مقصورة الدرجة الأولى

في طراز غراندسفير، حرصت أودي على الإتيان بتجربة سفر تتجاوز الغرض من قضاء مدة معيّنة في السيارة للوصول من النقطة أ إلى النقطة ب. وعلى غير ما هو مألوف في أساليب التصميم التقليدية، فرضت هذه المهمة تصميم المركبة من الداخل باتجاه الخارج بما يجعل المساحة الداخلية في سيارة التجوال الفاخر أقرب إلى مقصورة الدرجة الأولى على متن الطائرات بعيدة المدى. وإذ ذاك، لم يعد نظام القيادة وإعدادات التحكم تحتل قائمة الأولويات في ما يخص مواصفات التصميم. بدلاً من ذلك، تركّز الاهتمام على تجربة المسافرين داخل المقصورة.

وأول ما يلفت الانتباه على هذا المستوى في سيارة السيدان الجديدة، هو نقل مقعد "المدير" من الموقع التقليدي في الخلف إلى المقدمة: اعتُمد في ترتيب المقاعد مقعد في الخلف يتخلله مسند للذراع يفصل بين الراكبين، ومقعدان في المقدمة يوفران الراحة والمساحة المعهودتين في مقصورة الدرجة الأولى ويمكن إمالتهما في زاوية 60 درجة. تأتى للصانع تحقيق هذه الوفرة من خلال تصميم نقي مبسّط يخلو من لوح العدادات القياسية. 

في وضع القيادة الذاتية من المستوى الرابع، تختفي أيضًا عجلة القيادة والدوّاسات. تغيب أيضًا في مقاربة أودي التصميمية للمستقبل الشاشات السوداء المخصصة للعرض الرقمي والتي لا تظهر إلا عند تنشيط وظائف القيادة. في المقابل، تتجلى المقصورة واحة فخمة صيغت تفاصيلها من مزيج الخشب، والصوف، والمنسوجات الصناعية، والمعدن (جيء بالعديد من هذه المواد، على غرار القشور الخشبية، من مصادر صديقة للبيئة مثل منتجات الزراعة المستدامة والمواد الخام معادة التدوير).

بل إن المصممين أوجدوا أيضًا مكانًا لنبتة مورقة بين المقعدين الأماميين والمقعدين الخلفيين، وجهّزوا موقع اللوحة المركزية بثلاجة على ما يليق بمجلس فاخر، معززين إيحاءات الفخامة بسقف شفاف يتكامل مع الأسطح الزجاجية والنافذة الأمامية العريضة بما يتيح وفرة في الإضاءة وفي الإطلالة.

تقنيات مستقبلية في سيارة أودي غراندسفير

لا تقتصر معاني الرفاهية في مقصورة غراندسفير على المقاعد القابلة للتعديل في أوضاع مختلفة والمعززة بإعدادات مستقلة للتدفئة والتبريد، فالسيارة تتعرّف الركّاب على نحو استباقي باستخدام تقنية مبتكرة، لتنفتح الأبواب على إثر ذلك. كما أن نظامها الخاص للمعلومات والترفيه يربط تلقائيًا الخدمات والتطبيقات الأخيرة التي استخدمها الركاب ليجري عرضها مباشرة داخل المقصورة.

يتأتى للمسافرين على متن السيارة الوصول إلى عروض نظام المعلومات والترفيه بلمسة إصبع ولكنها لا تظهر عبر شاشة، بل في هيئة إسقاطات عالية الدقة فوق الأسطح الخشبية تحت الواجهة الزجاجية الأمامية. فضلاً عن ذلك، يمكن للسائق التحكم ببعض الوظائف والإعدادات باستخدام الأوامر الصوتية، أو عن طريق التلويح بيده فحسب، أو بالاعتماد على جهاز استشعار يتتبّع حركة العين.

وبالإضافة إلى ألواح التحكم المدمجة في مساند الأذرع من جهة الأبواب بما يوفّر للمسافرين أسطحًا للمس غير مرئية، جُهزت مساند الأذرع في جانب الأبواب الأمامية والخلفية بنظارات الواقع الافتراضي التي يُمكن استخدامها بالتزامن مع خيارات نظام المعلومات والترفيه.

مظهر ديناميكي

على غير ما ألفناه في العديد من المركبات الكهربائية، لا تبدو سيارة غراندسفير، على مستوى تصميمها الخارجي، مركبة من المستقبل. بل إنها تزهو بالقيم الجمالية التقليدية لتتجلّى سيارة تجوال فاخر تتسم بالقوة والحيوية.

تستحضر أودي نظام الدفع الرباعي في النتوءات البارزة فوق المصدّين الخلفيين، فيما تحيط بالشعار الشهير ذي الحلقات الأربع مصابيح أمامية دقيقة ترتفع فوق ما يشكل ترجمة جديدة للشبك الأمامي الأحادي من أودي والذي يحجب بأناقة الكاميرات وأجهزة الاستشعار التي تقتضيها مركبة ذاتية القيادة. أتاح أيضًا التركيز في المقصورة الداخلية على المساحة الأمامية نحت خطوط رشيقة في الجزء الخلفي من السيارة بما يوحي بالطابع السريع لمركبة تجوال فاخر. 

مجموعة قيادة كهربائية

على مستوى الأداء، جُهزت سيارة غراندسفير، المعززة بتقنيات المستوى الرابع من القيادة الذاتية، بمحركين كهربائيين ينتجان قوة تساوي 720 حصانًا أو ما يعادل 530 كيلو واط، وقوة عزم دوران قدرها 960 نيوتن متر.

ويدعم هذا الأداء نظام تعليق نشط يتحكم بكل عجلة على نحو مستقل، فيما تستعيد المركبة طاقتها من نظام بطاريات بقوة 800 فولت تكفي 25 دقيقة لشحنها من 5% إلى 80%، وتحقق مدى سفر يصل إلى 750 كيلومترًا بحسب وضع القيادة المختار.