شهدتها السعودية خلال السنوات القليلة الماضية بفضل قيادتها، ومعتبراً أن الرياض أصبحت مركزاً إقليمياً.
مستقبل البودكاست والاستدامة في الأزياء
بحثت ندوات مساء الاثنين، طموحات الاستدامة في الأزياء، ومستقبل البودكاست، بمشاركة نخبة من الفاعلين والمؤثرين في المجالين.
وأجمع المشاركون في ندوة عن مستقبل البودكاست في منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، على أنّ هذه الصناعة الناشئة والفرص التي تتيحها لا تزال في بدايتها بالمنطقة.
وأدار الندوة، محرر الإعلام في صحيفة «عرب نيوز» طارق علي أحمد، وشارك فيها عبد الرحمن أبو مالح، الرئيس التنفيذي لشركة «ثمانية»، وكلاوديوس بولر، المدير الإداري لشركة «سبوتيفاي» في الشرق الأوسط وأفريقيا، وليلى حمادة، المؤسِّسة المشارِكة والرئيسة التنفيذية لشركة «فنيال» للإعلام.
وتحدث المشاركون في الندوة الثالثة عن أهمية التوعية بشأن الاستدامة في مجال الأزياء، خصوصاً لدى الجيل الجديد، بهدف خلق عادات جديدة أكثر استدامة. وشارك في الجلسة الحوارية التي أدارتها نادية البساط، المذيعة في قناة «الشرق بلومبرغ»، كل من لمى الشثري، رئيسة تحرير مجلتي «سيدتي» و«الجميلة»، وبوراك كاكماك، الرئيس التنفيذي لهيئة الأزياء في وزارة الثقافة، وناتاليا مودينوفا، مؤسِّسة ومديرة العمليات في «DRESSX».
أجواء الأمسية الفنية التي نظّمتها «SRMG» و«أنغامي»
الاتزان الرقمي والابتكار
احتضن جناح «SRMG» في اليوم الثاني من مشاركته في المهرجان، ندوتين تفاعليتين بحثتا الاتّزان الرقمي وتوجهات الابتكار في الإعلام.
وبحثت جلسة أدارتها هيفاء الجديع، المديرة العامة لـ«SRMG Think»، تحدي «الاتزان الرقمي»، وسبل بناء علاقة إيجابية بين المستخدم والمنصات الرقمية، شارك فيها كل من عبد الله الراشد، مدير مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي «إثراء»، ولاريسا ماي، المؤسِّسة والرئيسة التنفيذية لمنظمة «#HalfTheStory».
وقالت ماي إن أجيال اليوم هي الأولى في تاريخ البشرية التي لم تعاصر عالماً خالياً من التقنية. وسلّطت الضوء على أهمية التوعية بمخاطر تمضية ساعات طويلة على الهاتف، وتأثيرها على نمو الأطفال والمراهقين تحديداً.
من جانبه، قال الراشد: «إن السعودية تشهد استخداماً كبيراً لمنصات التواصل الاجتماعي، إذ تحتل المرتبة الأولى في استخدام منصّة (يوتيوب)، والثالثة في (تويتر) و(سنابشات) عالمياً». وتساءل: «كيف يؤثر هذا الاستهلاك الكبير للتقنية على صحة الشباب النفسية، وعلاقاتهم بأسرهم، وثقافتهم وهويتهم؟».
استعرضت الندوة الثانية، التي أدارها رياض حمادة رئيس الأخبار الاقتصادية في «اقتصاد الشرق مع بلومبرغ»، توجهات الابتكار ودوره في رسم مستقبل الإعلام، والفرص الاستثمارية الواعدة فيه. وشارك في النقاش لوران ثيفينيت رئيس قسم التكنولوجيا الإبداعية بـ«Publicis Group APAC&MEA»، وبير بيدرسون المؤسس والرئيس الإبداعي العالمي في «by The Network»، وربيكا بيزينا نائب الرئيس التنفيذي والمدير العام لـ«R-GA London».
وناقش المشاركون الأساليب الجديدة التي تتيحها التكنولوجيا لسرد القصص، واتفقوا على أن الصناعة الإعلامية لا بدّ لها من الترحيب والتفاعل مع الابتكارات الجديدة، وأن تبدأ الاستثمار في الذكاء الصناعي والميتافيرس «Web 3.0».
عرض لأعمال فنية برموز غير قابلة للاستنساخ (NFT) من مبدعين إقليميين.
ازدهار الإعلام وتمكين المرأة
سلّط جدول أعمال اليوم الثالث من مشاركة «SRMG»، الضوء على فرص الإعلام العربي وأهمية تمكين الشباب وإطلاق قدراتهم الإبداعية، فضلاً عن تمكين المرأة في مكان العمل.
وشارك في ندوة «ازدهار الإعلام في المنطقة»، التي أدارها باسل المعلمي، الرئيس التنفيذي للاستراتيجية في «SRMG»، نخبة من قادة صناعتي الإعلام والتقنية في العالم العربي هم: جمانا الراشد، رئيسة المجموعة، وإيدي مارون، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لـ«أنغامي»، وفارس عقاد، المدير الإقليمي لشركة «ميتا» في منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وداني ريشا، الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة شركة «إمباكت بي بي دي أو» في الشرق الأوسط وأفريقيا وباكستان.
وأجمع المتحدّثون على أن الشباب هم محرّكو الإبداع في المنطقة، وأكبر مستهلكي الإعلام الجديد، داعين إلى دعمهم وتمكينهم عبر تعزيز برامج التدريب ومرافقة الشركات الناشئة. وسلّطت الراشد الضوء على أهمية تمكين الكفاءات وتدريبها، ودعم الإبداع وتطويره، معتبرة ذلك مفتاح نجاح الشركات الإعلامية.
أما جلسة «تمكين المرأة»، التي شارك فيها دميت إكيلر، الرئيس التنفيذي لـ«GroupM EMEA»، ونيكي بولارد، المدير الإبداعي في شركة «MullenLowe Group UK»، ونور الحسن، الرئيس التنفيذي لشركة «ترجمة»، وأدارتها صبا عودة، كبيرة المذيعين في «الشرق بلومبرغ»، فشدّدت على أهمية إصلاح بيئة العمل لتمكين النساء وتشجيعهن للعب أدوار قيادية.
عمل فني برموز غير قابلة للاستنساخ
مبدعون عرب
اختتم جناح «SRMG» سلسلة النقاشات التفاعلية بندوة استكشفت «فنّ السرد القصصي»، وجلسة مع نخبة من المبدعين العرب الذين تُوّج عملهم بجوائز «كان ليونز للإبداع» في السنوات الماضية.
وتوقّف المبدعون العرب عند أهمية دعم القدرات الإبداعية في العالم العربي، وتمكين الكفاءات المحلية لتوجيه الحملات الإبداعية في المنطقة.
وأدار الجلسة فادي مروة، الرئيس التنفيذي الإبداعي ومدير عام«SRMG Labs»، وشارك فيها محمد باحميشان، الرئيس التنفيذي الإبداعي لـ«Publicis Communications»، والفائز السعودي بجائزة «كان ليونز» في عام 2016، وجو أبو خالد، المدير الإبداعي الإقليمي لـ«Impact BBDO»، ورمزي نجا، المدير التنفيذي الإقليمي للإبداع في «DDB» دبي.
وتحدّث باحميشان عن التطور الهائل الذي تشهده جميع القطاعات في السعودية، نتيجة «رؤية 2030». وقال باحميشان إن الحلم أساس الإبداع، متابعاً: «مكّنت (رؤية 2030) عدة صناعات في السعودية، منها صناعة الأفلام». وأضاف: «نشهد اليوم، بفضل هذه الرؤية، صعود مخرجين ومديري إنتاج وممثلين وممثلات سعوديين».
أما الندوة الثانية، التي أدارها رياض حمادة، رئيس الأخبار الاقتصادية في «اقتصاد الشرق مع بلومبرغ»، فركّزت على أهمية إنتاج محتوى محلي يعكس صورة المتلقي وينقلها إلى جمهور عالمي.
كما تطرّقت إلى مستقبل صناعة المحتوى العربي والفرص الهائلة التي يتيحها. وشارك في الندوة كل من عبد العزيز المزيني، الشريك المؤسس والمدير التنفيذي في «ميركوت»، وفيليب ديفيس، رئيس «Siegel+Gale»، في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، وعلاء فادن، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لـ«تلفاز11»، وهبة فيشر، شريك مؤسس ومدير تنفيذي في «Kerning Culture».