نائب رئيس فنادق ومنتجعات سانت ريجيس جورج فليك يسلط الضوء على خارطة الطريق المستقبلية للعلامة التي تدأب على ابتكار تجارب ضيافة متفرّدة تستلهم إرثها العريق.
دأبت علامة سانت ريجيس العالمية، منذ إطلاق أول فندق لها في مدينة نيويورك عام 1904 على يد جون جايكوب أستور الرابع، على التمايز في عالم الضيافة الفندقية، وواصلت نموّها على مرّ 117 عامًا لترسّخ حضورها من حول العالم في شبكة من الفنادق والمنتجعات الفاخرة التي ستتوّج قريبًا بالملكية رقم 50 مع اكتمال بناء فندق سانت ريجيس شيكاغو.
لكنّ هذا المسار التطوري الذي تمضي نحوه بكثير من الزخم لا يقتصر على افتتاح وجهات جديدة، بل يستهدف أيضًا المواظبة على إمتاع الضيوف بتجارب سفر متفرّدة تتجاوز مستوى توقّعاتهم ولا تنفصل عن إرث سانت ريجيس العريق وحكايتها التاريخية، وطقوس الضيافة الشهيرة المعتمدة في مختلف فنادق العلامة ومنتجعاتها.
عن هذه المقاربة المتمايزة لعالم الضيافة، وما تنطوي عليه من مخططات للمستقبل وتحديات مستجدة يحكي لنا جورج فليك، نائب الرئيس في فنادق ومنتجعات سانت ريجيس والرئيس العالمي للعلامة التجارية.
فليك، الذي ترعرع وعمل في أصقاع مختلفة من حول العالم، أدرك في سنّ مبكرة ولعه بالسفر وعالم الضيافة الذي تدرّج فيه على مرّ أكثر من عقدين من الزمن، فاكتسب على مرّ تجربته خبرات تتيح له اليوم المساعدة على رسم خارطة الطريق المستقبلية لسانت ريجيس انطلاقًا من رؤية طموحة ومتبصّرة في آن.
متى اكتشفت شغفك بعالم الضيافة وما الذي حفّز اهتمامك بهذا القطاع خصوصًا؟
أحب السفر منذ صغري وقد تسنت لي الفرصة لاختبار العيش في دول كثيرة حول العالم. بعد دراسة كتابة السيناريو في الجامعة، أصبحت مفتونًا بحكايات الفنادق الرائعة واكتشاف تاريخ الأماكن التي صادفتها خلال رحلاتي.
بل إني اليوم أتعامل مع الضيافة من خلال عدسة سينمائية ولدي اعتقاد راسخ بضرورة أن تستحدث الفنادق عوالم ساحرة وتنسج للضيوف خطوط قصة متفرّدة. سواء كانت الوجهة فندقًا كبيرًا مثل فندق سانت ريجيس نيويورك الرائد أو افتتاحًا جديدًا مثل الافتتاح الأخير لفندق سانت ريجيس القاهرة، فإن كل فندق يروي قصة متمايزة، وتشارك إرث سانت ريجيس مع الضيوف من خلال ملكياتنا كلها يندرج ضمن القصص المفضلة التي يروق لي أن أرويها.
جرى تعيينك في منصب نائب الرئيس في فنادق ومنتجعات سانت ريجيس والرئيس العالمي للعلامة التجارية منذ عام تقريبًا. كيف تقيّم التحديات التي ينطوي عليها دورك اليوم؟
تسلمت مهامي في سانت ريجيس خلال واحدة من السنوات الأكثر صعوبة لقطاع الضيافة. وكانت الجائحة مناسبة للتفكير فيما سيحدث بعد ذلك. لكن أبرز التحديات التي ينطوي عليها دوري يتمثّل في الاستمرار بتنمية العلامة التجارية في وجهات جديدة بارزة مع الحفاظ على تراثها وطقوسها التي تميزنا عن منافسينا.
أنا متحمس جدًا لمساعدة سانت ريجيس على التطور في الحقبة المقبلة، وأتطلع إلى مواجهة التحدي المتمثل في تقديم تجربة ضيافة متفرّدة وآسرة على مستوى العالم كله.
ما هي الأهداف التي تتصدّر قائمة أولوياتك للعام المقبل؟
تتمثل رؤيتي طويلة الأمد في وضع سانت ريجيس على طريق التطور والارتقاء بها من علامة للضيافة المتميزة إلى أيقونة عالمية حقيقية للرفاهية. في مخططاتنا مجموعة من مشاريع الافتتاح التي ستتيح لنا تحقيق هذه الرؤية، جنبًا إلى جنب مع المعايير الرامية إلى الارتقاء بتجربة الضيوف.
سيشهد العام المقبل افتتاح وجهتنا المميزة رقم 50 مع فندق سانت ريجيس شيكاغو، بالإضافة إلى توسيع محفظة منتجعاتنا مع افتتاح منتجع سانت ريجيس كاناي في ريفييرا مايا بالمكسيك. نتطلع أيضًا في العام الجديد إلى الدخول في بعض الشراكات المثيرة في مجالات الأزياء والطهي والتصميم.
تتمايز مجموعة سانت ريجيس، التي بزغ فجرها مع جون جايكوب أستور الرابع وعائلة أستور، بحكاية تاريخية أصيلة. ما هي المقاربة التي تعتمدها لتحقيق التوازن بين هذا الإرث والزخم المطلوب للمضي بالعلامة نحو المستقبل؟
أبصرت علامة سانت ريجيس النور في الحقبة الذهبية، لكنها تواصل رسم مسارها في العصر الحديث بالاستفادة من تاريخها العريق على نحو يخاطب الجيل المستقبلي من نخبة المسافرين الذين ينشدون الفخامة والرفاهية. تتوزّع فنادق ومنتجعات سانت ريجيس في أرقى المناطق في أنحاء مختلفة من العالم، وتواصل الاحتفاء بإرث عائلة أستور وتكريمه من خلال معالم الهندسة المعمارية المميزة لهذا الإرث، والتصاميم الداخلية الرائدة، والطقوس والتقاليد الشهيرة، بما في ذلك شاي بعد الظهيرة، فضلاً عن المستوى الخدمي الرفيع جدًا، على ما تشهد مثلاً خدمة المساعدين الشخصيين التي توفّرها علامة سانت ريجيس لكل ضيف.
Ralf Tooten
بالاستناد إلى مسيرتك الممتدة على مرّ عقدين في هذا القطاع، ما هي برأيك أبرز العناصر التي تحتكم إليها الطبيعة التنافسية للسوق؟
كان من اللافت أن نشهد الارتقاء بمعايير الرفاهية في قطاع الضيافة عامًا بعد عام. تتطور مقاربات التصميم في الوجهات الفندقية وتصبح أكثر إثارة للاهتمام، بموازاة تحسين مستويات الخدمة، وتزايد الطلب على السفر التجريبي أكثر من أي وقت مضى.
أصبحت الفنادق وجهات في حد ذاتها تتنافس على تقديم تجارب طعام مبهرة، وعلاجات متفرّدة في النوادي الصحية عالمية الطراز، ومسارات مبتكرة للرحلات المنظمة وغير ذلك. في سانت ريجيس، نعمل على توفير تجارب أكثر شمولية مع الاستمرار في تحقيق التمايز عن المنافسين من خلال إرثنا العريق، ومقدرتنا على صون البعد العاطفي والطقوس والتقاليد. تظل سانت ريجيس مرادفًا للسحر والإثارة والابتكار حتى مع تطور هذه الصناعة.
في بدايات الجائحة العالمية، بدا أن قطاع الضيافة يواجه المجهول. كيف اختبرتم في سانت ريجيس تداعيات الأزمة، وما هي الاستراتيجيات التي اعتمدتموها للحد من تأثيرها والاستجابة لحالة السوق غير التقليدية؟
شكلت الجائحة تحديًا لقطاع الضيافة في مختلف أنحاء العالم، وكان علينا أن نفكر في احتياجات ضيوفنا، لا سيّما وأننا لاحظنا تغيرًا في رغباتهم. فيما أجرينا في سانت ريجيس بعض التعديلات قصيرة الأجل لضمان شعور ضيوفنا بالأمان والراحة قدر الإمكان، ظللنا نركز بشدة على الأهداف طويلة الأمد من خلال التطوير المستمر للعلامة التجارية وتحقيق نموّها العالمي.
على مر نحو 18 شهرًا، تذكّرنا جميعًا قيمة تجارب السفر الهادفة ومدى حبنا لاستكشاف وجهات جديدة. إننا اليوم نتوق للترحيب بالضيوف مرة أخرى في فنادقنا المنتشرة من حول العالم، ومتحمسون للوفاء بالتزام علامتنا التجارية مساعدتهم على اختبار تجارب عيش رائعة.
وفّر العديد من فنادقنا ومنتجعاتنا، انطلاقًا من هذا النهج، تجارب ضيافة مبتكرة في زمن الجائحة لضمان استمرار شعور المسافرين بالأمان والإثارة التي ينطوي عليها الاستكشاف.
على سبيل المثال، أطلقنا برنامج Spa Without Walls لأول مرة في شاطئ سانت ريجيس باهيا، حيث وفّرنا الجلسات العلاجية في الهواء الطلق، فيما تعاون فندق سانت ريجيس روما مع صالة فنية محلية لتقديم تجربة معرض فني خاص للضيوف والسكان المحليين. هدفنا دائمًا هو الاستمرار في أن نكون مصدر إلهام لبث التفاؤل عندما يتعلق الأمر بالسفر، وهو أمر أعتقد أننا جميعًا نشعر به الآن بدرجة أكبر من أي وقت مضى.
Ralf Tooten
كيف ترى مستقبل قطاع الضيافة؟
يصطبغ قطاع الضيافة اليوم وعلى نحو متنامٍ بصبغة شخصية، فضلاً عن كونه أصبح عالميًا إلى حد كبير. ينشد المسافرون تجارب متفرّدة، ويحرصون على تخصيص رحلاتهم بما يلبي اهتماماتهم وتفضيلاتهم الشخصية.
لسنا مهتمين جميعًا بخط سير الرحلة نفسه الذي يستهوي أصدقاءنا أو أقاربنا. فاليوم، لا يوجد مقاس واحد يناسب الجميع عندما يتعلق الأمر بالعطلة. فضلاً عن ذلك، يقبل هواة السفر على زيارة عدد أكبر من الوجهات ويتباهون بكونهم أول من يكتشف موقعًا جديدًا ساحرًا. إنه وقت مثير لسانت ريجيس إذ إننا نوسّع دائرة حضورنا في مدن وبلدان جديدة لتلبية هذه الاحتياجات.
ما أكثر ما تحبّه في مهنتك؟
يتركز قطاع الضيافة في جوهره حول الخدمة وتوفير العناصر التي تتيح لأي ضيف اختبار ذروة الخصوصية. ولا شك في أن وجهات الضيافة التي تنجح في تجسيد هذا الجوهر تعلو فوق التوجهات الآنية وتظل مقصدًا مرغوبًا على مدى عقود.
كما أن بناء خلفية للذكريات والمعالم المحبوبة يُعد امتيازًا رائعًا، وأنا أحب أن أكون قادرًا على منح الضيوف الفرصة لاختبار تجارب متفرّدة في هذا الإطار.
هل تستهويك عوالم أخرى؟
أنا شخصياً شغوف بعالمي التصميم والهندسة المعمارية، وغالبًا ما أستفيد من هذا الشغف في عملي مع سانت ريجيس. تولّد عندي أيضًا حب دفين للمسرح بعد أن عشت بالقرب من برودواي لسنوات عديدة. كنت متعطشًا للغاية لرؤية العروض تبدأ من جديد، ولا أطيق الانتظار للتوجه إلى أحد العروض عندما أكون بجوار المسرح في مدينة نيويورك.
هل اكتشفت في أسفارك الكثيرة وجهة مفضلة؟
إيطاليا هي البلد الذي أفضل زيارته في أوروبا، ولدي الكثير من ذكريات السفر في روما وفلورنسة على وجه التحديد. تزخر كل مدينة بمعالم كثيرة يمكنك اكتشافها، سواء أكانت مطاعم متفرّدة، أم فنًا دائمًا أم أفضل عروض الأزياء. في كل مرة أزور فيها إيطاليا، أشعر أنني أستكشف عالمًا جديدًا. وفي ظل توافر ثلاثة فنادق رائعة لعلامة سانت ريجيس في روما والبندقية وفلورنسة، أتوق بشدة للعودة إلى إيطاليا.
ما هي السعادة عندك وكيف يختبر المرء ذروة الرفاهية؟
يبدأ الشعور بالسعادة عندي من المنزل. فغالبًا ما يكون جدول أعمالي مزدحمًا بالأعمال، لكني أثمّن الوقت الذي أقضيه مع عائلتي وأُسرّ به. كما أني تعلّمت أن أقدر العائلة الانتقائية التي أنشأتها خلال رحلاتي. أما أن أكون قادرًا على ارتياد العديد من الأماكن واستحضارها في ذاكرتي وأنا في المنزل، فهذه رفاهية أشعر بالامتنان لامتلاكها.