ثمة ملاذات لا يشبهها شيء تخطف الأنفاس وتأسر الحواس وترتحل بك إلى عوالم أسطورية تفتنك وتهدهد مشاعرك بأجواء لا مثيل لها. في العديد من الحالات، يتمدد أفق هذه الواحات على اليابسة أو في أعالي البحر أو على مقربة من عنان السماء.
ولكن إحداها ترتفع اليوم على القضبان مبشرة مريديها بمتعة ارتحال ملكي عبر أجمل البلدان. لقد تشابكت خيوط قصة ساحرة من الترف بزغت شمسها على أول قطار فاخر خاص في العالم "G Train" انصهرت فيه كل سمات الفخامة والترف ليتجسد قصرًا أسطوريًا يظفر به مالك واحد ليحل ضيفًا على بقاع مختلفة لئلا تفوته لحظة من الرفاهية.
لطالما كان المصمم الفرنسي الشهير تييري غوغان يتوق لابتكار سمة جديدة للسفر بالقطارات تغاير النمط الكلاسيكي وتُغدق على تجربة هواة السفر من أصحاب الذوق الرفيع بذخًا يعلو بالرحلة إلى مستوى مختلف من الرفاهية والأناقة والاستدامة البيئية.
بعد تنميق الطائرات الجذابة، واليخوت الخاصة الفارهة التي تطفو على المياه بحُسن وزهو لترسم لوحة فنية باهرة في البحار، نجح غوغان في ابتكار ملاذ مهيب وصفه بأنه "قصر على السكك الحديدية يزاوج بين الفخامة القصوى وأفضل التقنيات، مُصمم لمالك يدرك الطابع الفريد لهذا القطار". ويقول غوغان: "يتعلق قطار G في نهاية المطاف بركوب قضبان العالم برفاهية، ورؤية المناطق المحيطة بطريقة جديدة. إنه يضمن الوصول إلى العديد من المناطق على نحو أفضل مما يتيحه اليخت، ويشكل مقدمة لفصل جديد في حياة المالك. حقًا، إنها الطريقة المثالية للسفر".
يحتفي قطار G Train الاستثنائي بفخامة بلغت كلفتها 350 مليون دولار، فيما استغرق إنجازه أكثر من عامين، ليتجلى في أبهى حلة.
وقد تطلب هذا الإنجاز الاستعانة بعدد من الخبراء مثل شركة بناء القطارات السويسرية ستادلر، وعلامة سان جوبان الفرنسية الرائدة في تصنيع الزجاج، وشركة الهندسة الإنجليزية إكرسلي أوكالاجان، وشركة مارين جارد الأمنية، لضمان أن يكون تصميم غوغان ممكنًا، فيتجسد قصرًا متنقلاً بالغ التطور والرقي، يسير بسرعة 160 كم/ ساعة فوق السكك الحديدية متيحًا استكشاف العالم بطريقة جديدة وخصوصية مطلقة.
G Train
يمتد القطار بطول 400 متر عبر 14 عربة فاخرة مُحاطة بزجاج ذكي متطور تقنيًا يتحول من معتم إلى شفاف وإلى مجموعة كاملة من الألوان، ويؤدي الضوء دورًا رئيسًا في تصميم القطاء المبتكر، إذ إن الضوء الطبيعي المنبثق عبر الواجهات الزجاجية، وأنظمة الإضاءة الرقمية تساعد على ضبط الحالة المزاجية على متن هذا القصر الذي يمكن أن يتجزأ إلى قسمين إذا نوى المسافرون على متنه الانطلاق في اتجاهات مختلفة.
يتوهج المظهر الخارجي لقطار G بلون ذهبي يمكن تغييره بلمسة زر، كما تتبدل في المنطقة الداخلية سبعة مشاهد مختلفة للمناظر الطبيعية. يقول غوغان: "قد يكون الشتاء في الخارج، ولكن يمكن أن يحيط فجأة بالمالك يوم صيفي جميل يستحضره مشهد الورود والمروج الخضراء".
G Train
يبتهج الضيوف منذ أن تطأ أقدامهم منطقة وسط القطار حيث قاعة الترحيب التي تفضي إلى فسحة إقامة رئيسة تحتضن جناح المالك ومساحة ترفيهية، وتكملها غرف للضيوف تتسع لـثمانية عشر شخصًا، فضلاً عن منتجع صحي، وصالة ألعاب رياضية، وعربة لتناول الطعام، وغرفة اجتماعات، ومجلس رحب مُصمم خصيصًا لحفلات الاستقبال، ومساحات عامة يمكن أن تستوعب كل شيء من مسبح إلى مسرح ومنصة لعرض الأزياء.
سيتمكن الضيوف أيضًا من الوصول إلى حديقة سرية تتيح لمالك القطار استكشاف أجواء متباينة في كل مرة، في حين يمكن طي الأجنحة لتصميم شرفات في الهواء الطلق قادرة على استيعاب ما يصل إلى 150 ضيفًا، بحيث يمكن إقامة الحفلات على متنه والاستمتاع بالمناظر الجميلة. هناك أيضًا عربة مصممة لتخزين السيارات والدراجات النارية والمركبات الصغيرة التي تتيح الاستكشاف على الطرق الوعرة.